يقول باولو بيكاسو “الرسم طريقة أخرى لكتابة المذكرات” وبما أنها كتابة للمذكرات فكل شخص لديه قصة مختلفة يريد أن يكتبها بطريقته، وإذا سأل أحدهم ما هو أفضل فنان على مر التاريخ سنحصل على مئات الأسماء المختلفة والسبب بكل بساطة لأنه لا يوجد معيار واحد يمكن من خلاله قياس من هو أفضل رسام أو نحات، وأن جميع أشكال الفنون الجميلة تكون أمر شخصي جداً، وفي العالم العربي يوجد العديد من الفنانين المبدعين الذين كتبوا مذكراتهم من خلال اللوحات، لذا هنا سنستعرض البعض من هؤلاء المبدعين. وبسبب عدم توفر الصور الشخصية لكل رسام فإننا سنعرض لوحة من أشهر مارسم كل منهم.
10 – لؤي كيالي
ولد الفنان السوري لؤي كيالي في حلب عام 1934، عرض أعماله للمرة الأولى في المدرسة الثانوية في حلب عام 1952، درس في البداية الحقوق في جامعة دمشق، من ثم درس الفن في أكاديمية الفنون الجميلة في إيطاليا وأقام معرضه الأول في صالة لافونتانيللا، ومثل في عام 1960 الفن السوري الحديث في البندقية في معرض لابيناله مع زميله الفنان فاتح المدرس.
تخرج من الكلية في عام 1962 وعاد إلى سوريا حيث بدأ حياته المهنية كأستاذ فنون جميلة بجامعة دمشق. في عام 1976 رسم لوحة “من وحي أرواد” للمتحف الوطني بدمشق، ورسم لوحة “من الريف” للمتحف الوطني في حلب ومن أشهر لوحاته التي رسمها “معلولا”. توفي لؤي كيالي في عام 1978 محترقاً في سريره وقيل أن السبب هو السجائر.
9 – مصطفى فروخ
من أبرز الرسامين التشكيليين اللبنانيين في القرن العشرين، ولد في بيروت عام 1901، أقام أول معرض له في بيروت عام 1928. درس الفن في الجامعة الأميركية في بيروت والقى العديد من المحاضرات حول الفن، دخل اسمه في قاموس الفن العالمي عام 1950، ليكون مرجعاً في فن الببليوغرافية. في عام 1972 تخرج من الكلية الملكية للفنون الجميلة في روما من ثم أنتقل إلى باريس واستمر في أجراء المزيد من الدراسات. أقام عدة معارض بعدة أماكن في باريس، البندقية، نيويورك، وبيروت.
حصل على وسام الاستحقاق ووسام الأرز في عام 1954، ولديه أكثر من 2000 لوحة بالإضافة إلى خمس كتب من تأليفه وسيرة ذاتية نذكر من كتبه، رحلة إلى بلاد المجد المفقود، قصة إنسان لبنان، الفن والحياة.
8 – محمود سعيد
فنان تشكيلي مصري من مواليد 8 أبريل عام 1897، من أشهر أعماله لوحته التي تدعى “الدراويش” والتي رسمها في عام 1929 وبيعت في مزاد دبي عام 2010 بسعر 2.5 مليون دولار. في عام 1919 حصل على شهادة في الحقوق وأكمل الدراسات العليا في فرنسا، أقام العديد من المعارض في شتى الدول منها نيويورك وموسكو، وحاز على عدة جوائز منها جائزة الدولة التقديرية للفنون ووسام الجيون دوبنر الذي منحته له فرنسا. من لوحاته المشهورة الأخرى الشادوف، المدينة، بنات بحري، بائع العرقسوس، بنت البلد، الشحاذ، ذات الرداء الأزرق، ذات الجدائل الذهبية، الخريف، توفي محمود سعيد في عام 1964.
7 – شاكر حسن آل سعيد
فنان تشكيلي عراقي من مواليد السماوة عام 1926، درس علوم الاجتماع من ثم درس في معهد الفنون الجميلة، وهو أحد الرواد الذين وضعوا أسس الفن التشكيلي، وساهم في تأسيس جماعة بغداد للفن الحديث، عمل في تدريس الرسم في معاهد فرنسا من ثم قام بتدريس الرسم في السعودية، ظهرت عنده فكرة البعد الواحد، ونشر بعض المقالات حول مفهوم البعد الواحد والمجال الروحي في الفن، وأسس أيضاً تجمع البعد الواحد وصاغ مفهوم الفنان يستلهم الحرف، لديه الكثير من الإنجازات والأعمال في المجال الفني والثقافي.
من مؤلفاته الخصائص الفنية والاجتماعية لرسوم الواسطي، دراسات تأملية، الأصول الحضارية والجمالية للخط العربي، مبحث حول تاريخ الحضارة في وادي الرافدين. توفي شاكر حسن آل سعيد في عام 2004.
6 – عوض عبيدة
فنان تشكيلي ليبي اعتمد في أعماله على تصوير الحياة التراثية وهو من مواليد عام 1923، درس الرسم في إيطاليا، وكان أول معرض له عام 1946 في بنغازي، من ثم أقام العديد من المعارض في دول مثل سوريا إيطاليا فرنسا، سجل في لوحاته جميع عادات وتقاليد المجتمع الليبي حيث كانت كل لوحة تحكي عن قصة تراثية من قصص المجتمع الليبي و قدم في لوحاته المظاهر الاجتماعية والسلوكية واغلب الاحتفالات الدينية، في عام 1978 اتخذ مرسماً له في لندن ورسم لوحات التراث لأكثر من 12 سنة، حصل على العديد من الجوائز من قبل عدة مؤسسات، وتوفي في عام 2013.
5 – الشعيبية طلال
من أشهر الفنانات التشكيليات المغاربة التي عرضت أعمالها في أشهر المتاحف والمعارض في باريس ونيويورك وجنيف، الشعيبية طلال من مواليد عام 1929 في قرية شتوكة بالقرب من مدينة الجديدة، وتعتبر رائدة الفن الفطري العربي، أقامت أول معرض لها في عام 1966 بمعهد غوته في الدار البيضاء، من ثم أقامت العديد من المعارض في المغرب وخارج المغرب، ومن المعلوم أن الشعيبية لم تتعلم القواعد الفنية في المدارس وأسست لغتها وأسلوبها في الرسم، كمت أن لوحاتها أصبحت من أكثر اللوحات مبيعاً، حصلت في عام 2003 على الميدالية الذهبية للجمعية الأكاديمية الفرنسية للتربية والتشجيع، وتوفيت بعد ذلك في عام 2004.
4 – إسماعيل شموط
فنان تشكيلي فلسطيني من مواليد عام 1930 في مدينة اللد، درس في كلية الفنون الجميلة في القاهرة من ثم درس في أكاديمية الفنون في روما إيطاليا، أقام أول معرض فني له في غزة عام 1953، له العديد من الكتب التي قام بتأليفها منها الفنان الشاب، فلسطين صور تأريخ وسياسة، الفن التشكيلي في فلسطين، وفلسطين في المنظور. أعرب في معظم أعماله عن القضية الفلسطينية وعبر من خلال أعماله عن الآلام والآمال التي عاناها شعبه. توفي في عام 2006 في ألمانيا أثناء أجراء عملية جراحية في القلب.
3 – مصطفى الحلاج
يطلق عليه اسم شيخ التشكيليين الفلسطينيين ولد في يافا عام 1938، أعماله تضم الغرافيك والرسم والتصوير والحفر، ابتكر خطوطه وحفرياته الخاصة، كان لديه أطول لوحة جدارية في العالم في وقته تدعى “ارتجالات الحياة” طولها تقريباً 114 والعرض 36 سم. درس النحت في كلية الفنون في القاهرة، ثم أتم مراسم الدراسات العليا في الأقصر، شارك في أول معرض له عام 1959، وأقام أول معرض خاص عام 1964 في القاهرة.
حاز على العديد من الجوائز منها جائزة النحت في القاهرة وجائزة الحفر في بنغلادش، أقام العديد من المعارض في شتى الدول، في عام 1983 استقر في دمشق وتوفي فيها بطريقة مأساوية أثناء محاولته لإنقاذ أعماله من حريق حدث بسبب تسرب غاز في مرسمه عام 2002. لديه جدارية تدعى “النهرية” التي وصل طولها 93 متر لكنه لم يكملها بسبب وفاته حيث قال عنها “ سأستمر فيها ما دمت حيًّا وقادرًا على العمل. أحيانًا تتعب يدي، فأتوقف، ثم أعود فأكمل العمل. هذه اللوحة ستتوقف فقط عند الموت ”
2 – نجيب بلوخة
رسام تونسي من مواليد عام 1933، درس الفنون الجميلة في تونس، بدأ بعرض أعماله في عام 1956 وفي نفس العام حصل على جائزة معرض تونس الدولي، تابع حياته المهنية في فرنسا والمغرب وشارك في العديد من المعارض الجماعية في شتى الدول بما فيها المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، الولايات المتحدة. فاز بالميدالية الذهبية في إيطاليا عام 1964، وفي مصر عام 1968، وحصل أيضاً على الجائزة الوطنية للفنون التشكيلية عام 1990.
يعتبر نجيب من رواد الحداثة في الفن التونسي تحدث في أعماله عن الخط العربي والمدينة العتيقة والنظرية الهندسية وتوفي في عام 2007.
1 – شوقى زغلول
يعتبر شوقى زغلول من رواد الحركة التعبيرية في العصر الحداثة وعضو في الجمعية الأهلية المصرية للفنون الجميلة، ولد الرسام شوقي زغلول مدينة الغربية في مصر في عام 1947، ودرس في كلية الفنون الجميلة قسم التصوير في مصر، عمل مدرس ورسام في مجلة تدعى “النهضة” في الكويت. أعماله كانت تتحدث عن البيئة المصرية الشعبية والفلكلور، أقام العديد من المعارض الخاصة والجماعية، وتوفي شوقى زغلول في عام 1988.