جورج قرداحي: برنامج من سيربح المليون لم يفضح العرب
حوار : عزيزة أبو بكر
ندمت على عملى مع قناة الحياة
بعض برامج المسابقات التى تعتمد على اتصالات الجمهور مجرد ” نصب “
وسامة المذيع تجعله يربح ربع المعركة
17 عاماً ظل خلالها برنامج ” من سيربح المليون ” الأكثر شهرة وانتشارا في العالم العربي، ونجح مقدمه جورج قرداحي أن يصنع منه نجما خاصا يدور في فلك مميزعن غيره من برامج المسابقات، كما أصبح البرنامج نفسه سر شعبيته.. وهو ما يؤكده حيث يري نفسه محظوظا بهذا البرنامج الذي لم يندم مطلقا علي عدم تقديم غيره إلا من خلال تجارب بسيطة، فهل سيستمر في دائرة ” البرنامج الواحد ” أم ربما يفكر قريباً في تغيير جلده تماماً ؟
ألا تري أنك سجنت نفسك في ” من سيربح المليون ” ؟
هو من أهم البرامج التي قُدمت علي الشاشات العربية إن لم يكن الأهم من وجهة نظري ووجهة نظر الكثيرين، وأكبر دليل علي ذلك الشعبية التي حققها البرنامج، ولا أري عيبا في كوني قدمت هذا البرنامج طيلة 17 سنة متواصلة، والاستمرار كل هذه السنوات مؤشر واضح علي نجاح تجربتي، خاصة أنه ليس لدينا تجارب مماثلة في الوطن العربي، ولقد عرفني الجمهور من خلاله وكونت تاريخاً من الذكريات مع جمهوري، وأري أنني محظوظ بـ “من سيربح المليون” ، هذا البرنامج ارتبط بي وأنا ارتبطت به، وعملت حالة حتي بعد أن تخلت قنوات mbc عنه واشترته قناة الحياة لم تفكر القناة الجديدة في مذيع آخر، بل تعاقدوا معي لتقديمه ، وما يحدث عادة أن البرنامج يستمر ويتغير المذيع .
و لكن أليس المذيع يشبه الفنان، يريد أن يكون له تجربة ثرية متنوعة بها تجارب و برامج مختلفة ولا ينحصر في دور واحد ؟
هي ميزة وليست عيبا، وهذه النوعية من البرامج تستهويني وأعتقد أننا قدمنا بها مادة إعلامية لها قيمة.
و لكنك اتُهمت أنك ببرنامج من سيربح المليون فضحت الأمة العربية ؟
قيلت لي هذه الاتهامات بسبب بعض المشتركين متوسطي الثقافة.. فأحيانا كنا نصطدم بمستوي الضيف الذي بذل مجهوداً وجاء من بلده ليشترك في برنامج معلومات عامة وهو ليس لديه أي شيء، حتي في تخصصه لم يكن لديه أي فكرة عن أي شيء، ولكن كما استقبل البرنامج ضيوفاً محدودي المعرفة كان هناك شباب مثقف وواع وقارئ ولديه فيض من المعلومات، ولكن لا أنكر أنني رصدت من خلال البرنامج تدني بعض الشيء في مستوي المعرفة، فلا أستطيع أن أنسي من أجاب بثقة علي سؤالي عدد الحروب العالمية بأنهم أربعة !
ألم يصبك هذا بالإحباط، فالشعوب العربية تدمن برامج المنوعات والترفية وشئنا أو أبينا فمستوي التعليم والثقافة محدودة، فكيف لبرنامج معلومات أن ينجح في هذا المناخ؟
لم أحبط مطلقا، والبرنامج من أول موسم نجح واستمر 17 سنة، وترسخ في ذاكرة الناس ووجدانهم، واستطاع أن يسحب السجادة من تحت برامج المنوعات والرقص واجتذب المعلنين.
وهل هذا لجودة البرنامج أم لولع الناس بربح المليون ؟
طبعا مسألة المكسب الكبير لا نستطيع أن ننكر دورها في ارتباط الجمهور بالبرنامج، ولكن البعض شاهد البرنامج ليتعلم شيئا ليزيد معلوماته ويختبر قدراته، كان البعض أحيانا يبحث عن إجابة السؤال المطروح علي الانترنت وقت الفاصل، أري أن أهمية هذا البرنامج أنه حفز الكثيرين علي القراءة والبحث… وقدمت تجربة من سيربح المليون عدداً كبيراً جدا من الشباب المتعلم الواعي المثقف الذي شرف بلاده وأسرته بوجوده في البرنامج، وقدمنا عبر هؤلاء الشباب النموذج والقدوة .
و كيف تري برامج المسابقات الآن، خاصة تلك التي تظهر علينا في شكل إعلانات أو اتصالات هاتفية تحت شعار “كل ما تتصل أكثر فرصتك في الفوز تصبح أكبر” وغالباً ما تكون أسئلة تافهة وسطحية ؟
هذه ليست برامج مسابقات ولكنها سرقة ونصب.. هم يسرقون أرصدة الناس من هواتفهم ليس أكثر .. ومع الأسف بعض القنوات تقدم برامج مسابقات تقام علي كم الاتصالات، وأري أن هذا استغلالاً، ومسألة عادت بالملايين علي القنوات من حجم اتصالات ورسائل الجمهور، أما “من سيربح المليون” فهو برنامج ثقافي محترم لم يكن يعتمد علي أي وسيلة للنصب أو لاستغلال الناس، هذا غير دور “من سيربح المليون” الرائد في التبرع بقيمة الجائزة أو جزء منها للجمعيات الخيرية، خاصة عند استضافة فنان، وهذه الفكرة عممت ونقلتها برامج أخري عنا.
هل عرض عليك تقديم برنامج ” توك شو ” أو برنامج سياسي ؟
عرض عليَّ ولكنني اخترت البرامج الثقافية والإنسانية… وقد ابتعدت عن تقديم البرامج السياسية؛ لأن ما عشناه في العالم العربي في آخر 5 سنوات أثبت أن السياسة “مالهاش طعم ” والبرامج السياسية لا فائدة منها، وكلها مضيعة في الوقت، وأنا مؤمن جدا بالنصيب وأنا شخص قدري، ورغم أن بدايتي كانت صحفية لأنني كنت مديرعام إذاعة mbc fm وأقدم برامج سياسية وأيضا كنت في السبعينات مذيع نشرة أخبار في التليفزيون وكثيرا ما كنت أسعي لتقديم برنامج سياسي في بداية مشواري، ولكنني في النهاية كنت محظوظاً ببرنامج ” من سيربح المليون “.
ولماذا لم تقدم برامج فنية خاصة أن الإعلاميين اشتهروا بتقديم هذه النوعية من البرامج ؟
لا أجد نفسي في هذه البرامج، ولدينا العديد من الأسماء التي لمعت في هذه النوعية تحديدا.
ومن تري أنه الأفضل في تقديم البرامج الفنية.. نيشان أم طوني خليفة أم وفاء الكيلاني ؟
صعب أن أعلن رأيي في زملائي، أو أن أقول من الأفضل، وبالنسبة لوفاء فهي مصرية وليست لبنانية، ورغم اجتهادها الشديد وكونها مذيعة متميزة ولديها برنامج ممتاز، لكنها لا تستطيع منافسة نيشان وطوني لأن MBC لا تشاهد في لبنان.
من يعجبك من المذيعين المصريين ؟
محمود سعد فأنا أعشق عفويته التي أدمجها مع مهنية شديدة.. فلديه حس مهني رفيع.. وقبول غيرعادي، وأري في غياب محمود سعد خسارة كبيرة، وطبعا هناك أسماء أخري تعجبني جدا، وتجمعني بهم صداقات مثل وائل الابراشي وخيري رمضان .
أنت بعيد عن الشائعات باستثناء ما أشيع حول إسلامك، ولكنها كثيراً ما ترددت وتنفيها وتعود للتداول مرة أخري ؟
هي بالفعل ترددت كثيراً والبعض صدقها، وانتشرت بشكل كبير علي مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب؛ وذلك لحفظي لآيات كثيرة من القرآن الكريم كنت أرددها وأقولها في “من سيربح المليون” وأشرح بعضها، أو بسبب بعض التصريحات التي قلت فيها إن تعمقي في مسيحيتي يجعلني أعشق الإسلام أكثر، فالرب واحد والتعاليم واحدة، وأنا لا أري فارقاً بين المسلم الصالح والمسيحي الصالح ، ولكن البعض لا يفهم هذه الآراء أو الأفكار.
كثيرون يعتقدون أن الوسامة سر من أسرار نجاح المذيعين اللبنانيين.. ألا تري أن هذا الكلام ينطبق عليك؟
الوسامة هي المفتاح إلي القلوب.. فالشكل ربع المعركة، لكن المهم أن تكمل الباقي، المهم الشخصية والقبول والذكاء، وأعتقد أن القبول أهم من الوسامة… وأن الشكل بالنسبة لي أو لغيري هو جواز مرور فقط .
ما الشيء الذي ندمت عليه ؟
تجربة انضمامي لقناة الحياة.. فهي كانت غير موفقة، ولأول مرة في مشواري الإعلامي أصل لنقطة مقاضاة قناة، فلقد قمت بمقاضاة الحياة بعدما امتنعوا عن تسديد مستحقاتي المالية عن برنامج ” المليونير” وهو الأمر الذي أصابني بالصدمة، فهم غير ملتزمين لا بالعقود ولا بكلمتهم معي، علي الرغم من أنني تنازلت عن جزء من هذه المستحقات في مساعي التفاوض، لكنني لا أستوعب أن قناة- المفترض أنها كبيرة- لا تعطي مذيعاً أجره