“مستخدمو الإنترنت يشاركون أكثر من 3.8 مليون صورة وفيديو للقطط كل يوم مقارنة بـ 1.4 مليون صورة “سيلفى” مما يعنى أن صور القطط أكثر شعبية من السيلفى” هذه النتيجة التى كشفها تقرير نشرته صحيفة “التلجراف” البريطانية فى عام 2014 ويشير بوضوح إلى مدى شعبية هذا النوع من الصور. ورغم ذلك تخلو مصر تمامًا من أى مصور متخصص فى تصوير الحيوانات الأليفة، بينما تنحصر نشاطات المصورين الفوتوغرافيين بشكل أكبر بين تصوير “الموديلز” وتصوير حفلات الزفاف. وكانت هذه الحقيقة التى أدركها “عمرو حسنى” المصور الفوتوغرافى الشاب (28 عامًا) الذى قرر أن يتخصص فى هذا النوع من التصوير.
أكثر من 50 قطة التقط “عمرو” صورها ليس بغرض الكسب المالى ولكن لمجرد إشباع هوايته لأنه يرى أن هذا النوع من التصوير غائبًا عن اهتمامات المصورين فى مصر، ويرى فى الوقت نفسه أن التصوير لا يجب أن يتحول إلى “سبوبة”.
وعلى الرغم من الإحباط الذى يشوب صوته وهو يتحدث عن عدم فهم هذا النوع من التصوير فى مصر يقول “عمرو” لـ”انفراد”: “مش هتخلى عن تصوير الحيوانات الأليفة، ومش هحوله لمصدر لتحقيق المكسب المالى لأنه هواية بحتة، لكن بحلم بيوم أقدر فيه أنشئ استديو لتصوير الحيوانات الأليفة فى مصر”.
بدأ “عمرو” خريج الخدمة الاجتماعية تعلم التصوير فى 2008 وبدأت معه علاقة القطط بعدسته حيث اعتاد أن يتدرب على استخدام الكاميرا بتصوير قطته، ومع الوقت بدأ يتفنن فى تصويرها بشكل احترافى. يؤكد “عمرو” أن تصوير القطط ليس بالمهمة السهلة لذا يرفض أن يذهب لتصوير قطط لا تخصه رغم تلقيه عروضًا لتصوير القطط، ويقول “الموضوع مش سهل والتعامل مع قطة لا تخصنى وتصويرها يحتاج وقت طويل ولن تكون النتيجة مثالية إذا لم تكن القطة تعرفنى جيدًا، لذا لا يمكننى تلقى مقابل مادى لشيء لا أراه مثاليًا”.
يلتقط عمرو صورًا للكلاب أحيانًا لكن تظل القطط الأقرب إلى قلبه لذا يتفنن فى تصويرها وإبراز جمالها “زى ما البنت تحط مكياج عشان بس تشوف نفسها حلوة مش عشان حد”.
وراء كواليس الصور التى نراها عفوية ومبهجة جدًا للقطط مجهود كبير يحكى عنه “عمرو”: “تصوير القطط محتاج صبر، محتاج تفهم القطة وسلوكها وتتوقع حركتها القادمة. محتاج نمنحها الأمان فى التصوير لأن الصورة مستحيل تطلع حلوة من غير ما تكون متطمن ومطمنها أثناء التصوير”.
ويوضح “صور القطط تكون عفوية بشكل جزئى، فلن يمكننى أن أطلب من قطة أن تأخذ وضعًا معينًا وأصورها به، لكن يمكن أن أعرف كيف أدفع القطة للعب والدلع والحركة”، ويضيف “القطة هى من تلهمنى وضع تصويرها، ثم أفكر فى كيفية إخراج الصورة بأفضل شكل وكيفية اختيار الإضاءة ثم مرحلة الفوتوشوب لضبط الصورة للدرجة الأقصى”.
جندى مجهول آخر وراء صور القطط التى التقطها “عمرو” يوجه له الشكر “لولا أمى ومساعدتها ما كانتش ولا صورة خرجت كده، أمى كانت بتساعدنى فى كل صورة أصورها بإنها تشغل القطة أو تخليها تركز فى الاتجاه اللى عايزه”.