احتجاز عشوائي
«كانت التهمة التي تمَّ اعتقالي بموجبها في إحدى الثكنات العسكرية، هي الاقتراب من منطقة يمنع التصوير فيها، على الرغم من عدم وجود أي شعار أو لوحة تبيَّن ذلك». هكذا يتحدَّث أحمد محمود عن اعتقاله، ويضيف «كان الاعتقال مجرد تصرف عشوائي مرتجل، الهدف منه بث الرعب في نفسي، لأن المنطقة بالأساس كانت لمشروع إعمار حكومي». فيما يروي محمَّد عباس قصصا عدَّة عن مضايقات تعرَّض لها من قبل العناصر الأمنية في بغداد: «في إحدى المرات، تمَّ إتلاف ما يوجد من صور في ذاكرة كاميرتي، وفي مرة أخرى تعرَّضت إلى الضرب حينما كنت أُصوِّر تظاهرة مدنية انطلقت من شارع المتنبي إلى ساحة التحرير، وهدَّدني رجل الأمن بتحطيم الكاميرا»، منوِّهاً إلى أنه غالباً «ما كنت أُخفي ذاكرة الكاميرا في اماكن يصعب إيجادها فيها، لاسيما إذا كنتُ قد صوَّرت صوراً مهمَّة».
ويقول هاتف فرحان «لا يوجد مصوِّر لَمْ يتعرَّض إلى مضايقة أو اعتقال»، مضيفاً «هذه مسألة أصبحت جزءا من سيرة حياة أيِّ مصور»، معللاً السبب بالقول «الخوف والهاجس الأمني وراء هذا التعاطي مع المصوِّرين، خاصة بعد أن بُثَّت على التلفزيون اعترافات بعض الإرهابيين وكان التصوير جزءا من مرحلة الإعداد لهذه العمليات». ويرى علي الفهداوي أن «حجة الخطة الأمنيَّة» تستخدم لتبرير هذه الاعتقالات والمضايقات.
لكنَّ التهمة الأكثر خطورة هي تلك التي تعرَّض لها سعد الله الخالدي وهي العمل «مع وسائل إعلامية ضد الحكومة العراقية» (!)، مبيناً أن الجهة التي اعتقلته كانت «استخبارات الجيش العراقي/ الشعبة الخامسة».