لقطة لحرفي صناعة السلال في مهرجان الدوخلة بالقطيف
منذ أن كنت صغيراً وأنا معجبٌ بعطائه، عرفته منذ كنتُ في السابعة من عمري تقريباً، حيث كانت تربطه علاقة حميمة مع والدي الراحل – رحمه الله -، وكانت حبيبته لا تفارق يديه في حِلّه وترحاله.
كان ولا يزال يتحدى ذاته بإنجازاته التي أدركها الكثير منا، ولا يكاد يخلو محفلٌ إلا ورأيته موجوداً يترنم بعينه ليصطاد فرحتنا وذكرياتنا السعيدة..
وبعد أن أدرك وتلمس خيوط النحاس، انتقل بعدها إلى برمجة الحاسوب ليُحلّقَ بعدها في سماء برمجة الإنسان وتطويره وتحفيزه..
ولا يزال ينهم من معارف أنهارها المعطاءة، ولكن هل عرفتم من هي حبيبته التي تعلق بها وتعلقت به؟
إنها الكاميرا ذات الحجم الصغير التي لم تفارقه أبداً لرسم فرحة قلوبنا..
* بدايةً نرحب بك يا أبو أحمد في سماء المحبين لك.. فهلاّ عرّفتنا على بطاقتك الشخصية؟
– يوسف أحمد كاظم الخليفة من مواليد أحساء النخيل عام 1380ه الموافق 1960م، في مدينة الهفوف بالرفعة الشمالية.
كان الوالد – رحمه الله تعالى – يعمل في الفلاحة وكان مثالاً للوالد الحنون على أبنائه بحرصه على أن يتعلموا ما ينفعهم في الحياة.
عندي من الأبناء أربع بنات وولدان هما أحمد وعبد العزيز.
* الكثير من المبدعين يعيشون بيننا ولا تدركهم أعيننا إلا بعد رحليهم، ولكن مَن مِن المبدعين الذين عشت معهم وتأثرت بهم على جميع أصعدة حياتك التعليمية والعملية والاجتماعية؟
– المبدعون كثر منهم والدي العزيز – رحمه الله تعالى – فقد تعلمت منه الصبر وتحمل المسئولية، مهما واجهت من صعاب، والرد الحكيم المتزن غير المتهور، وأذكر كذلك الأستاذ والفنان التشكيلي- توفيق بن عبد الله الحميدي الذي له الفضل الكبير عليَّ بعد الله في تطويري من ناحية التصوير وأمور أخرى. ولا أنسى الصديق والأخ العزيز المرحوم حبيب بن موسى القرين الذي تعلمت منه تحمل الصعاب وخدمة الآخرين مهما كانوا ومهما عملوا تجاهي، وكذلك تعلمت منه الطيبة ودماثة الأخلاق وجميل العشرة..
ولا أنسى كذلك أخي الحبيب/ عبد الهادي بن حبيب العبد اللطيف (أبو يحيى) في أخلاقة الراقية وطيبته وسعة اطلاعه الذي تعلمت منه حب القراءة والاطلاع الشمولي.
* من هم الأشخاص الذين كانت لهم بصمات واضحة في تطوير عطائك سواءً أكان في مجال الدراسة أو العمل أو الأسرة أو المجتمع؟
– الكثير يدور في مخيلتي وذاكرتي لكنني أعجز عن الحصر والتحديد.. ولكن أول من أكنُّ له الاحترام والتقدير هو الوالد – رحمه الله – فهو قدوتي لأبوته الحانية والحريصة مجداً على مستقبل أبنائه رغم عدم تعليمه، وأذكر في المرحلة الثانوية الأستاذ – عبد الله الصالح، والأستاذ – حسين بن حسن الشواف فهما من أروع الأساتذة في متابعة طلابهم.. أما في الكلية التقنية أذكر الدكتور – فاروق فهو من أفضل المدرسين في الكلية آنذاك.
وفي المجال العملي أذكر المهندس برنل (فلبيني الجنسية) الذي لم يبخل عليَّ بالمعلومات التطويرية، كما لا أنسى المهندس – عبد الرحمن بن خليفة العودة (أبو محمود) الذي أراه يرعى المجدين من موظفيه، ويحاول جاهداً أن يطورهم معرفياً ومعنوياً.. حيث إنني عملت تحت إدارته من عام 1410ه ولم أر منه إلا الخير كل التقدير.
* بما أنك موظف في الشركة السعودية للكهرباء حدّثنا عن عملك؟
– لقد عملت في الشركة السعودية للكهرباء منذ عام 1400ه حين كانت المكاتب بخلاف ما هي عليه الآن. إذ كانت (مباني خشبية) ومن أهم الإنجازات الاستفادة من كل دورة أو برنامج أو عرض أكون مشاركاً فيه. بحيث تدرجت في وظيفتي من مشغل ضغط عالٍ إلى كهربائي ثالث في الصيانة (صيانة شبكة التوزيع الأرضية) وبعد ذلك انتقلت إلى صيانة الخطوط الهوائية وكانت الشبكة في ذلك الوقت كثيرة الأعطال إلا أنه بجهود فرقة صيانة الخطوط الهوائية تحسنت الشبكة وتقلصت الأعطال واستقرت الشبكة. ومن ثم انتقلت إلى الإنشاءات (تركيب الخطوط الهوائية الجديدة) والآن أنا أعمل في دائرة التخطيط والإنشاءات وحدة الدعم الفني والمساندة ولله الحمد والمنة.
* لكل شيء بداية فحدّثنا عن أيام الطفولة والذكريات، ومن هم أصدقاؤك في تلك الفترة؟
– منذ أن كنت صغيراً أحببت العمل، لذلك عملت في الفلاحة مع الوالد رحمة الله عليه، وبعدها عملت في خياطة المشالح الرجالية (البشوت) عند المرحوم عبد الوهاب الهودار مع مواصلتي لتعليمي الابتدائي والمتوسط، وأيضاً بعد الالتحاق بشركة الكهرباء كان معي من الطلاب الذين درسوا معي في المرحلة الابتدائية كل من: منصور بن عبد الوهاب العبد الله وعبد الله الفايز. ومن المرحلة الثانوية هناك الكثير منهم أذكر: جاسم بن عيسى الدليم، وعبد الله أحمد السالم فقد كانا لي أخوين في الدراسة وفي العمل وفي الحياة العامة، وهناك أيضاً جعفر بن كاظم الحليمي، والذي يعمل حالياً في محطة شدقم فقد درس معي في الكلية التقنية بالرياض عام 1407ه، كما لا يفوتني أخي العزيز – يعقوب عبد الله المبارك الذي كنت معه في جماعة التصوير الضوئي بالثانوية.
* لقد تكونت لدينا صورة متزاوجة في أذهاننا بينك وبين التصوير، فمَن المصور الذي أعجبك وتأثرت به، وفي أي عام اشتريت أول كاميرا تصوير؟
– من المصورين الذين تأثرت بهم علي عبد الله المبارك فقد سمعت عنه الكثير وبالخصوص من أخي وصديقي العزيز – يعقوب المبارك قبل أن أقابله، وبعد أن قابلته وجدته طيباً ومجداً ونشيطاً في عمله ومثابراً على تحقيق أحلامه. ومن المصورين الجدد الذين تعرفت عليهم قريباً كل من المصور – حسن الحمراني (مصور ومصمم في جمعية الفيصلية الخيرية)، ومن المصورين الذين أعتدُّ برأيهم قبل أن أقابلهم المصور الفنان جاسم علي الجاسم من قرية الطرف، و محمد المهنا، وعبد الله العامر، ويوسف الخميس، وحسين الجاسم.
أما عن العام الذي فيه اشتريت فيه أول آلة تصوير فإنني لا أذكر ذلك بالضبط، لكني أذكر أن أول آلة تصوير كانت بخمسة ريالات فقط وكنت في المرحلة الابتدائية حيث التقطت بها صوراً عديدة، لكن لم أطبع هذه الصور بسبب التكلفة العالية في ذلك الوقت، وفي نهاية المرحلة الابتدائية حصلت على آلة تصوير فورية من الوالد – رحمه الله -، وهذه الآلة كانت هديتي منه بعد عودته من الحج. وفي المرحلة المتوسطة اشتريت آلة تصوير تُسمى 110 وذلك نسبة للفيلم المستخدم بها وقد طبعت بعض الصور التي تم التصوير بها وأحتفظ بهذه الصور مع عدم وضوحها، وفي المرحلة الثانوية اشتريت آلة تصوير تُسمى Vivtar 135 مم واستمرت هذه الآلة معي حتى عام 1405ه حيث اشتريت أخرى نوع كودك موجودة عندي حتى اليوم مع إني لا أستخدمها لأني انتقلت إلى التصوير الرقمي وذلك منذ عام 1422ه وذلك للتقنيات الموجودة بالتصوير الرقمي التي لا توجد بالتصوير العادي منها معاينة الصورة في الشاشة قبل وبعد التصوير ومعرفة جودتها وإمكانية التعديل عليها بسهولة والتطور السريع في هذا المجال.
* حسب علمي أنك تفننت في تحميض الصور فترة فاقت الثلاثة عقود بالمعهد الثانوي الصناعي بالأحساء فهلاّ تحدثت لنا عن ذلك، وعلى يد من تدربت بتحميض الصور؟
– كان ذلك عام 1402ه وعلى يد مدرس فلسطيني لا أذكر اسمه لأنه كان من خارج المعهد الثانوي الصناعي بالأحساء، وحضر لمدة أسبوع لهذه الدورة فقط وبعدها بدأت أنا مع بعض الزملاء بتطوير أنفسنا وأذكر منهم الأخ العزيز – يعقوب عبد الله المبارك الذي لا يزال من أعز الأصدقاء..
* ما هي أمنياتك لكل من يشاركك الإبداع في التصوير؟
– أن يكون جريئاً، وأن لا يخجل من تعليقات الآخرين المثبطة.. لأن كل إنسان مثبط يرغب في أن يكون مكانك لكنه وبسبب الانهزامية لا يستطيع ذلك.. لذا فإنه يركز السخرية ففاقد الشيء لا يعطيه والمستقبل يوضح ذلك.
* مَن مِن المدرسين والمدربين الذين تكنّ لهم كل احترام وتقدير في حياتك الدراسية والعملية والتطويرية؟
– في المرحلة الابتدائية أذكر الأستاذ – أحمد التركي مدرس مادة الحساب والهندسة.
أما في المرحلة المتوسطة أذكر الأستاذ – محمد ناصف (مدرس رياضيات ومخرج مسرحي)، والأستاذ – عبد الكريم الرمضان مدرس مادة العلوم، والأستاذ – إسماعيل مدرس الرسم الهندسي.
أما في المرحلة الثانوية أذكر الأستاذ – عبد الله الصالح، والأستاذ حسين بن حسن الشواف، وكذلك الأستاذ – عادل مدرس الرياضيات آنذاك.
ولا أنسى الأستاذ القدير والقائد الكشفي الدولي – الأستاذ مؤيد عبد الرزاق مدرس التربية البدنية لنشاطه الرياضي والثقافي والكشفي.. فهو الذي شجعني على التصوير ونظم لنا دورة تحميض وطباعة الصور (أسود وأبيض) عام 1402ه.
* حسب معرفتي بك فإنك مؤثر جيد على من حولك، فما هي أهم الوسائل التي تستخدمها يومياً للتأثير عليهم؟
– أستخدم أسلوب الشد والرخاء وضرب الأمثال من واقعهم وكيفية الاستفادة من الفرص، وأحاول إقناعهم بالفكرة بدلاً من إجبارهم عليها.. حيث يكون الإقناع هو الهدف والغاية عندي.
* وهل تهتم بالكم أم بالكيف في هذه النواحي والاتجاهات التي ذكرتها؟
– أهتم بالكيف، وذلك للوصول إلى الهدف المرجو، وأن يكون الوصول الصحيح، وليس بالتخبط وعدم الدراسة.. وأحاول أيضاً أن أجعل كل واحد منهم يضع له هدفاً واضحاً ومحدداً في حياته هذا بالنسبة للأبناء، وأن تكون عنده المرونة في تحقيق أهدافهم، وأن تكون أهدافهم واقعية التحقيق لا عشوائية وهذه الأمور توصلنا إلى الكم – بإذن الله تعالى -.
* ما هي أهم الدورات التي أخذتها؟
– الدورات التي حصلت عليها كثيرة في البرمجة اللغوية العصبية (دبلوم البرمجة اللغوية العصبية) (ممارس في البرمجة اللغوية العصبية) و(ممارس متقدم في البرمجة اللغوية العصبية)، (حصلت على المستوى الثاني المعتمد دولياً في الحرية النفسية من دولة البحرين)، (حصلت على المستوى الأول والمستوى الثاني والمستوى الثالث للاستشاري الاجتماعي والمعتمد من المؤسسة العامة للتعليم الفني).. وهناك دورات كثيرة حضرتها في البرمجة وفي تطوير الذات.. إضافة إلى الدورات الإدارية والفنية التخصصية، ولا يفوتني أيضاً أنني وفقت ولله الحمد بحضور الكثير من الدورات التخصصية في مجال التصوير الفوتوغرافي.
* كيف أثّرت البرمجة اللغوية العصبية على عطائك الإبداعي؟
– كنت في بداياتي خجولاً نوعاً ما، وبعد دراستي للبرمجة اللغوية العصبية زادت ثقتي بنفسي.. وهذا ما أعطاني حماساً للتميز في مجال العمل على جميع المستويات والأصعدة ولله الحمد والمنة.. كما أعطتني الدراسة إصراراً غريباً للحصول على أهدافي التي رسمتها لنفسي أثناء دراستي البرمجة. وقبل دراسة البرمجة اللغوية العصبية حصلت على دبلوم معتمد من المؤسسة العامة للتعليم الفني في مجال شبكات الحاسب الآلي حيث استفدت منه الكثير في مجال العمل، وحين زادت معرفتي زادت ثقافتي بذلك مما انعكست هذا الحصيلة على أولادي وتعلُّقهم بالحاسب بالبيت.. ومما لا شك فيه استفدت من كل المختصين سواء أكان في برمجة الحاسب أو الإنسان.. وأحاول بقدر الإمكان أن أؤثر على من حولي بأسلوب مباشر أو غير مباشر من حيث التحفيز وزرع الثقة والابتسامة.
** ** **
وقفة أخرى مع الفنان – يوسف بن أحمد الخليفة
– خريج الكلية التقنية بالرياض عام 1989 م تخصص آلات ومعدات كهربائية.
– حاصل على دبلوم شبكات حاسب آلي عام 2004 م من معهد الخليج «نيوهورايزن».
– حاصل على دبلوم ممارس وممارس متقدم بالبرمجة اللغوية العصبية.
– حضرت عدة دورات في التصوير الفوتوغرافي وعدة ورش بالتصوير ودورات ببرنامج الفوتوشوب.
– يعمل بالشركة السعودية للكهرباء من عام 1980م.
– أول كاميرا اشتراها بخمسة ريالات وهو يدرس بالمرحلة الابتدائية كهدية من والده – رحمه الله -.
– اشترى الكثير من الكاميرات وآخرها D800 Nikon.
– حصل على أول تكريم بالتصوير الضوئي عام 1982م وهو في المرحلة الابتدائية.
– كرمته الشركة السعودية للكهرباء في مسابقة التصوير الضوئي عام 2007 م.
– حصل على جائزة اقتناء في معرض الوطن بعيون الفوتوغرافيين عام 2010م.
– شارك في مسابقة آل ثاني بدولة قطر لعدة سنوات.
– شارك في مسابقة النخلة بعيون العالم بدولة الإمارات العربية المتحدة، واختيرت إحدى صوره ضمن أفضل خمسين صورة لعام 2013م.
– اختيرت إحدى صوره من قِبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لوضعها في ألبوم «ألوان السعودية» ضمن فعاليات ملتقى ألوان السعودية لعام 2015م.
– حاصل على العضوية الدولية للتصوير الفوتوغرافي FLAP.
– عضو فاعل في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء – قسم التصوير الفوتوغرافي.
– في طريقه الآن للحصول على العضوية الأمريكية للتصوير الضوئي «PSA».