بساط .. فرسان العدسة والضوء .. رهان في محله
على نفس صفحاتها، وبحروف أشبه بهذه الحروف، وبذات الأقلام، راهنت جريدة “الوطن” منذ ما يزيد على عشر سنوات، على جمعية التصوير الضوئي، وقت أن كان يطلق عليها (نادي التصوير الضوئي)، بأنها ستكون منارة يهتدي بها المصور العماني وينطلق منها إلى العالمية، وجاءت الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بإنشاء الجمعية العمانية للتصوير الضوئي، تأكيدا على الرؤى الحكيمة لجلالته، وثقته في المواطن العماني وإمكاناته الإبداعية الهائلة، وبأن هذه الجمعية ستكون محفزا لأبناء شعبه من المصورين العمانيين، ليتوجوا على منصات أرقى المسابقات الفوتوغرافية العالمية؛ فكان حصولهم على كأس العالم للتصوير الضوئي في فئة الشباب تحت سن 21 عاما، وكأس العالم تحت سن 16 عاما (2016)، خلال فعاليات مؤتمر الاتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي (الفياب) بمدينة جيونجو الكورية، وهو الإنجاز الذي نجح شباب السلطنة في المحافظة عليه بشكل مكرر من عامي 2012 و 2014.
ولـ(جمعية التصوير الضوئي)، ومن قبلها (نادي التصوير الضوئي) صولات وجولات تفوق العد، في عالم التصوير، من خلال رحلاتها التصويرية الداخلية والخارجية، والأنشطة والفعاليات وحلقات العمل، والدورات التدريبية التي قدمتها لأعضائها، ولغير الأعضاء، ممن يجد في نفسه الرغبة الحقيقية، في أن يكون فارسا من فرسان العدسة والضوء، فكان لهم ما أرادوا، وتسيدوا العالم في مجال الفوتوغرافيا.
وللوصول إلى النتائج المشرفة والإنجازات التي تحققت على أيدي أعضائها، قطعت الجمعية شوطا كبيرا، من خلال إصرار أعضائها على خوض غمار المسابقات الدولية، بإبداعات فوتوغرافية، استوقفت خبراء التصوير الضوئي، ومحكمي مسابقاته على مستوى العالم، وهو ما أهلهم لأن يحصدوا ألقاب وأوسمة (الفياب) العالمية، وهو شيء ليس باليسير أو سهل الحصول عليه، وقد وضع الاتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي مجموعة هائلة من الاشتراطات التي يجب توافرها في العضو الذي يطمح إلى نيل شرف الحصول عليها.
ولقد سبق هذا الرقي الإبداعي والفني، رقي أخلاقي سما بهم إلى العالمية، حين طبق الجميع ـ في الجمعية العمانية للتصوير الضوئي ـ مبدأ نكران الذات، فكان التعاون وشد أزر بعضهم البعض، السمة الغالبة في كل تعاملاتهم فيما بينهم، فكان كل واحد منهم يتسابق في أن يخبر الآخرين، بمعلومة أو مهارة جديدة اكتسبها، سواء بمجهود فردي من خلال بحثه وسعيه وخوض تجاربه الفردية، أو من خلال احتكاكه بالآخرين، واكتساب الخبرة منهم. وأغلب الظن ـ إن لم يكن يقينا ـ فإن هذا الإيثار في تعاملاتهم وتبادل المهارات الفنية والإبداعية فيما بينهم، هو السبب الرئيسي في هذا التتويج، الذي أراه سيلازمهم ماداموا سائرين على هذا النهج، ومحافظين عليه.
ونحن إذ نبارك في جريدة (الوطن) للأخوة العمانيين أعضاء الجمعية العمانية للتصوير الضوئي، هذا الإنجاز العالمي الرائع، الذي يضاف إلى سلسلة إنجازاتهم العالمية السابقة، نؤكد أن صفحاتنا الثقافية ـ مثلما هو الحال في باقي صفحات جريدة (الوطن) ـ دائما ما ستكون داعمة لكل إبداع عماني، وستكون سباقة إلى هذا، مثلما كان ديدنها دائما، في حرصها على نشر إبداعات العمانيين، والوصول إليهم، في أي شبر من العالم، والرهان على أدائهم الراقي، مثلما كان الرهان على فرسان العدسة والضوء العمانيين.
إيهاب مباشر