تصوير: محمد السقاف
تجربتي
محمد السقاف: تجسيد التاريخ الحجازي بتراثه أمنية وتحققت
للمهرجانات التراثية على مستوى المملكة، الأثر الإيجابي الكبير في المجتمع فكرياً واقتصادياً وتراثياً وثقافياً وفنياً وعلى جميع الأصعدة، لذا كان استثمار المصورين لمواقع التصوير والعناصر البشرية بالملابس والأكسسوارات التراثية والحضور الجماهيري، استثماراً موفقاً لإخراج أعمال فوتوغرافية رائعة حفظت روح التراث الوطني في كل منطقة من مناطق المملكة.
ومن منطقة جدة التاريخية مهرجان “كنا كدا”، أخرج لنا الفنان الفوتوغرافي محمد السقاف، عدداً من الأعمال التراثية الحجازية والبورتريهات، التي تختزل المشاعر الدافئة بين أفراد الأسرة وتحديدا في صورة الأختين، كما تعطرت أعماله بعبق الماضي في الزي الحجازي وتفاصيل الإنسان والمكان.
محمد السقاف
يقول السقاف: “تعبتر صورة (فتاة الحجاز) من الصور القريبة إلى قلبي، حيث كانت نتاج عمل رسمته في مخيلتي ولم يكن ليتحقق لولا الله، وما يسره لي من تسهيلات سيقت لي لأنجز هذا العمل، وكنت قد تمنيت أن أخرج بعمل يجسد التاريخ الحجازي بتراثه وإحساسه، ومن الشباب الذي أذكرهم بالخير، هو الأستاذ عمر النهدي، حيث قام بتجهيز المكان وإدارته، وهو أيضاً من سعى في الاتفاق مع العم أحمد باديب، ليفتح لنا أبواب منزله في حي البلد بالمنطقة التاريخية، وذلك خلال فترة أحد مهرجانات جدة التاريخية، والتي تتكرر طوال العام. مما جعلني أتعلق بصورة (فتاة الحجاز) بالذات هو حجم الجهد والوقت اللذين بذلا في سبيل إخراج هذا العمل، وبالرغم من بساطة العمل التي تظهر للمتلقي العادي، إلاّ أنني فعلياً قمت بتجهيز المكان وترتيبه عدة مرات لأخرج بالتصور النهائي للفكرة، بل إنني قمت بفك النافذة من أحد البيوت المهجورة وتركيبها في منزل باديب بنفسي، لإعطي نفس الانطباع القديم الذي يمثله تفنن أهل الحجاز بزخرفة النوافذ وحجمها الكبير، كما أنني قمت بتصوير أكثر من فتاة وتجربة أكثر من فكرة حتى وصلت أخيراً للصورة النهائية، والتي أفتخر كثيراً بإنجازها، وبالذات أن العديد من طلابي والمتدربين لدي قد شهدو اللمسات النهائية وأشكر لهم مساندتي ومعاونتي لإتمام هذا العمل.