ناصر ريشة
من مواليد عام /1965/
بدأ مشوار الفني في سن مبكرة جداً عام /1975/
واستمرت حتى عام /1996/ حيث أصبح التصوير مهنة إلى جانب الهواية التي هي في الدرجة الأولى
وقد شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية ومنها المعرض الفردي عام /2007/ “عشق وصورة”
، والمعرض الجماعي “مرآة طرطوس” عام /2008/
والمعرض الجماعي أيضاً “تحية من القلب إلى القلب” عام 2009
“ناصر ريشة” وألوان تتحدث في الصور
«بدأت هاوٍ وسأبقى هاوٍٍ مهما كنت محترفاً، فلم أحمل في حياتي الكاميرا إلا عن حب لنقل أجمل ما في اللحظة، وأذكر أنّ الفيلم الأول الذي أدخلته في الكاميرا البدائية التي أتتني هدية عندما كنت في الصف السادس لم يخرج منها إلا صوتين فقط ، والفيلم التالي خرج منه اثنتا عشر صورة وكان ذلك في عام 1976».
بلمحات من الذكرى بدأ المصور “ناصر ريشة” حديثه لنا عن مهنته التي ترسم بألوان الضوء بدل ألوان الزيت والماء وترصد الحقيقة ليست كما هي موجودة فحسب بل وبما خفي منها بجوانب إبداعية ورمزية ويتابع: «الاحترافية تأتي من حب المعرفة واحترام الآلة التي تمسك بها سواء أكانت تقليدية أم متطورة وتلك الأخيرة لم أستطع لمسها إلا في صف البكلوريا عند بداية اعتناقي لمهنة التصوير إلى جانب الحفاظ عليها كهواية وأصبحت مصور الحفلات في مدرستي والمدارس الموجودة في المنطقة ولكن بكاميرا مستعارة طبعاً لأن شراء واحدة بالنسبة لشاب في هذا العمر يكلف ثروة واستمريت بهذه القصة من عام 1985 إلى 1996 إلى أن أصبح لدي الأستوديو الخاص بي والكاميرا الاحترافية».
الكاميرا هي بمثابة كرت توصية وجواز سفر لـ “ناصر ريشة” فهي تفسح له مجالات واسعة في محاكاة الإنسان والأشياء والطبيعة ككل وتلك الطبيعة كسرت حاجزاً كان لديه وذلك الحاجز يصفه قائلاً: «لم أكن مقتنعاً بفكرة أن أضع أمامي شخصاً وألتقط له صورة وهو يكاد يشبه الحائط دون روح، فقد اعتدت أن أختار لوحاتي بنفسي وكما تشتهي موهبتي، لكنني استطعت كسر هذا الحاجز لربما لضرورات الحياة وتأمين متطلباتها، وساعدني في ذلك ابتكاري لديكور داخلي في الأستوديو يجعلني أرى الشخص في مناظر طبيعية أو فنية متعددة كالمحيط والجبال وغيرها وهذا كان دارجاً جداً في ذلك الوقت».
لا يوجد علم بلا حب ولا يوجد زمن بلا حب ولا نستطيع عيش اللحظة إذا لم نكنّ لها مشاعر معينة سواء أكانت إيجابية أو سلبية تلك فلسفة مهنة لم يمتهنها معلماً لأحد كما يقول: «يأتي الكثير من أصدقائي أو حتى أناسٌ لا أعرفهم ويطلبون مني تعليمهم أو أبنائهم التصوير، ولكنني أرفض ليس لعدم رغبتي بإعطاء العلم لغيري، لكنّ التصوير ليس بشيء يُعلّم وإنما موهبة المرء هي التي تجعله يعرف كيف يميز نفسه عن مئات بل وآلاف المصورين، ودوري قد يكون بإعطاء التعليمات لقيادة الكاميرا فقط وليس ما حولها فما حولها يأتي من محبة الفن ومحبة إيصاله
للآخرين، وبتميز كل صورة عن أخرى دون تفضيل واحدة عن الثانية ففي كل صورة لقطة وفي كلّ لقطة نقطة عفوية أو مقصودة من قبل الزمن والوقت لا تتشابه بها أخرى، فالطفل يضحك ويلعب في أوقاتٍ كثيرة من حياته ولكن لعبه وضحكاته البارحة ليست كما هي اليوم، وهنا تكمن سرعة البديهة في اختيار الزمن الأجمل.
ففي إحدى المرّات استطعت أن أصور شجرة غاية في الجمال أثناء رحلةٍ قصيرة، لأعلم فيما بعد أنها قطعت في اليوم التالي واعتبرت نفسي محظوظاً بل وذكياً في اقتناص تلك الفرصة».
الصورة هي التي تتكلم عن داخلها وعما تحمله لذلك فمصورنا لا يشرح عن لوحاته لأحد وإنما ينتظر تعليقات الآخرين عليها، وأحد أجمل التعليقات برأيه كانت: «في معرض لي بعام 2007 سمعت أحد الشباب يقول لصديق له وكنت ماراً بجانبه ولم يعلم أني صاحب المعرض (ترى هل نحن لوحات أمام الصور وهي التي تمشي أمامنا بلقطات من حياتنا دون أن نحسّ وندري) وذلك أثرّ في كثيراً وجعلني أعلم أن كلّ صورة هي لقطة من حياة شخص ما ونقطة من زمن لن يعود».
يخرج المصور بكاميراته إلى الطبيعة ويغلق الأستوديو الخاص به تاركاً مواعيده لكي يحظى بلوحات من طقس ماطرٍ أو حتى مزهرٍ في الربيع ولا يقتصر المشوار عليه فقط بل ويشمل مجموعة من الأصدقاء الذين قد يصادفون زهرة يانعة تجعل كل منهم يأخذها بلقطة لا تشبه الأخرى، تلك ساعات الفراغ التي تحدّث عنها قبل أن يختم بما يريد السعي وراءه والذي يتمثل في أحلام كثيرة أولها وأهمّها قيامه بالتصوير” الجويّ” حيث قال: «لا يوجد أجمل من رؤية الأرض من السماء، وقد سبق وصورت عدّة مدن من فوق ولكن من وراء الزجاج وليس من طائرة خاصّة بالتصوير الجوي وهذا ما أسعى له».
“ناصر ريشة” ترك الدراسة الجامعية في قسم “الرياضيات” لأنه لم يحبّها كما قال وفضلّ البقاء مع تلك الكاميرا التي يحبّها، متزوج من مصممة أزياء ولديه ولدان “آمال” و”علي” وقدّم عدّة معارض آخرها كان في 2007 بعنوان “عشق وصورة” بمدينة “طرطوس”.