Sanaa Sabboh مع Youness EL Alaoui
رغيف خبز
قراءة فنية للوحة الأستاذ ” يحيى مساد”
بقلم :سناء صبوح
من أرض الواقع نختار حكايات لا يفصلنا عنها نبض قلبٍ!، تجعلنا نلتصق به لتكُوْن صورته المرئية في أعمالٍ ترتبط بأفكارِ و أخلاقِ إنسانٍ فنان… ينقل الحقيقة ليقدمها ببساطة الفكرة و عمق المعنى. فنبحر في قضايا مجتمعٍ يراها الكثيرون و لا يروها و لكنهم يرووها بحدَثٍ كان بالأمس. و الحاضر لا يأتي أبداً بحكاياتهم… فعذراً يا مستقبل! .
“لم أختر زماني أو مكاني! ..رغيفُ خبزٍ أتى بي إلى هنا. تعثرتُ بأقدارٍ و تَعثرَتْ بي ، فهذا جور زمن… رماني في زاويةٍ لم ينتبه الوطن أنني سكنتها، فخارج جغرافية المكان أنا !. ولكني صنعت نقطة تاريخٍ أضأتها بعزة نفس وصبرٍ على الحال.
اتفقتُ والرغيف على كرسي بقوائمه الأربع ، دون سندٍ له فالخبز لا يحتاج إلى سند.. فهو سندي!”.
فنانٌ أنصت…سمع الحديث، تأهب، يراقب ليكون ضمن الحدث ليترصده بنسيج فكرٍ، ليرسم بعدسته عمق المشهد. زاوية تصويرٍ و زاوية جلوس، ذلك التوافق بين الاحترام و التقدير والصياغة الحقيقية لشعور الفنان… قرفصاءٌ دليل حالٍ و انعكاسٌ لحياة مضت دون استقرار و لكن فيها توازن للنفس و قوة صبر و جَلَد…
يدٌ امتدت لنقودٍ قبل الرغيف تستلمها ، فللرغيف مكانته لن يفرط بها بسهولة!. عيون تعد النقود بنظراتٍ ، وفي لحظاتٍ يتدخل الفكر ليحسب إن كانت تكفي لطلباتٍ لا داعي لكي يدونها على ورق، فالنقص كبير!. و أي شيء أتى به هو فرحة عائلة يغمرها الإيمان و قناعة الحال .
من اشترى و من باع، نفسها حكاية إنسان! . يتشاركان بساطة العيش و ربما سوء الحال. فهو بات جزء من هذا المكان ، و هم عابرون كثر بهذا الجسد، فغياب الرأس حالُ واقعنا كغياب تبادلنا للأفكار…
في الأسود و الأبيض نصاعة الحقيقة بكامل شعورها ، فلا تشتيت لنا بالألوان.
نحن أمام حالةٍ شدتها بعمق إنسانيتها و بعفة إنسان ترفَّع عن حاجة السؤال ، هو مشهدٌ ترتاح له النفس صاغ رسالته الأستاذ يحيى ليقرأها من غاب عنه المشهد…”الإنسان عزته بكرامته!”.
تقديري أستاذ يحيى، ليس من السهل توثيق حالة اجتماعية كهذه مع هذا الكم الهائل من الإحساس، احترامي و تقديري لإبداعك الفني و الإنساني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليق
كلمات ليست كالكلمات .. وأحاسيس شرحت خفايا عمل بكل تفاصيله وكيانه .. أقول دائماً الكلمة أخت الصورة والفكر أساس الكلمة وأساس الصورة .. وكي نفسر عملاً ضوئياً بالكلمات فلا بد أن تكون هذه الكلمات بشفافية الضوء وأطياف ألوانه .. تخاطب الأحاسيس ترسم الصورة من جديد تحاكيها وتحاكي العقل والروح معاً … أشكرك أستاذة سناء من القلب على هذه القراءة وأنا الذي لا اقتنع بسهولة بأي قراءة أدبية .. أشكرك بعمق كما هي عميقة وجذابة ومليئة بالأحاسيس المفعمة بالإنسانية والمشاعر الجياشة التي تعمقت فينا وأظهرت إنسانيتنا المقنعة التي رسمت لوحتي كواقع مشرق كما تصورتها منذ البداية فيها عزة وكرامة رغم واقعها الذي يتهيىء للبعض أنه شقاء .. رغيف الخبز له مكانة إعتبارية لدى كافة الشعوب وهو رمزية تعيها كل الشعوب في مختلف مستوياتهم ..رغيف الخبز يعني الكرامة والحياة والوطن .. بصدق وبدون مبالغة أقول أبدعت بهذه القراءة التي لامست قلبي وجعلتني أعيش اللحظة من جديد وأنا اترقب ذالك الرجل الذي لو صح لي وقتها دون إشعاره لطبعت قبلة على جبينه لأعتبرها وسام شرف اتحسسه بكل وقت .. شكراً سيدتي ولك مني خالص الشكر والتقدير والثناء على مجهودك الفكري الذي تمخض عن قصيدة ضوئية بالكلمات … كل الإحترام