عندما تغرد “الكاميرا” بيد فنان
السبت 20 أيلول 2008
حمل المهندس “ناصر عبيد” طوال سيرته المهنية والفنية عبئاً كبيراً لن ينتهي مادام على قيد الحياة.
ويأتي هذا الحمل الثقيل من كونه الابن الكبير للشاعر والكاتب والمؤرخ الراحل “سلامة عبيد”، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس طوال حياته، حتى وصلت أخباره إلى الصين.
والذي زاد على ذلك هو عدم معرفته الكبيرة بوالده الذي أكمل حياته متنقلاً في سفر طويل، إلا الذي يعرفه من الناس مما خلف الكثير من الحيرة والقلق في عقل الطفل الصغير الذي ولد عام 1963.
وكانت الكاميرا جزءاً كبيرا من حياته وخاصة في الطفولة.
يقول الفنان “ناصر” لموقع “eSuweda” يوم الاثنين الواقع في الخامس عشر من شهر أيلول لعام 2008: «امتلكت الكاميرا عام 1968 وبدأت اللعبة باكراً شيئاً فشيئاً، حتى وصلت إلى سن الاحتراف عام 1978، وبدأت أعمالي
بالظهور مع مجموعة من الموهوبين في المحافظة مثل “أكرم الغطريف” و”منير الشعار” و”طلال الحناوي” الذين شكلوا نواة نادي التصوير الضوئي في المدينة، والذي استمر لغاية عام 1980».
ويتابع “عبيد”: «الحالة التي جعلتني متعلقاً بالكاميرا هي تفاصيل حياة الثوار في “وادي السرحان” حيث كان والدي أحد أبطالها أثناء النفي إلى السعودية إبان الاحتلال الفرنسي لسورية، حيث كان الراحل “سلامة عبيد” في سن الطفولة، وهو من القلائل الذين نجوا من الموت بسبب الأمراض التي عصفت بالأطفال من سن السنة حتى السادسة، حيث أغرته الصور التي التقطت لهم آنذاك، ونقلته إلى عالم لم يألفه أو يسمع عنه إلا ما ندر.
وجاءت هدية الوالد لتتيح لي آفاقاً جديدة
من خلال تلك الكاميرا، حيث أصبحت كل هواياتي ولعبي ومرحي لدرجة كنت آخذها معي في الزيارات والرحل واللهو».
وعن أرشيفه وما يحتفظ به قال “عبيد”: «للأسف أغلب ذاك الأرشيف سرق أو ضاع، وحاولت منذ فترة طويلة أن أستعيده ولكن مازال هناك الكثير، ولكن المستعاد جيد مقارنة مع ما ضاع، وأحاول أن أقيم المعارض لتعريف الناس به».
أما أهم المعارض التي أقامها حتى الآن فهي: «معارض وزارة الثقافة السنوية، ومعارض تحية إلى السادس من تشرين، ومعرض تصوير ضوئي في ثقافي “السويداء” عام 2001، وفي ثقافي “أبو رمانة” عام 2001 أيضاً، وكان أهم معرض توثيقي قدمته عن حياة والدي في ثقافي “السويداء” عام 2007، وآخر معرض
قدمته هذه السنة بعنوان “شآم ما المجد” في المركز الثقافي العربي بدمشق تحية إليها».
أما ماذا قدمت له الكاميرا في حياته العميلة وهو مهندس ديكور فقال: «إن هندسة الديكور فن قائم بذاته، وقد أكسبتني الكاميرا الكثير من الأشياء أهمها النظرة الجمالية لأي عمل أقوم به».