يعلق الاستاذ سعد البزاز على هذه النقطة وعند مشاهدته بعضا من صور نور الدين حسين في يوم 10-2-1979 ويتساءل :” من منا يستطيع إيقاف الزمن ؟ ويجيب :” فنان الفوتوغراف يفعل ذلك .ونور الدين حسين يتعامل مع الزمن بحس اجتماعي عالٍ .. فهو يعبر عن اختيار اجتماعي مسبق . ومن دون ان ينظم لقطاته ،تراه إبن هذه المدينة :الموصل وإبن حياتها وإبن موضوعاتها .ولذلك كان صادقا في التقاط دقائق هذه الحياة ، والتعبير عنها بمستوى فني لائق ..واذا فتح كفه سيهرب الزمن من بين يديه بعد ان كان قد توقف بضع لحظات في قبضة ريح نادرة …” .
الكاتب والصحفي الاستاذ فليح وداي مجذاب يكتب مقالا في جريدة (الثورة ) البغدادية العدد الصادر في 28 تموز 1996 بعنوان :” الفنان الموصلي نور الدين حسين ..يرسم الزمن ” يقول فيه :” في تلك المدينة المجللة بالغابات ، والماء ، والمفعمة بشواهد التاريخ ، وبالحياة المزدهرة بالحب ، والوجوه والحضارة ..الموصل التي يهذبها الضوء ، فتتحول في عدسة الفنان الكبير المصور نورالدين حسين الى لحظات خالدة لايهرب منها الزمن ، ولايتسرب من بين الوانها ذلك الارتباط الوثيق بين المشهد وتاريخه ” ..”نور الدين حسين المصور فنان منغمس بالهواجس والاخيلة ، وهي ما تثير في اعماله دائما البحث عن اللحظة التي تقترن برغباته ، لكي تنسجم مع تلك الهواجس ، ويصنع منها لحظة خالدة ولابد من ان يجري ذلك في وعي الفنان المصور بتقنية جمالية ترفع من مشاهداته الى مستوى العمل الفني الرائع ” .
ويستند الصحفي الاستاذ فليح وداي مجذاب على ما سبق ان قاله شيخ الخطاطين الموصليين الاستاذ يوسف ذنون عن نور الدين حسين فيقول :” إن نور الدين حسين مسكون بالماضي ، ومملوء بمشاعر التراث ..شاغله الحدث .. وموضوعه رسم الزمن بحساسية مرهفة ..يتفاعل مع اللقطة ، ويناغم بتميز حركة الضوء ليحقق تشكيلا يكشف عن قدرات إبداعية كبيرة ومتميزة ” .ولعل الاستاذ يوسف ذنون هنا يشير الى سر نجاح الفوتوغرافي نور الدين حسين برسم الزمن ؛ فهذه الاشكالية معقدة لايستطيع حلها الا كبار المصورين الفوتوغرافيين .
لقد كان الاستاذ عبد الغفار الصائغ الكاتب والصحفي ورئيس نقابة الصحفيين -فرع الموصل سنة 1994 اكثر دقة وصدقا وهو يعلق على لوحات وصور الاستاذ نور الدين حسين اذ كتب يقول بأن الفنان نور الدين حسين “عودنا على الابداع والعطاء وهو في اعماله دقيق الرؤية ،عميق الانتباه الى مواضع الجمال في الحياة ” . واضاف يقول :”انني أراه ملتقطا يفوق الوصف للمرئيات حتى ليحيل الميت منها الى حركة والعادي منها الى جاذب للنظر ..انها حاسة استطيع ان اصفها بالفلسفة الرؤيوية ..يمزج بينها وبين عينيه كإنسان وكفنان وبين عدسة كامرنه التي تتحول الى عين سحرية تحركها مشاعر الفنان نفسه قبل عينيه ..من هنا يحق لنا ان نهنئه من الاعماق على عمق ودقة لقطاته حتى صارت كل صوره حياة كاملة من حيث التأمل ومن حيث المعايشة الوجدانية ” .
الاستاذ سامر الياس سعيد حاوره وكتب عن ذلك في اكثر من مكان ، ومنها ما كتبه في جريدة (الحدباء) الموصلية وفي العدد الصادر في 29 ايلول سنة 2012 . قال ان الاستاذ نور الدين حسين عرف طريق التميز والتألق من خلال الكثير من صوره التي جسد فيها حياة الموصل الحقيقية ، ببيوتها وازقتها وشوارعها وحياة الناس فيها