نحن بنو البشر تمر بنا انعطافات زمنية صعبة خلال مسيرتنا العمرية وخلال نضجنا العقلي، تتنوع فيها الأمزجة والأهواء وقد تجعل من الوهم حقيقة نستميت للحصول عليها.
إن الإدراك يتغير مع مرور الزمن وبعد وضوح الرؤية وهذا أمر حتمي ولكن البعض لا يجد بديلا عن الاستمرار في الوهم ويعتبره دائرة الأمان بالنسبة إليه يخاف من أن يفتح نافذة جديدة حتى لا يرى فكرا وتوجها مغايرا لما يعي.
إن الفوتوغراف هواية كغيرها من الهوايات يذهب اليها البعض لتهدئة النفس بشكل أساسي وأمور أخرى ثانوية تتعلق بالجو العام الذي يعيش فيه ولربما ذلك ليس ما تهواه نفسه ولكن هو ما يرتكز عليه الجو العام في مجتمعه و مثال على ذلك لو عاش الانسان في بيئة يرى الكثير يمارس ويتابع كرة السلة ستراه يدخل في دائرتها والقليل من سيغرد خارج السرب وقد رأينا الكثير من الأمثلة من الذين ارتقوا لمراتب عليا من النجاح في مجال هوايتهم من رياضة أو غناء ولكن فجأة تغيرت القناعة بأنها ليست الهواية أو الأمر الحقيقي الذي يستهويهم ويمثل طموحهم ويرضي العقل والقلب فانسحبوا وتوجهوا لأمور أخرى ولربما يتعجب البعض من ذلك وهو أمر طبيعي يجب علينا جميعا بين الفينة والأخرى أن نتفكر فيما نحن فيه ولتدارك الأمر فالحياة قصيرة لتضييعها في أمور ربما جعلناها أولوية وهي ليست بذلك ولربما نمضي بها وهي لا تمثلنا.
الهواية هي ميول ورغبة نفسية لممارسة نشاط ما دون أن يطمح الفرد لمردود مالي ولا لشهرة أو لصنع مستقبل بل العكس من ذلك تماما فهي من تأخذ من المال والجهد ولربما تبعدك عما هو أهم بكثير وهي العائلة والعمل !!
هنا نقف للقول ..؟!
الآن – غير اتجاه البوصلة واخرج من دائرة الوهم و اختر من هوايتك أمرين .. إما المواصلة وتبقى هواية أم مسار للاحتراف وليكن هدفك للارتقاء بشخصك وحياتك وتكون عملك وشغفك وعليها يرتكز مستقبلك ومستقبل عائلتك وهنا الفصل في الحديث.
من يخطُ بفكرٍ هاوٍ لا يتوقع أن يصبح محترفا وعليه إن اراد الاحتراف أن يغير من قناعته الكثير
ومن غير المجدي المقارنة بين فكر هاوٍ وفكر محترف فكل منهما له الحق فيما يقول ويعشق فما يطالب به المحترف لا يقارن بما يتطلع له الهاوي.
بقلم
فاضل المتغوي