10

10 – لورنس العرب Lawrence of Arabia 1962

حتى وإن لم تكن مهتمًا بالأفلام غير العربية، إلا أنك على الأغلب قد سمعت بهذا الفيلم، ليس لمجرد كونه أحد أفضل الأفلام في تاريخ السينما، وليس أيضًا لحصده سبع جوائز أوسكار بالإضافة إلى عدة جوائز أخرى، بل لأنه الفيلم الذي كان بداية المشوار العالمي للفنان المصري الراحل منذ أيامٍ قليلة، «عمر الشريف»، وقد نال هو الآخر ترشيحه الوحيد لجائزة الأوسكار في فئة أفضل ممثل مساعد عن شخصيته في هذا الفيلم، «الشريف علي.»

تقع أحداث الفيلم في شمال شبه الجزيرة العربية، وتحديدًا في الأردن والشام، وتسجل القصة الحقيقية لـ«توماس إدوارد لورانس.» على الرغم من اختيار مخرج العمل «ديفيد لين» لأغلب مواقع التصوير بأسبانيا، إلا أن العديد من المشاهد المهمة قد تم تصويرها أيضًا في الأردن والمغرب، مثل المشهد الافتتاحي لعمر الشريف الذي صُوّر في مدينة الجفر الأردنية، ومزجت بعض لقطات الفيلم صحراء الأردن بجبل الطويق الذي يقع ضمن حدود المملكة السعودية، واستعرضت مشاهد أخرى منطقة وادي رم.

أما في المغرب، فقد اُختير قصر «آيت بن حدّو» موقعًا لبعض مشاهد الفيلم، المكان الذي سيصبح أحد أكثر مواقع التصوير المفضلة لمخرجي الأفلام بعد ذلك، وقد سجلته منظمة «اليونسكو» عام 1987 ضمن التراث الإنساني العالمي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

10 أفلام عالمية جرى تصويرها في العالم العربي

في أحد مشاهد فيلم الرسوم المتحركة «آل سيمبسون،» يحتشد سكان مدينة «سبرينجفيلد» أمام شاشة عملاقة، يشاهدون شخص ما يخبرهم من خلالها أن الحكومة الأمريكية قد قررت إزالة مدينتهم من الوجود، حينما نطق ذلك الشخص كلمة «سبرينجفيلد،» صاح أحد سكان المدينة فرحًا بذكر مدينته على شاشة تلفاز، على الرغم من كل ما يحدث لهم ومن مآلهم المنتظر.

لا نستطيع أن نخفي فرحتنا أو اهتمامنا بظهور معالم بلادنا، أو ذكرها، في سياق أحد الأفلام المختلفة. في هذه القائمة نستعرض عشرة أفلام عالمية قد تم تصويرها في بلدان عربية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

9 – المريض الإنجليزيّ The English Patient 1996

 

9 

تبدأ أحداث الفيلم، المبنية على رواية بنفس الاسم، قبيل الحرب العالمية الثانية، وتستمر الأحداث خلال الحرب مصورةً القاهرة وإيطاليا والصحاري الليبية.

 

لم يستطع مخرج العمل، «أنطوني منجيلا،» أن يعثر على معالم قاهرة الأربعينيات بين شوارعها الحديثة، فقرر أن يصور مشاهد القاهرة في مدينة تونس، وشملت اختياراته لمواقع التصوير مدينة صفاقس وميناء المهديّة، بالإضافة إلى عدة مواقع أخرى في الصحراء بالقرب من مدينة نفطة.

 

بعض أماكن التصوير كانت نائية ويصعب الوصول إليها، كأماكن التصوير بواحة تمغزة، والموقع الذي صُوّرت فيه مشاهد كهف السباحين، وذلك في أحد المناطق الوعرة بأخدود صخري على حدود مدينة دقاش الصحراوية، فعلى سبيل المثال، لم يكن باستطاعة السيارات الوصول إلى الموقع الأخير، فاضطر طاقم الفيلم إلى الاعتماد على قافلة من الحمير لنقل معدات التصوير إلى هناك، بينما كان على الممثلين والفنيين أن يتنقلوا سيرًا على الأقدام.

 

الفيلم من بطولة «جولييت بينوش» و«كولين فيرث» و«رالف فينس»، وقد حصل على تسع جوائز أوسكار أهمها: أفضل فيلم وأفضل مخرج.

 

 

8 – سلسلة أفلام حرب النجوم (Star Wars)

 

8 

لازلنا في تونس، ولا زالت الحروب قائمة، حتى وإن لم يكن لهذه الحروب علاقة بالأرض من الأساس، فسلسلة الأفلام الملحمية تحكي عن صراعات تحدث في مجرة بعيدة.

 

لم يقتصر الأمر على اختيار مخرج الفيلم لتونس كي يصور فيها أجزاء من سلسلة الأفلام وحسب، فقد قرر أيضًا «جورج لوكاس» أن يسمي أحد كواكبه الخيالية على اسم مدينة تطاوين، حيث تم تصوير مشاهد هذا الكوكب. شملت مواقع التصوير فندق سيدي دريس، الذي يطلق عليه فندق حرب النجوم، وواحة توزر، وسيدي بحلال، وشط الجريد، وشط الغرسة القريب من مدينة نفطة، حيث تم تصوير مشاهد من الفيلم السابق في هذه القائمة، «المريض الإنجليزي.»

 

صُوّر في تونس أربع أفلامٍ من السلسلة، فقد ظهرت في الجزء الأول من الثلاثية الأصلية عام 1977، وكل أفلام الثلاثية الحديثة التي كانت بين عامي 1999 و2005.

 

سلسلة حرب النجوم هي أحد أنجح سلاسل الأفلام جماهيريًا وفنيًا. تُصنف جميع أفلام الثلاثية الأصلية من ضمن أفضل الأفلام في تاريخ السينما، وحصد الفيلم الأول منها على ست جوائز أوسكار.

 

7 – جريمة قتل على ضفاف النيل Death on the Nile 1978

 

7 

 

عنوان الفيلم يحمل المعلومات الكافية لكي تستنتج قصته ومحل الأحداث؛ جريمة قتل تحدث في مصر في مكان ما بالقرب من نهر النيل. القصة مقتبسة من رواية بنفس الاسم للكاتبة الإنجليزية «أجاثا كريستي.»

 

هذه المرة لم يستبدل المخرج، «جون جيلرمن،» مكانًا آخر بمصر. قضى فريق العمل بها قرابة السبعة أسابيع، منهم ثلاثة أسابيع متنقلين بين أماكن التصوير في القاهرة، وأسوان، والأقصر، وأبي سمبل، بينما قضوا الأربعة الباقين على الباخرة النيلية «كرنك.» بعض المشاهد تضمنت تسلق الأبطال للهرم الأكبر، وصُوّرت مشاهد أخرى بالفندق الشهير، «سوفيتيل جراند كاتراكت» بأسوان، بينما كان معبد الكرنك شاهدًا على أحد الأحداث الرئيسية في الفيلم.

 

لم يحصل الفيلم إلا على جائزة أوسكار وحيدة عن تصميم الأزياء، وهو من بطولة »ميا فارو» و«بيتر أوستينوف».

 

 

6 – الريشات الأربع The Four Feathers 1939

 

6 

من المؤكد أن هذا الفيلم هو الأقل شهرة في هذه القائمة، لكنه يكتسب مكانته بقوة بسبب تاريخ إنتاجه الذي يسبق بقية الأفلام بعدة عقود، وبسبب مكان تصويره غير المتوقع وهو السودان.

 

الفيلم مأخوذ عن رواية إنجليزية بنفس الاسم، صادرة عام 1902، وتحكي عن جندي شاب يترك الجيش البريطاني أثناء مواجهته للثورة المهدية في السودان، ويتم وصمه بالجبن، فيضطر أن يثبت لأصدقائه عكس ذلك.

 

ألهمت الرواية ثلاثة أفلام حملوا نفس الاسم قبل هذا العمل، إلا أن الأخير قد شهد تطورًا في الإمكانيات المستخدمة حينها بواسطة مخرجه، «زولتان كوردا.» وقد رُشح الفيلم لجائزة أوسكار.

 

ظلت الرواية محط اهتمام حتى مع مرور السنين، لتُحوّل بعد مائة عامة من تاريخ صدورها مرة أخرى إلى فيلم من بطولة «هيث ليدجر،» و«كيت هيدسون،» لكن مشاهد النسخة الحديثة قد صُوّرت في المغرب.

 

 

5 – طارد الأرواح الشريرة The Exorcist 1973

 

5 

 

يُفتتح الفيلم بمشهدٍ لشروق الشمس مصحوبًا بصوت الأذان، ثم تبدأ أحداثه من مدينة الحضر الأثرية شمالي العراق، حيث يعثر أحد القديسين هنالك على تمثالٍ لأحد الشياطين، «بازوزو،» قبل أن يرجع إلى الولايات المتحدة مصطحبًا إياه لعنة هذا الشيطان.

 

يتصدر هذا العمل غالبية قوائم الأفلام الأكثر رعبًا، وهو مأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب الأمريكي، لبنانيّ الأصل، «ويليام بيتر بلاتي»، صُوّرت بعض لقطات الفيلم الأخرى في مدينة الموصل، قبل أن تنتهي صلته بالعراق تمامًا وينتقل بالمُشاهد إلى واشنطن.

 

الفيلم من إخراج «ويليام فريدكن،» وبطولة «ماكس فون سايدو،» و«إيلين برستن.» وقد حصل على جائزتي أوسكار. على صعيدٍ آخر، سجلت «اليونسكو» ميدنة الحضر عام 1985 من ضمن التراث الإنساني العالمي.

 

 

4 – غاضب Furious 7 2015

 

4 

 

استضافت إمارة أبو ظبي مشاهد من الجزء السابع لسلسلة أفلام السباقات الشهيرة «سريع وغاضب،» وهو أحدث أفلام هذه القائمة. سيكون باستطاعتك أن تميز أثناء مشاهدة للفيلم عدة معالم لأبي ظبي، مثل أبراج الاتحاد، وقصر الإمارات، والكورنيش.

 

شهد الفيلم احتفاءً جماهيريًا كبيرًا حيث أنه كان العمل الأخير للممثل الأمريكي الراحل «بول ووكر،» الذي توفي أثناء التصوير، وقد حصل الفيلم على إيرادات تُقدّر بمليار ونصف دولار جاعلةً إياه في المركز الرابع بقائمة أكثر الأفلام حصدًا للإيرادات في تاريخ السينما.

 

الفيلم من إخراج «جيمس وان،» وبطولة كل من «فان ديزل،» و«بول واكر»، و«ميشيل رودريجز».

 

 

3 – بتوقيت القاهرة Cairo Time 2009

 

 

still1(2).jpg 

تصل «جولييت» إلى القاهرة لتقضي عطلة طويلة مع زوجها الذي يعمل في غزة، يتأخر زوجها عن اللحاق بها رغمًا عنه، فيطلب من صديقه المصري «طارق» أن يعني بزوجته. يصطحب «طارق» الزوجة بين شوارع القاهرة، فتغرم بها تدريجيًا، وتكتشف بعد ذلك أنها قد وقعت في حب مرافقها.

 

الفيلم متمحور حول القاهرة، يأخذ المشاهد إلى جولات بصرية في شوارعها مستعرضةً جمال التفاصيل، وتتنقل الكاميرا بين مطار القاهرة، وفندق «شيبرد،» والأهرامات، وخان الخليلي، في مشاهد هادئة وحميمية، ممزوجة بموسيقى تصويرية رائعة تضفي على كل ذلك بهاءً.

 

الفيلم من بطولة «باتريشيا كلاركسون،» والممثل السوداني «ألكسندر صديق،» وإخراج «روبا ندا.» وقد ظهرت الممثلة المصرية «منى هلا» في دورٍ صغير.

 

 

2 – سقوط الصقر الأسود Black Hawk Down2001

 

2 

 

كلما احتاج المخرج العالمي، «ريدلي سكوت،» أن يصوّر مشهدًا ما متعلق بالشرق، أو بطبيعة صحراوية، أو حتى تاريخية، يصطحب طاقمه إلى موقعه المفضل، المغرب. فقد صوّر هنالك فيلمه الأنجح، «المصارع،» ولم يتوقف بعدها عن العودة، حتى أن فيلمه الأخير، «الخروج: آلهة وملوك،» قد صُوّر هناك هو الآخر.

 

من بين كل هذه الأفلام، تم تصوير «سقوط الصقر الأسود» بالكامل في المغرب، ويحكي عن عملية عسكرية حقيقية حدثت في الصومال عام 1993 بين قوات الأمم المتحدة بقيادة الجيش الأمريكي، وجماعات مسلحة صومالية. تم تصوير الفيلم في مدينة سلا المغربية الواقعة على نهر أبي الرقراق، والتي كانت تشبه العاصمة الصومالية مقديشيو، وصُوّرت مشاهد أخرى من الفيلم بالقرب من مدينة الرباط.

 

الفيلم من بطولة «جوش هارتنت،» و«إيوان ماكجواير،» و«إيريك بانا،» وقد حصل على جائزتي أوسكار.

 

 

1 – سلسلة أفلام إنديانا جوزنز (Indiana Jones)

 

1 

 

سلسلة أفلام شهيرة أخرى تتخذ من بلدان الوطن العربي مكانًا لتصويرها. لم يكن هنالك أي مصير آخر لهذه السلسلة سوى النجاح، بعد تعاون صاحب الفكرة، العبقري «جورج لوكاس،» مع المخرج الشهير «ستيفن سبيلبرج» والممثل الفذ «هاريسون فورد،» فتكون المحصلة نجاح جماهيري وحصد الفيلم الأول لأربع جوائز أوسكار، وحصول الثالث على واحدة، مع بقاء شخصية «إنديانا جونز» في وجدان عشاق السينما على مر السنين.

 

في أحداث الجزء الأول من السلسلة، المُنتج عام 1981، يصل عالم الآثار «جونز» إلى مصر أثناء بحثه عن التابوت الضائع في محاولة لإيجاده قبل النازيين، على الرغم من ذلك، فقد فضل «لوكاس» أن يصوّر المشاهد التي تحدث في مصر بتونس بدلًا منها، وذلك بسبب خبرتها بعا بعد تصويره هنالك فيلم «حرب النجوم،» وبذلك تكون مصر قد استُبدلت للمرة الثانية بتونس بعد فيلم «المريض الإنجليزي.» اختيرت مدينة القيروان هذه المرة لتمثل القاهرة، وقد عاد بعدها «لوكاس» بمخرجه «سبيلبرج» إلى مواقعه المفضلة ليصور مشاهد أخرى بشط الجريد ومدينة نفطة.

 

ويبقى السباق بين «جونز والنازيين قائمًا أثناء بحثه عن أبيه وعن الكأس المقدس في الجزء الثالث من السلسلة عام 1989، وقد صُوّرت المراحل الأخيرة من هذا الفيلم في مدينة البتراء الأردنية.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.