حوار مع الأستاذ المصور و المدرب (( توفيق دردور )) .. – حاوره الأستاذ / باسل نيصافي ..

حوار مع الأستاذ المصور و المدرب توفيق دردور

حاوره الأستاذ
باسل نيصافي

بداية أستاذ توفيق
حبذا لو تحدثنا عن بدايتك و المناهل الأساسية الأولى
التي استقيت منها معرفة و محبة هذا الفن الجميل
مرحبا بك أخي، في الأول دعني أخبرك أن بدايتي في عالم الصورة كانت غير محسوبة وجاءت بالصدفة
فأنا لم أخطط في البداية لولوج هذا العالم و احترافه و لعبت الصدفة دورا كبيرا في ذلك لكن اهتمامي بالصورة في حد ذاتها كان منذ الصغر لكن كنت أوجهه نحو الرسم كليا و مع تقدم الحياة و تطور وسائط التكنولوجيا المتاحة للجميع و مع أول هاتف بكاميرا أقتنيه بدأ اهتمامي بالتصوير يكبر و شجعني في ذلك الأصدقاء الذين كانوا يبدون اعجابهم بالصور التي ألتقطها، لأنتقل بعدها الى مرحلة أهم أو أكثر جدية مع أول كاميرا رقمية أتحصل عليها و أتتني كهدية من صديق و شاركت في معرض و مسابقة للصور في الجنوب ولاية بسكرة بالتحديد و تحصلي على المرتبة الأولى، وقد كنت وقتها ما زلت أتعلم التعامل مع الكاميرا و قد استغرق ذلك سنة كاملة لأكتشف كل خباياها ، حاجتي الى التعلم زادت أكثر و قررت الحصول على تكوين أكاديمي و كان ذلك و تحصلت على ديبلوم مصور من الاتحاد الدولي للإعلام من بروكسل و كذلك المرتبة الأولى و لم أنس يومها أن المدرب أخبرني أنه يجدني معهم مدرب و لست متدرب و اعجابه الشديد بأعمالي هذا حفزني كثيرا و كان أول خطوة جدية في عالم التصوير الرقمي لتتوالى بعدها الدورات التعليمية التي كنت أحضرها و تحصلي على شهادات أخرى مهمة ليحين الوقت أن أتكون لأصبح مدربا في المجال التصوير الرقمي يعني بحثت لوحدي و أيضا اجتهدت و درست لكن فلنقل أن 70% من فن التصوير يجب أن يكون تطبيقيا و النسبة الأقل هي التعلم الأكاديمي الذي يعتبر مهما جدا لكن ليس بقدر التجربة الشخصية.

ما رأيكم أستاذ توفيق بمستوى الثقافة الفوتوغرافية و ثقافة الصورة في مجتمعاتنا العربية
مما لا شك فيه أنه هناك ثقافة صورة في مجتمعاتنا العربية نعم، لكنني أعتقد أنها محتشمة قليلا خاصة في المغرب العربي مقارنة مع المشرق لكنها عموما متواضعة في وطننا العربي كله كونها لا تتخطى تعلم التعامل مع الكاميرا واساسيات التصوير و انغلاق كل مصور على نفسه فليس هناك تبادل للأفكار و لا حتى نقاشات جادة بخصوص تطوير هذا المجال لذا يجب أن تكون لدينا رؤية أكثر عمقا ونضجا مما هو شائع الان رغم أن وطننا العربي يطرح مسابقات و جوائز عالمية في مجال التصوير مثل جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي HIPA، و مسابقة مجلة العربي الكويتية.

من هو ملهمك أستاذ توفيق في ميدان التصوير الفوتوغرافي
يعني بصراحة وبكل صدق أنا لست متأثرا بأي مصور فوتوغرافي سواء على المستوى المحلى أو العالمي، لأن كل ما أقدمه هو عبارة عن تراكم خبرة في مجال التصوير صنعتها بنفسي من دون أن أسلك طريق مصور ما أو أن أتأثر به وبعيدا عن الأسماء المشهورة التي يرددها الكل نرى هنا وهناك خاصة في مجموعات التصوير على وسائل التواصل الاجتماعي أعمالا لأشخاص لم يسلط الضوء عليهم لكنها تحمل قيمة كبيرة وبمستوى عالمي، لذا لا تهمني الأسماء بقدر ما تهمني الأعمال وتطبع في ذاكرتي.

كمدرس للتصوير الفوتوغرافي ماذا أضاف إليكم تعليم هذا الفن أستاذ توفيق ؟
يجب أن أعترف أن تدريسي للتصوير الفوتوغرافي قدم لي الكثير بالنسبة للجامعة أو الدورات التدريبية
وأهمها أني في كل مرة أنا المدرس والمدرب وأنا المتدرب في نفس الوقت لأني أعلّم وأتعلم أقابل أشخاصا يأتون من مختلف مناطق الوطن والبعض من خارج الوطن ويسعدني ذلك كثيرا وكل منهم لديه ثقافة معينة و أفكارا مختلفة عن غيره و أستغل هذه النقطة في اكتشاف بعض الأمور التي لم أكن أعرفها خاصة و أن علاقتي بالطلاب جيدة جدا و نحن على تواصل دائم.

ماأكثر المدارس الفنية التي تستهويك في ميدان التصوير أستاذ توفيق ؟؟
كأي مصور فوتوغرافي اخر يجد نفسه في نوع معين من أنواع التصوير أحب تصوير البورتريه بالدرجة الأولى وتصوير الطبيعة أيضا ثم تأتي باقي المحاور الأخرى بنسب متفاوتة أو حسب مزاجي اليومي، والمصور المحترف يسعى دائما للتعلم أكثر وقد تكون مدة سنة أو سنة ونصف مناسبة لأن يستغلها في تعلم نوع واحد في التصوير لينتقل بعدها الى تعلم نوع اخر.

فن التصوير ماذا يعني للأستاذ توفيق ؟؟
لن أكون قديما وأخبرك بأن التصوير الفوتوغرافي رسالة لأن الكل أصبح يردد ذلك حتى الراقصة أصبحت تقول أنها تقدم رسالة وما أغرب حال رسائل زمننا هذا، أنا أرى التصوير بالنسبة لي هو الحياة كلها هو ألبوم ماضينا الذي نسيناه لو لم تحبسه الصور على أوراقها هو حاضرنا وهو ماضينا، بكل بساطة التصوير هو ألبوم حياتنا جميعا.

هل ساعدتك موهبتك في الرسم في صقل و تطوير موهبتك في فن التصوير أستاذ بحكم التقاطع بين الفن التشكيلي و فن التصوير ؟؟
هذا صحيح وبكل تأكيد الفن مهما تغير نوعه واختلف يبقى غذاء للروح ولكل منهما أثر كبير في حياتي و حتى على شخصيتي رغم أن الفن التشكيلي اكثر صعوبة و احترافية لأنه يعتمد على الرسام في كل شيء و ذلك ما لا نجده عند المصور الذي يعتمد على بعض الامكانيات الذي تساعده في اخراج فكرته لكن في كل منهما أهم شيء هو الإمكانيات الفنية التي يطورها الفنان و يتمكن منها للحصول في الأخير على عمل فني جميل فليس مهم كيف نخرج العمل بالفرشاة أم بالة التصوير و لكن المهم أن يكون فنا

كلمة أخيرة تحب أن تختم بها لقائنا أستاذ
أشكركم على الحوار اللطيف وعلى الأسئلة القيمة وأشكر أيضا مجلتكم الرائدة “مجلة فن التصوير” ومزيدا من التألق ان شاء الله وبدون أن أنسى جميع الطلاب الذين تدربوا على يدي وأرى فيهم نفسي وسعيد بكونهم جزءا من عالمي.

وفي الختام بإسمنا و بإسم مجلة فن التصوير
نشكركم أستاذ توفيق على جهودكم المبذولة في خدمة هذا الفن الجميل
و نتمى لكم دوام التقدم و النجاح …

الجزائر _ ولاية قسنطينة
7/8/2016