مجلة فن التصوير
تم النشر بواسطة Youness EL Alaoui
مجلة فن التصوير ترصد لكم الخبر
قراءة لأحد لقطات الأستاذ يونس العلوي / Youness El Alaoui، بقلم الأستاذة هويدا سالم / Howayda Salem
رؤية بعنوان ” الأنسان والأرض ” …
هل ترون معى أيها السادة ما أراه هنا ؟؟؟ ….
فقد جمعت الصورة فى كادرها محتوى الأرض من لون “تراب” وطبيعة “خضرة الأشجار ” …الأرض ..الأم ..وما تحويه من أجل ان تستمر الحياة بكل معانيها …
يكفى أن تذكر كلمتى ( الأرض ..والطبيعة ) لندخل بهما إلى تلك اللقطة التى جمعت بينهما فى تناغم طبيعى واضح فى الألوان …وكذلك لندخل بهما إلى عالم لا متناه من المقالات نخوض خلالها فى تاريخ البشرية الذى لا ينضب معينه من السطر فيه وله …
الأرض وترابها والطبيعة وكل ما خلقه الله فيها …من توحد الكل فى جميع المخلوقات المتواجدة بالكون …
الصورة وقد جذبت بمكونها اللونى بصرنا إلى الأصل الذى خلقنا منه وهو التراب وهو هنا نشاهده بألوان المنازل المتراصة فى تلاحم جميل …وألوان أخرى تتجلى فيه المشاهد الحية وهى الطبيعة بلونها الأخضر الزاهى …أخذتنا أستاذ / يونس بصورتك لتعود بنا إلى الأصل …إلى ما أفتقدناه وتاهت معه بوصلتنا ودروبنا بأرادتنا أو بدونها …وكم أفتقدنا مدلولات الحياة من أدوات تحسس… ( السمع ..البصر ..الشم ..اللمس ) ؛ وكذلك.المشاعر الداخلية التى كانت تقودنا إلى التراحم والمحبة والألفة والأخاء …
فقدنا كل هذا لأننا بعدنا عن ملامستنا للأم ( الأرض ) التى أنجبتنا ومن ترابها نشأنا نشأتنا الأولى …الأرض التى منها نأكل ونرتوى وعليها نعيش ؛ ونبصر فى أرجائها ومن طبيعتها ما خلقه الله من جمال يفوق طاقة أستيعابنا له …
أصبحنا نعيش فى أبراج شاهقة تلامس السحاب بعدنا عن الأم …أصبحنا نأكل من معلبات وفى معلبات بعدنا عن الأم …”تصنعنا وأصتنعنا وصنعنا ” فى كل شئ من مأكل وملبس ومسكن وبالتالى فى الأبصار والسمع ولغة وأدوات التواصل والتفاهم بيننا …أبتعدنا عن الأصل فبعدت الشقة والمسافة بيننا وبين بعضنا البعض ولم نعد نشتم رائحة الأرض فى أنفاسنا ولا نجدها فى الكلمات والحوار الدائر بيننا …صرنا من الجفاف حتى كدنا نصدر أصوات صرير كما المعدن عند أحتكاكه ولم يعد هناك مجال لكوننا بشر لنا من العقل مايفيض علينا بالفكر واللغة السليمة الراقية الودودة بيننا …
ما أجمل أن يعود الأنسان بروحه إلى “الأم ” ..أن يجد ويعمل بها ولها ليجد قوت يومه ويطعم كذلك الأخرين …من الرائع أن تشاهد هذا المنظر الخلاب صباحا عند أشراقة الشمس من شرفة المنزل لا صوت ولا ضوضاء المدينة الصاخبة التى تؤرق طمأنينة البشر ومن هم سبقونا تحت الثرى أيضا …
جميل أن تكون هناك تحيط بك من كل جانب الطبيعة البكر وألوانها وعلى البعد هناك يمكنك رؤية الجبال عمالقة كأنها هناك تحرسك من كل دخيل ومتطفل …جميل جدا إرتباط الأنسان بالأرض الأم ؛ جميل أن تجد هذا المجتمع المترابط الذى طلى منازله بلون تراب الأرض حتى أتحد معها وبها …تلاحم بينهم وتوافق كما كان بالزمن القديم الذى نفتقده بالمدن وبكل مافيها من تلوث سمعى وبصرى وهوائى …
لقطة أخذتنا للبعيد البعيد أيام كانت المجتمعات فيها أسرة واحدة لا منغصات للحياة الحديثة بينهم …
الكلام يأخذنا إلى دروب شتى لكى نستطيع أن نوفى الصورة والكلمة عنها حقها …مع أعمالك أستاذنا الفاضل وأعمال الأساتذة الأخرين لنا حوارات وكلمات وبقية حديث نجوب به أفاق أوسع وأرحب علنا نذهب إلى ما وراء الصورة التى تجذبنا جميل أعمالكم فى الكتابة لها وعنها حتى نصل للمتلقى وبالمتلقى إلى أفاق ماوراء الصورة ومدلولها …
تحية تقدير لك ولأعمالك ورؤيتك المميزة ذات الدلالات الجميلة …أشكرك ..
هويدا سالم ..