Saad Hashmi | HIPA
فوتوغرافيا
تمثال الحرية .. القصة بدأت بصورة
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
www.hipa.ae
قد يكون "تمثال الحرية" الشهير الذي أهداه الشعب الفرنسي للشعب الأمريكي احتفالاً
بالذكرى المئوية الأولى لاستقلال الولايات المتحدة، من أشهر وأبرز الهدايا الفنية في
العصر الحديث، وأكثرها تشويقاً أيضاً، بدايةً بظهور الفكرة لدى المؤرّخ والمفكر الفرنسي
البارز "إدوار دي لابولاي" وانتقالها لعدة شخصيات قبل البدء بالتنفيذ الفعلي حتى حلول
موعد الذكرى المئوية الأولى للاستقلال عام 1876، حيث لم يُنجر حينها من التمثال سوى
اليد اليمنى ! ورغم ذلك فقد أرسلها الفرنسيون للولايات المتحدة بهذه المناسبة وعُرِضت
بمعرضٍ في فيلادلفيا على أن يتم استكمال المشروع لاحقاً، وهذا ما تمّ بالفعل بعد تجاوز
عدة عوائق منها وصول التمثال إلى نيويورك عام 1885 مقسّماً إلى 350 قطعة، حيث
كان على الأمريكان تمويل قاعدة التمثال، وقد استغرق هذا الأمر عدة أشهر إلى أن تم
تدشينه في حفلٍ كبيرٍ عام 1886، ثم اعتبرته الولايات المتحدة مَعلَماً وطنياً وأثراً قومياً لها
عام 1924، وبعدها أعلنته هيئة الأمم المتحدة موقعاً من مواقع التراث الإنساني العالمي
عام 1984.
الجديد في هذا الصدد هو مانشرته صحيفة "واشنطن بوست" مؤخّراً عن أن التصوير
الفوتوغرافي كان له دورٌ جوهريّ في ظهور هذا الرمز المعماري العالمي للنور، حيث
أفادت الصحيفة أن التصوير الفوتوغرافي كان في مراحله الأولى عندما سافر المهندس
والمصور الفرنسي "فريدريك أوغست بارتولدي" إلى مصر عامي 1855 و1856بآلة
تصويرٍ مبسّطة مربعة الشكل، كانت تستخدم أوراق مغطاة بالفضة لطباعة الصورة عليها،
ثم عاد إلى فرنسا بصورٍ مذهلةٍ عن التراث المعماري للعصور القديمة، وصنع تصميمه
الخاص لتمثال الحرية الذي أصبح رمزًا للحريات في العالم. ومثّلت صور المصور
الفرنسي عن مصر الخطوط العريضة لتصميمه. والغريب في الأمر أن التمثال لم يكن
مُصمّماً من البداية من أجل نيويورك، بل بهدف وضعه على مدخل قناة السويس عند
افتتاحها ليصبح رمزًا ومنارةً لمن يعبر القناة، وكانت فكرته الأساسية مُستوحاة من تمثالٍ
لسيدةٍ محجبة الرأس ترتدي ملابس شرقية، إلا التكلفة المادية وقفت عائقاً أمام التنفيذ، حيث
وصلت لحوالي 600 ألف دولار، وهو ما اعتبره حاكم مصر آنذاك "الخديوي إسماعيل"
مبلغاً ضخماً خاصة بعد ما أنفقته مصر على حفر وافتتاح قناة السويس.
وهنا نطرح سؤالاً هاماً: هل انتهت كتابة التاريخ ؟ هل انتهى عصور الروائع والإبداعات ؟
وهذا يصل بنا إلى السؤال الأهم: مالذي تحتاجه لتلتقط صورة تصنع التاريخ ؟ نترك
الإجابات لكم ..
فلاش
عبقريّتك تكمن بين ماتراه العدسة .. وماتراه مخيّلتك