في كل يوم يشاهد المرء عشرات وربما مئات الصور التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع الإخبارية لجميلات وأماكن سياحية عالمية وأزهار نادرة.. أو لتفجيرات واجتماعات سياسية ومؤتمرات.. لكن بين كل هذا الدفق الصوري، يفتقد المرء إلى صور تعكس يوميات بشر يخرجون كل يوم لتحصيل رزقهم ولقمة عيشهم.
صور هؤلاء موجودة، لكنها لا تجد الاهتمام الذي تلقاه الصور الخبرية أو تلك “الكليشيه”.. لكن هناك من قرر الالتفات إلى يوميات عمال في كل أنحاء العالم وتوثيق جهدهم وعملهم وتفاصيل يومهم البسيطة أو الصعبة، المصورون المشاركون في مسابقة “مجتمع الصورة – Photocrowd” نقلوا إلينا بصور فنية جميلة وأليمة في آن ما يعيشه عمال في مهن وبيئات مختلفة.
في 13 صورة فائزة نشرها موقع “بي بي سي” الإنجليزي، نتأمل في وجوه الفلاحين والصيادين ورجال الأعمال وعمال النظافة الذي يخاطرون بحياتهم أمام زجاج الأبراج وبين عقارب ساعة “بيغ بين” العملاقة.. في وجوه هؤلاء جميعًا تغرق العدسة في الفروقات بينهم وفي الشبه في الوقت عينه، فنشاهد التعب، والأمل والإرهاق والمثابرة مجسد في صور.
صور المسابقة تؤكد أن بعض اللحظات تستحق أن نسلط الضوء عليها في حياتنا اليومية، والتي تبين الفرق في سلوكيات العمال في بيئات العمل، غطت المسابقة جمالية اللحظة التي تظهر لنا اختلاف البشر في أهدافهم وهمومهم ورغبة كل منهم في كسب العيش باختلاف طبقاتهم.
1- مع شروق الشمس ومقابل مبلغ زهيد، يحاول هذا الصياد في تايلند الذي أهلكته ظروف حياته بإلقاء شبكة الصيد، حيث رصدته كاميرا الفنان D.C.202.
2- بين المناظر الطبيعية الخلابة في توسكاني/إيطاليا، التقط المصور كريزيستوف روكي مشهد الكلب المشهور “الراعي الألماني – German Shepherd” يقود فيها قطيع من الغنم.
3- “في الصباح الباكر كانت أول الواصلين إلى أبواب المتحف وكنت محظوظًا في التقاط صورة فريدة للنادلة التي ينتظرها يوم حافل وشاق”. كانت هذه كلمات المصور داريل جودليمن وهو يراقب النادلة بعدسته في بداية يومها الطويل.
4- مثل أي يوم آخر، يواصل كل من هذين الحمّالين نقل أحجار الكبريت الذي يصل وزنها لأكثر من 100 كجم، من فوهة كواه إلى بلدة مجاورة في جاوة/إندونيسيا. صورة بعدسة ماريك كوسيبا.
5- الفنانة ياسمين التقطت الحرفي غارقًا في عمله في صنع حزام، بين قطع الجلد الطبيعي التي تغطي جدران متحف فيكتوريا/لندن.
6- حلاقون جوالون على رصيف في كولكاتا التقط صورتهم المصور سوبراتا اضيكاري واصفًا إياهم “بالحلاقين الذين ليس لديهم مكان دائم للعمل”.. ويصور في عمله معاناة الشعب الهندي.
7- تولغا إلدونو كأنه يبيّن في صورته خطورة هذا العمل، ويلتقط بعدسته مجموعة من عاملي النظافة ينظفون زجاج إحدى ناطحات السحاب في الحي المالي في إسطنبول.
8- صعوبة مهمة هذا العامل في المسبك ودقتها وثقها المصور ساجنيك في كولكاتا/الهند، في المعمل المعتم وبين حرارة المعادن تظهر معالم وجه هذا الرجل المعبرة عن إرهاقه.
9-المصور سيبستيان يعيش خطورة مهمة قائد الرافعة في الحرم الجامعي “Artem” وينقل إلينا صورة مدينة نانسي في فرنسا من الأعلى.
10- في فوز آخر للمصور داريل جودليمان، يظهر في صورته أن التدخين والهواتف النقالة أصبحت من أولويات العاملين في استراحاتهم أثناء عملهم في إنكلترا/لندن.
11- امرأة أرملة تحاول أن تؤمن قوت يومها مع هذه البقرة في قرية “bratca” في رومانيا التي تحتوي على مئات المنازل ويسكن في معظمها الأرامل كما يقول المصور بال زيلاجي.
12- تلتقط عدسة إيرينا باراسكيفا هذا العازف الذي لم يكتف بعزفه ليلفت نظر المارة ويكسب القليل من تبرعاتهم.. بل ارتدى رأس حصان وكأنه يوجه التركيز إلى موسيقاه بدلاً من شكله الخارجي.. أو ربما ببساطة آثر إخفاء وجهه.
13- ناف سلماني كان يراقب الساعة الشهيرة “big ben” في لندن فالتقطت عدسته العمال وهم ينظفون أرقامها وعقاربها.. وليست حبال الرفع وقبعة الحماية ما يرتديه العمال فقط.. بل أيضًا سدادات الأذن لكبت صخب أجراس الساعة العالية.