\
,jn
“هشام زعويط”.. اللحظة الحاسمة في اللقطة الفوتوغرافية
إيمان أبوزينة
دمشق
بدأ تعلقه بالتصوير من أجواء الحارة الشعبية الدمشقية التي عاش فيها طفولته وأسفاره مع والده، ما شكل رصيداً بصرياً وجمالياً لتأطير اللحظة بصورة فوتوغرافية توثيقية.
مدونة وطن “eSyria” التقت بتاريخ 6 آذار 2014 المصور الفوتوغرافي “هشام زعويط”، وكان الحوار التالي:
* كيف بدأ شغفك بالتصوير؟
** الشغف بشيء ما يكون موجوداً لدى الإنسان ودفيناً بداخله؛ الذي يحدث أن تتهيأ الظروف أو الفرص ليظهر هذا الشغف ويصبح فعلاً وممارسة. ولا بد أن يقترن الشغف بالموهبة التي هي الخامة التي يستطيع الإنسان أن يبني عليها في زيادة معارفه وتطوير مهاراته واستثمار ظروفه ليصل إلى استخراج أفضل ما يمكن أن يصل إليه؛ إنه سعي الإنسان الدائم نحو الأفضل. شغفي بالتصوير بدأ من حيث لا أدري حقيقة، ربما كانت البداية من أجواء الحارة الشعبية الدمشقية التي عشت طفولتي فيها: (بيت ستي، سوق أبو جرش، حاكورة الآس، جرن الشاويش، المصبنة، سوق الجمعة، الأولاد السابحين في نهر يزيد والخيول التي تغتسل فيه، طاحونة العرقسوس)، والناس في كل هذه الأمكنة وحولها، وأيضاً الأسفار مع والدي ورحلاته والألبوم الجميل لصور العائلة. كل هذا شكل رصيداً بصرياً وجمالياً متراكماً في الذاكرة ووجدت نفسي مغرماً بالجمال أينما كان، لكن المهارة الفنية الضرورية لتأطير المشهد في لقطة فوتوغرافية جاءت لاحقاً من خلال الأصدقاء الذين جمعتني معهم الظروف، وكانوا من الرواد والمعلمين في فن التصوير الفوتوغرافي حيث كنا نلتقي تحت مظلة الحلم بأن يكون لنا مقر في “نادي فن التصوير الضوئي في سورية” يجمعنا فيه شغفنا بالحصول على الصورة الأجمل في رحلات سبر الجمال في رحاب “سورية” الطيبة الرائعة. لم تكن الكاميرا ومواصفاتها الفنية المتطورة هدفاً لي يوماً إلا بقدر ما تساعدني في الحصول على صورة أفضل، ولطالما كان امتلاكي لكاميرا تلبي طموح الشباب المتحمس حلماً حال بيني وبينه أولويات الحياة الملحّة.
* كيف تبحث عن زاوية الرؤية في اللقطة؟
** عين المصور هي الأساس في تأطير الصورة، والكاميرا هي أداة ووسيلة بيد المصور لإنتاج الصورة وتشكيلها بصرياً لتكون عنصر جذب لعين المشاهد. ولطالما حلمت بأن تكون الكاميرا في عيني كي لا أفوت أية لقطة أتمنى تجميدها في لحظة من الزمن أينما كنت، حلم أعتقد أنه لم يعد بعيد المنال إذ قرأت مؤخراً أن شركة غوغل قد طرحت خاصية جديدة على نظاراتها الذكية على نحو يتيح لمستخدميها التقاط الصور بـ”غمزة عين”. غالباً ما أحمل الكاميرا وفي رأسي فكرة أعمل عليها ومن ثم أبحث عن مواضيعي بشكل مدروس وممنهج وفي الوقت ذاته تشكل العفوية والتلقائية والبعد عن “المسرحة” عناصر أساسية في مفهومي الخاص للّقطة المتميزة، تتعلق زاوية الرؤية في اللقطة بالموضوع الذي أصوره وما الذي أريد أن أوصله إلى المشاهد من خلال إطار اللقطة من فكرة أو تعبير أو انفعال. يتطلب الأمر الاقتراب من الموضوع المصور أحياناً والابتعاد عنه في أحيان أخرى، واستخدام العدسة المناسبة لأخذ اللقطة بالتأثير المطلوب، كما أن بناء العلاقة مع الأشخاص الذين أصورهم هو عنصر أساسي في طريقة عملي؛ ما يجعل الشخص يشعر بارتياح ويتصرف بطبيعته وعلى سجيته أمام الكاميرا وكأنها غير موجودة ويساعدني في أخذ لقطة طبيعية بعيدة عن التصنع. وتبقى المتعة البصرية والدهشة عناصر مفصلية في تقييم المهم والمتميز أو الاستثنائي من اللقطات مقابل العادي. هذا يستدعي إلى الذهن الحديث عن مفهوم “اللحظة الحاسمة في اللقطة الفوتوغرافية”؛ الذي يعني عملياً اقتناص اللحظة الأنسب لالتقاط الصورة التي هي “اللقطة الحقيقية” يتكثف بمضمونها الاستثنائي زمنياً وتعبيرياً بالمقارنة مع الزمن قبلها وبعدها. يقول المصور الفرنسي العالمي “هنري كارتييه بريسون”: (لا يوجد شيء في هذا العالم من دون لحظات حاسمة، وبالنسبة إلي التصوير الفوتوغرافي هو الاعتراف اللحظي في جزء من الثانية بأهمية حدث ما).
* ماذا يوحي لك اللون في الصورة؟
** بدأ التصوير الفوتوغرافي بالأبيض والأسود، ورغم دخول اللون إلى الصورة الفوتوغرافية بشكل عملي منذ ستينيات القرن العشرين، بقي التصوير بالأبيض والأسود يحمل جمالية تعبيرية خاصة وقيمة عالية من خلال توزيع الظل والنور والتدرجات الرمادية للألوان وهو أكثر غنىً وأشد تأثيراً ويشكل تحدياً بصرياً بعيداً عن الجذب والانتباه ومزالق الألوان. اللون يلعب دوراً مهماً في الطريقة التي نرى بها الأشياء من حولنا، ولقد عزز التطور الرقمي وتقنيات الحاسوب دور اللون في الصورة وأبرز تنوع درجاته، ومن ثم قوة تأثيره في المشاهد وقدرته على إيصال الرسائل المطلوبة بأدق التفاصيل كأقرب ما يمكن من رؤية عين المصور لها.
* ما تأثير الصورة كمنتج معرفي في الرأي العام حسب رأيك؟
** الصورة حولنا في كل شيء وهي واحدة من مظاهر ثورة تقنية المعلومات والرقميات التي يشهدها عصرنا، والتي فاقت كل التصورات مع التطور التكنولوجي ودخول التصوير الرقمي الذي سطع نجمه وتألق مع نهاية القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة، “الصورة تغني عن ألف كلمة” كما قال حكيم الصين “كونفوشيوس” يوماً وأنا أرى
في حارات زقاق التيامنة – دمشق |
أن الصورة ذهبت في أيامنا إلى أبعد من ذلك بكثير، فنحن نعيش في عصر الصورة بامتياز واحتلت الصورة حيزاً مهماً في حياة كل الناس تقريباً، وغدا المحيط الذي نعيش فيه موجهاً بصرياً قادراً على تغيير مقاييس الثقافة كلها، فالصورة الواحدة قد تعرض ما لا يستطيع كاتب أن يقوله في 100 صفحة، كما قال الكاتب الروسي “إيفان تورغنيف” في رواية “آباء وأبناء”: إنها محاولة الإنسان الأزلية في البحث عن الأبدية وتلمسها من خلال إيقاف لحظة من الزمن وتثبيتها ضمن إطار.
تشكل الصورة كمنتج معرفي مؤثراً هاماً في صناعة الرأي العام لكونها حقيقية وواقعية تنقل ما هو مشاهد ومحسوس بطريقة أمينة وصادقة معتمدة على نزاهة المصور في نقل الصورة مما يؤثر في تشكيل أو تغيير وجهة نظر شريحة كبيرة من الناس تجاه القضية التي تطرحها الصورة في إطار زمني معين كجزء من سلطة الإعلام وتأثيره في التوجيه والتسييس والحشد والتشويه أحياناً. يقول “بيير مارتينو” تلعب الصورة دوراً هاماً ذا دلالة كبرى في تحفيز سلوكنا اليومي، إنها تتمتع بحيوية خيال خصب، وقدرة على الإرغام تفوق قدرة الأفكار المجردة، ذلك أنها تولد مصاحبات عاطفية تترجم إلى أنشطة وطاقات قوية” يرتهن هذا الدور وهذا التأثير بالطبع بثقافة المتلقي وقدرته على فهم الرسالة المحمولة والتعامل معها.
* إلى أي حدّ يجب أن ينعكس جزء من المصور ومن شخصيته في كل لقطة؟
** الثقافة البصرية بحاجة إلى تنمية مهارات من خلال تقنيات التعلم والمطالعة ومشاهدة المعارض والاطلاع على تجارب وأعمال المصورين المعاصرين والسابقين تزيد من الخبرة البصرية وتوسع أفق الرؤية وتغنيها وهذا مهم جداً للمصور وللمتلقي أيضاً. أستشهد في هذا السياق بقول المصور الأميركي العالمي “أنسل آدامز”: “أنت لا تصنع صورة بالكاميرا فقط، إنك تستحضر لفعل التصوير كل الصور التي رأيتها والكتب التي قرأتها والموسيقا التي سمعتها وكل الناس الذين أحببتهم”. إذاً الصورة ليست حيادية، إنها تعكس وجهة نظر المصوِّر ورؤيته الشخصية وتفاعله الداخلي مع المشهد أمامه إضافة إلى ثقافته وخبرته في الحياة. وفي هذه المناسبة أقول إنني أعمل حالياً على إنشاء “الوكالة السورية للصورة” وهي تهتم بأرشيف صوري بصري سوري بقوالب علمية ودقيقة وبعيدة عن الاعتباطية، تهدف إلى التوثيق البصري وإنتاج ذاكرة أرشيفية متجددة حافظة للتراث الوطني السوري.
* صورك لـ”سورية” الجميلة تركت أثراً ما في الشارع السوري، متى تكون الصورة قائداً للرأي أو مغيراً للرأي حسب اعتقادك؟
** صورت “سورية” الجميلة بسهولها وجبالها ووديانها وأنهارها وبحرها وباديتها، أهلها وناسها وأوابدها، صورت كل ذلك بشغف العاشق الذي لا يرى من معشوقته إلا الجمال، فالذي لا يعشق لا يبدع فناً. وطالما امتزج العمل بالحب النابع من العقل والقلب فالنتيجة ستلامس العقل والقلب بالتأكيد وتصل الرسالة كاملة غير منقوصة. حرصت دائماً أن يرى الناس جمال بلدهم ويستشعروا بعظمتها فنقلت الصورة التي رأيت إلى من لم يرَ ليقع في قلبه ما وقع في قلبي ونتشارك كلنا في محبة بلدنا “سورية” التي هي الصورة الأعظم التي لا يسعها إطار، رغم أن الصورة مهما بلغت أهميتها لا تزيد من جمال الأصل شيئاً، إنها تظهر هذا الجمال وتلفت النظر إليه ليس إلا. تتالت رحلاتي في ربوع “سورية” فيما يزيد على ربع قرن من الزمن بحثاً عن موضوعاتي للتصوير. كان موضوعي المفضل دائماً الحياة اليومية للناس أينما كانوا في الريف أو المدينة في العمل في الأسواق، في تحضير لقمة الطعام وفي أوقات الفراغ ، في سعادتهم وفرحهم وفي بؤسهم وحزنهم. كان الدرب والطريق هو ملعبي الذي أجول فيه، أذهب بعيداً وأعود إليه لأنطلق منه نحو هدف جديد. إنها “السيمفونية غير المنتهية”. يقول المصور الفرنسي “روبير دوانو”: “أعاجيب الحياة اليومية مثيرة إلى حد بعيد حيث لا يستطيع أي مخرج سينمائي أن يرتب غير المتوقع والفجائي الذي يمكن أن تجده في الشارع”. إنه غنى الحياة اليومية للناس بكل تفاصيلها أينما وجدوا بواقعيتها ومحسوسيتها.
آه من صوري لـ”سورية”… إنها لحرقة في القلب وغصة في الحلق. أقول والألم يعتصر صدري أن أرى ما أراه اليوم من حال وصلنا إليه والوجع كبير والمصيبة عظيمة. لقد قدر لي أن أجول في ربوع “سورية” وأكحل عيني برؤية معالمها وأبلسم روحي بطيب أناسها ودفء محبتهم وعشقهم لبلدهم وأرضهم. رافقتني في كل ذلك رغبة الباحث في الشهادة على ظروف حياة وعمل الإنسان، همي هو في الواقعي أكثر من الفني.
* واجهت صعوبات كثيرة في الرحلات الدائمة للبحث عن موضوعات جديدة عن الحياة والبيئة من حولنا، كيف تعاملت معها، ومتى تخطط عادة لمثل هذه الرحلات؟
** يرتبط التخطيط لرحلة التصوير بالنسبة لي بأشياء عديدة: بمواعيد الشروق والغروب للاستفادة من الإضاءة الطبيعية بالشكل الأمثل وبحال
معلولا |
الطقس مثلاً، فكلما كان الطقس ماطراً وعاصفاً كلما كان مغرياً أكثر بالنسبة لي أن أكون خارجاً مع الكاميرا. حقيقة تصوير الأنشطة البشرية والاقتصادية يتطلب تحيُّن الأوقات الملائمة تبعاً للمفكرة الزراعية أو التقويمية. يتطلب البحث عن الصورة أيضاً الكثير من المطالعات والبحث عما هو مهم وشيق وجذاب. كما يتطلب ترتيبات مع أبناء المنطقة المقصودة العارفين بتفاصيلها وخباياها ناهيك عن ترتيب أمور السفر والتنقل والمبيت، وغير ذلك من مستلزمات العمل وخاصة ذخيرة كافية من الأفلام (سابقاً قبل دخول التصوير الرقمي Digital) تبقى المغامرة وحب الاستكشاف هي المحرض الأكبر وراء ذلك. لكن يبقى التصوير بالنسبة إلي رغم ما فيه من جهد وتعب غالباً وألم أحياناً “هواية” أجد فيها متعة ومتنفساً بعيداً عن رتابة الحياة وضغوطاتها.
* الصورة مادة إعلامية قائمة بذاتها، لكننا نضع لها موازياً كلامياً أحياناً (تعليقاً أو خبراً)، فكيف ترى الصورة كمادة إعلامية؟
** لقد غدت الصورة المادة الأهم في إعلام اليوم ومحوراً أساسياً في عمل مؤسسات الإعلام على اختلاف أنواعها وأشكالها. وهي أهم وسيلة ذات وظيفة اتصالية لها تأثير قوي في حياتنا، ولتلمٌّس مدى هذه الأهمية يكفي أن نتخيل نشرة الأخبار في محطة ما دون مادة مصورة، أو صحيفة ما دون صورة معبرة (خبرية) ترافق أو تدعم الخبر وأحياناً تتباين معه. تأتي التعليقات على الصور في بعض الأحيان في اتجاه مغاير لما تقدمه الصورة وبما يتوافق مع وجهة نظر كاتب التعليق. وهذا برأيي تحميل للصورة ما لا يجب أن تحمله. يكفي أن نقدم في التعليق بعض المعطيات الأساسية والضرورية ونترك للمتلقي المجال ليرى الصورة بطريقته وبقراءته بعيداً عن التعدي على تفكيره. مثل هذه الحالة نراها أحياناً بوضوح في الصور الصحفية التي تنقلها الوكالات العالمية مرفقة بالتعليق حسب رؤية المصور وقراءته التي لا تصيب كبد الحقيقة في بعض الأحيان؛ إذ يكون الكلام المرافق لا علاقة مباشرة له بالصورة وليس دقيقاً أو يتسم بقدر من التهويل والمبالغة بقصد الجذب والتأثير في المتلقين وتكوين وجهة النظر أو الرأي المطلوبين.
* كيف تقيم تجربة مرافقتك المصور العالمي “يان أرثوس برتران” في التصوير؟
** تجربة العمل مع المصور الفرنسي العالمي “يان أرثوس برتران” بدأت منذ طرحت الفكرة وما تلا ذلك من تحضيرات وترتيبات أخذت الكثير من الوقت والجهد تضافرت فيها جهود العديد من الأشخاص والمؤسسات إلى أن وصلنا إلى التحليق والتصوير في سماء “سورية” أواخر تشرين الأول 2008. هذه الفرصة الاستثنائية سمحت لي بالتعرف عن قرب على مصور بأهمية الفنان العالمي “يان أرثوس برتران” وعلى طريقة عمله وإدارة المهام التي يقوم بها، والكثير من التفاصيل الفنية الأخرى. أذكر هنا أهمية العمل كفريق متكامل يقوم فيه كل بدوره وواجبه ليتم إنجاز المهمة المطلوبة بالشكل الأمثل. كل يتحمل مسؤوليته ويؤدي ما هو مطلوب منه بدقة واحتراف. صحيح أن الإبداع نتاج فردي ولكنه يحتاج بالضرورة إلى تضافر مجموعة جهود وعوامل تدعمه ليتمكن المبدع من التركيز على مجال إبداعه دون تشويش. من الأشياء المهمة التي لمستها أيضاً موضوع حقوق الملكية الفكرية والأدبية لنتاج المصور الفني وكم هي محترمة بل مقدسة لدرجة كبيرة. ورغم أنه لدينا في “سورية” قانوناً محكماً ينظم موضوع حماية الملكية الفكرية والأدبية (قانون حماية الملكية لعام 2001) لأصحاب الإبداع من كتاب وفنانين وموسيقيين وغيرهم؛ إلا أن الواقع العملي بعيدٌ كلياً عن تطبيق هذا القانون وإنصاف المبدعين وحمايتهم من التعديات التي تقع على نتاجهم. المهم جداً أن تجربتي مع المصور العالمي “يان أرثوس برتران” قد مكنتني من التقاط مجموعة من الصور الجوية لعدد من المواقع الطبيعية والتاريخية في “سورية”، وهو ما أعتبره فرصة استثنائية لجهة أن العديد من هذه المواقع قد تعرض للتدمير أو التخريب. وأمست صور بعض تلك المواقع أرشيفاً مرجعياً يمكن الاستعانة به في إعادة بناء وترميم ما تهدم من تلك المواقع. لقد زادتني هذه التجربة ثقة بالنفس وجعلتني أتيقن أن بالإمكان أن ننجز الكثير لمصلحة بلدنا في مجال الصورة الفوتوغرافية في حال تهيأت لفنانينا الفرصة والدعم الضروريين لذلك.
* بمن تأثرت في هذا الفن؟
** يمكن أن أقول إنني استفدت من خبرات الكثيرين من فناني التصوير الضوئي السوريين من جيل الرواد والمخضرمين، وأيضاً الشباب منهم فكل لديه ما يميزه من حيث الرؤية والتقنية والنتاج الفني. أذكر منهم المرحوم الفنان “مروان مسلماني” “شيخ المصورين السوريين”، والفنان “محمد الرومي” وكثيرون غيرهم. أما من الفنانين العالميين فأنا أنظر بإعجاب إلى أعمال المصور الفرنسي “روبير دوانو” “عين باريس الدافئة”، والمصور التركي “آرا غولر” “عين إسطنبول” وهو أحد العمالقة الذين ما زالوا على قيد الحياة كنماذج يُنهل من تجاربهم.
* أصدرت كتابين مهمين عن تجربتك في التصوير، برأيك ما مدى تأثيرهما في
غروب خريفي على شاطىء جبلة |
فن التصوير؟ وما الصدى الذي لاقاه هذان الكتابان؟
** الكتاب الأول: “أنا، أنت، هم: نصوص من المخزون الثقافي العربي وصور من الحياة اليومية”، وقد صدر الكتاب في “دمشق” في آذار 2004، وهو عمل مشترك مع مجموعة من الأكاديميين هم : “د. حسان عباس مشرفاً، د. حنان قصاب حسن، المحامية دعد موسى”. وقمت بإنجاز المادة البصرية التي ضمها الكتاب الذي أخرجه فنياً “محمد الذهبي”.
أما الكتاب الثاني فهو: “سورية: رؤية من السماء” وهو كتاب مصور باللغتين العربية والفرنسية، صدر في “دمشق” في تشرين الأول 2009، وهو أيضاً عمل مشترك مع “د. حسان عباس” الذي وضع نصوص الكتاب وقام أيضاً بترجمتها إلى الفرنسية، وقد ساهمت في الترجمة كل من “سالي فيلان” و”رندة بعث”، وقد صدر برعاية شركة “توتال” سورية وكان إهداء الكتاب “إلى سورية”.
المصور الضوئي الأستاذ “جورج عشي” قال عن “زعويط”: «يتمتع “هشام” بعين فنية ثاقبة تجعله يختار إضاءاته وزواياه وتأطير مواضيعه بدقة محترماً بذلك المتلقي لصوره، فهو إلى جانب كونه صديقاً ورفيقاً على هذا الدرب الصعب الذي يعتقد بعضهم أنه سهل فإنه يتمتع بحس فنان مرهف وصحفي متمرس له باع طويل في هذا المضمار، فإلى جانب الأخلاق الرفيعة التي يتمتع بها في طرح مواضيعه بأخلاقية وحس إنساني عميق تدخل أعماله إلى القلب لأنها خرجت من القلب، فهو يحترم أدواته وعمله ويحترم الآخرين، ويعمل بصمت لكن عمله حين يخرج إلى العلن يتحول هذا الصمت إلى صراخ».
* يذكر أن المصور الضوئي “هشام زعويط” مواليد “دمشق” 1961، ممارس للتصوير الضوئي منذ 1982، وهو عضو في نادي فن التصوير الضوئي في “سورية” 1992، وعضو الرابطة العالمية للمصورين المحافظين على البيئة iLCP، وعضو اتحاد المصورين العرب UAP.