عشق الطبيعة والمغامرة فشد الرحال إليها
كتب ـ خالد بن خليفة السيابي:
تصوير الطبيعة من أهم أنواع التصوير وأكثرها جذبا للمصورين والمتلقين على حد سواء، لما يحتويه من عناصر طبيعية جمالية تجذب المتلقي بلقطات رائعة .
وقد دفع عشق تصوير الطبيعة المصور العماني أيمن البلوشي لشد الرحال في زيارة إلى “ويلز” البريطانية، التي تتميز بتنوع تضاريسها ومناظرها الخلابة والتي تجمع بين جمال جبالها وأنهارها وبحيراتها وشلالاتها وتلالها وسواحلها والمروج الخضراء الشاسعة التي تميز”ويلز” عن غيرها.
وفي هذا الإطار وحول هذه الرحلة الفنية الفوتوغرافية اخذنا أيمن البلوشي إلى أدق التفاصيل وعن الأدوات المستخدمة لتصوير الطبيعة فقال: فن التصوير الضوئي هو فن حالم يبحر بالمصور إلى زوايا الدهشة والجمال المختلفة ومن البديهي أن يتنقل المصور ويجوب بقاع الأرض لكسب صور جديدة ومغايرة تضاف إلى رصيده الفني ولكي يبتعد عن التكرار الممل الذي يقتل الإبداع لدى المصور ويجعل تجربتة الفنية حبيسة إطار معين وثابت، وكما هو معروف التجديد مطلوب وعامل أساسي لتجديد الحياة الفنية أو الحياة بشكل عام وأضاف: أما عن زيارتي لويلز، فكانت زيارة غنية وجميلة، اكتسبت منها المعرفة والثقافة وصور فنية قيمة وأنا فخور بها، وكما هو معروف فإن جو ويلز سريع التقلب وتتكون بسمائها سحب مختلفة ومتنوعة السرعة والارتفاع، ومن هنا يجب أن يتكيف المصور مع كل هذه الظروف المناخية وأقصد بالتكيف هنا أي يكون المصور على دراية تامة بالأدوات المستخدمة للتصوير بهذا المناخ وعلى صاحب العدسة أن ينوع في الأفكار، فيستخدم تقنيات وأدوات مختلفة تساعده في إبراز صور جديدة وقوية في نفس الوقت، وأضاف “البلوشي”: فمثلا منطقه السوانزي تكثير فيها السحب المتوسطة والعالية والسريعة وهنا على المصور أن يستخدم فلتر ND -Neutral Density أو فلتر كثافة متوازنة الذي يقلل من دخول كمية الضوء للكاميرا، أما المناطق المعروفة بشلالاتها، فقد يستخدم المصور بعض الفلاتر لزيادة المدة الزمنية التي يمكن أن يبقى فيها الغالق مفتوحاً، ومثال على ذلك عند تصوير الماء النازل من الشلالات بسرعة، يجب استخدام غالق بطيء بعدها نحصل على تأثير رائع وجميل حيث يبدو الماء كالخيوط القطنية. وقال أيمن البلوشي: بعض المناطق الويلزيه تشتهر بالجبال الشامخة قرب شواطئها، ولالتقاط صور المنحدرات الثلاثة يمكن للمصور استخدام تقنية “تايم لابس” التي تعد واحدة من أشهر التقنيات الحديثة التي تستخدم بشكل واسع بين جميع المصورين الفوتوغرافيين في الفترة الماضية، والتي تعتمد بشكل أساسي على التقاط الصور تباعا، لتجمع بين العمل الفوتوغرافي في تصويرها والإخراج على شكل فيديو متحرك. وتطرق البلوشي أيضا إلى ذكر الخطوات الضرورية والمهمة لتصوير مناظر الطبيعية وهي: الدراسه الجيدة والمسبقة للمنطقة وهو عامل رئيسي لنجاح مشروع التصوير، حيث يجب زيارة المنطقة واستكشاف الزوايا والتعرف على المكان، وأيضا يجب متابعة أحوال الطقس وهذا ضروري جدا بالذات مع أجواء بريطانيا، فهي أجواء بشكل عام سريعة التقلب، ومن الخطوات المهمة أيضا، أنه يجب على المصور متابعة البرامج وأخبار الطقس للمكان الذي يود زيارته قبل ان يباشر ويصل إلى هدفه وكل هذا متوفر حاليا من خلال برامج التواصل الاجتماعي.
ثم تطرق المصور العماني أيمن البلوشي إلى ذكر العدة المهمة لرحلة التصوير ومنها الحامل الثلاثي وكروت الذاكرة وبعض الفلاتر وحقيبة الكاميرا وأيضا إستخدام أحذية مناسبة لأن بعض الأماكن تحتاج إلى التسلق ويجب أن تكون لدى المصور بطارية إضافية، كما ذكر “البلوشي” بعض المستلزمات والخطوات التي تساعد في اخراج صور قوية وذات جودة عالية ومنها: يفضل استخدام كاميرا ذات إطار كامل (full frame) لكبر حجم المستشعر، ويجب استخدام حامل ثلاثي ذات نوعية جيدة واستخدام ريموت كنترول يفضل فيه مؤقت مناسب لتصوير التايم لابس وأيضا استخدام فلاتر خاصة للتقليل من أشعة الشمس والضوء كفلتر بلورايرز وفلتر كثافة متوازنة، ومن الخطوات المهمة أيضا استخدام عدسات واسعة الزاويا (Wide Angle Lenses) والتي تعطينا إمكانية التصوير بزوايا عريضة مما يسمح لنا بضم أكبر قدر من العناصر الموجودة في المكان وهي ممكن تكون غالية التكلفة ولكن مناسبة وجميلة لجودتها والحدة وإعطاء عمق ميداني اكبر .
يذكر أن ويلز مقاطعة لديها ثقافتها وعاداتها الخاصة المستقلة، وأيضاً لغتها الخاصة المختلفة عن اللغة الإنجليزية نوعاً ما، وهو الأمر الذي يضيف إليها عامل جذب إضافي وتعتبر مدينة ويلز من أهمّ المدن البريطانيّة التي تقع في الجزء الجنوبيّ الغربيّ من بريطانيا، وهي أحد البلدان الأربعة التّأسيسيّة للمملكة المتّحدة، وتبلغ مساحتها ما يُقارب 20 ألف كيلو متر مربّع حيث فصل الشتاء بارد جدا، فالغيوم لا تفارق سماءها، والأرض تستقبل الأمطار ليلا ونهارا وهو وضع صعب جدا وغير مناسب للتصوير عكس الصيف، فالجو يكون دافئا ومعتدلا ومناسبا للتصوير .