فوتوغرافيا
الصورة … والسفر نحو الأعماق
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
Saad Hashmi | HIPA
www.hipa.ae
من العوالم الغامضة والغريبة والكريمة بالمخاطر والمغامرة، عالم الأعماق تحت الماء
والذي يعجّ بآلاف الأسرار والعجائب والغرائب ومالا يخطر على مخيّلة أحد، الأمر الذي
جعل البعض يعتبره عالماً مستقلاً عن كوكبنا الذي نعيش فيه، وحتى عن "عالم البحار"
الذي نعرفه من خلال سطح البحر أو مادونه ببضعة أمتار.
إن من حضروا بعض المحاضرات أو ورش العمل الخاصة بالتصوير تحت الماء اعتبروا
أنها من ذلك النوع من المناسبات الذي يجعلك تنسى المكان والزمان وتسافر بكل أحاسيسك
مع تفاصيلها ! إن الراغبين في دخول هذا العالم المهيب المسوّر بالأخطار يدركون جيداً
الكلفة الباهظة لهذه الهواية من حيث التدريبات النظرية والعملية والاختبارات المتعلّقة
بالغوص والتعامل مع الحالات الطارئة الخاصة بالأكسجين والتيارات البحرية والمخلوقات
الخطرة والفارق بين الغطسات النهارية والليلية والمواسم الأفضل للغطس، والتي يليها
الخوض في مجال معدات التصوير تحت الماء وطرق استخدامها، يأتي بعد ذلك التدرّب
على فنون وأساسيات التصوير في الأعماق والتي لا تشفع فيها المهارات والفنون على
اليابسة، إذ أن البيئة البصرية تحت الماء مختلفة جوهرياً من حيث درجات الألوان
والإضاءة والعديد من العناصر الأخرى. كما أن المتبحّر في هذا الاتجاه يجب عليه اكتساب
ثقافة الأعماق وتعلّم الفوارق والمميزات الخاصة بالبحار والمحيطات من حيث طبيعة
الأعماق وخطورتها ونوعية الكائنات التي تعيش فيها وسلوكياتها الخاصة.
كل مصورٍ يدرك جيداً أن طريقة العرض النظرية التي تعتمد على مادةٍ علميةٍ بحتة لا
تستطيع الإلمام بكل التفاصيل، هناك دوماً أسرار للتصوير لا يمكنك فهمها أو إدراكها سوى
عندما تسمعها من شخصٍ عاشها في الواقع وأجاد تدوينها وتوصيف مكنوناتها وعرضها
بدقةٍ وفن للمتلقي. الغوص في الأعماق له سحره الخاص الذي يقود البعض لااستكشاف
العوالم المختبئة تحت الماء وخاصة المخلوقات العجيبة الفريدة من نوعها التي تهرع
الكاميرا قبل صاحبها إلى اصطيادها فنياً لتنقل سحرها وروعتها لغير القادرين على
مشاهدتها مباشرة في الأعماق.
إن من أفضال الكاميرا وتطوّر معدّات التصوير تحت الماء أن نقلت للمتلقّين من جميع
أنحاء المعمورة، روائع هذه العالم وعجائبه وجمالياته الخلاّبة التي تُظهر بديع صنع الخالق
في مخلوقاته.
الجدير بالذكر أن الجائزة قدّمت في عدة مناسباتٍ سابقة ورش عمل متخصّصة في
التصوير تحت الماء وكانت نتائجها إيجابية جداً بحسب تجارب المشاركين فيها.
فلاش
جمالية وثراء تجربتك في التصوير قد يغيّران مسار حياة البعض !
