يقلّب هاشم المدني صور الناس والمدن بين يديه المتعبتين وكأنه يقلب أيام عمره وعمر المدينة، وهو مُصرّ – رغم أنه جاوز التسعين – على تمضية ساعات في أستوديو التصوير الخاص به في لمدينة، كعادته اليومية المستمرة منذ خمسينات القرن الماضي.
يروي المصور اللبناني المخضرم، وهو الذي وُلد لأم لبنانية ونشأ وعاش في لبنان، روايات المدينة الجنوبية التي أسرت قلب والده محمد طاهر المدني، وأحبه أهلها حتى زوجوه والدة هاشم فقضى بقية عمره في المدينة، بعدما كان آتياً إليها من الشرق الأقصى، حيث أوفدته السلطنة العثمانية للدعوة الى الإسلام، وذلك عام 1918 أي بعد تفكك السلطنة، في طريق عودته الى مسقط رأسه أي المدينة المنورة.
لم يرث هاشم عن والده دراسة العلوم الدينية في الأزهر بمصر، بل أحب إشباع هوايته في تعلّم التصوير الفوتوغرافي في فلسطين، حيث قضى نحو سنة في مدينة حيفا يتتلمذ على يد أحد المصورين فيها، فتعلم التصوير وحرفة تظهير الصور السلبية (النيغاتيف) وطباعتها.