نشر بواسطة Youness EL Alaoui · ·
صفحة مجلة فن التصوير ترصد لكم
” فوتوغرافي من مدينتي…. كريمة بوزيان ”
يونس العلوي . أكادير – جنوب المغرب
رائدة التصوير الإحترافي بأكادير راكمت تجربة السلف و أبدعت في الصورة
ما زالت الأيام تكشف لنا عن مدى خصوبة أرض سوس و تنوع عطاءها و تباينه بين حواء و آدم.
ومن جملة المفارقات أن مدينة الإنبعاث تواري شمسها و بحرها و قصبة أكادير أوفلا بها تجارب لشخوص من صنف نون النسوة آثرن عدم الفصح عن كفاءاتهن و التزمن التريث في الحديث عن شحناتهن مؤمنات بأن مواهبهن عطايا من رافع السماء و الأرض التزمن العض عليها بالنواجد و إحاطتها بهالة من التوقير و الإتقان في الأداء مما أصبغها سمعة تسافر بدون استئذان و تتداولها الألسن عبر الآذان تجوب الشوارع و الأحياء و المدن و تلقى الإقبال فتجدلها توصيات و تزكيات كلما استدعى الأمر البحث عن واهب تلك الأعطية أو متقن تلك الخدمة .
ففي كل المجالات تجد حواء لها من الكفاءات و المهارات ما يجعلها رسالة تقرأ من العنوان قبل الخوض فيما خطته الأقلام من سطور و ما حبلت به المتون من دلالات الكلام و نسجته في ألوان من البديع و البيان.
أن تجد نواعم احترفت التصوير مهنة ذاك هو المحال في وسط آمن إلى زمن لم يمض على انصرامه إلا برهة أن الصورة شبهة تحوم في فلك المحظور من الآثام.إلا أن المقال و المقام انتفض مع الأيام و أضحت الصورة الفوتوغرافية سجلا وثائقيا يؤثث حقيبة القرائن و البرهان كلما دعت الضرورة الرجوع إلى الإسناد و المستند أساس الحجاج و فيصل اللبس و التيه في شخوص الزمان و أعلام المكان.
وقدوم كريمة بوزيان إلى مجال الصورة الفوتوغرافية ليس من قبيل الصدفة أو التطفل على الميدان و إنما هي سليلة الأصل و المفصل من قيدوم المصورين المحترفين بالمغرب فهي ابنة مبدع الصورة أحمد بوزيان الذي امتهن التصوير بأكادير منذ 1965 و جال في باعه و أبدع و استقدم من التقنيات ما جعله قبلة للصورة الإبداعية بخلفيات متميزة و لمسات تقنية تجعل فقط النظر إليها توحي بمرجعها في غياب ما عرفته الساحة الآن من التقنيات الرقمية الحديثة .
«فهذا الشبل من ذاك الأسد» و كان حي تالبرجت بأكادير العرين الذي أعطى كريمة بوزيان حس الفضول و الاهتمام بالصورة .
فأضحى مشغل الهلال المدرسة الأولى التي نهلت منها المبادئ الأساسية لالتقاط الصورة الفوتوغرافية و التفنن في ايجاد زوايا اقتناصها بل و الاستئناس بكل تلك المصورات التي حبلت يومها بالبطاريات و الكليشهات و ما صاحبها من توفير الإضاءة بتقنيات أحيانا بدائية بغية ميلاد صورة فوتوغرافية تكون كريمة بوزيان مولدتها مجازا فمنذ سنة 1994 و رائدة التصوير الفوتوغرافي إن حق لنا نعتها بهذا اللقب في مراس مع العدسة بتأطير من أخيها حسن بوزيان الذي كان و مازال المؤطر لها و الموجه حتى أضحت بذلك تلميذة نجيبة حصدت الإجازة من محترف بوزيان .
فنون نسوة الهلال خصت نفسها بلمسات إبداعية تأمل من خلالها إعطاء شحنة دافئة يحس من خلالها صاحب الصورة بتجاذب لا يسقط بالتقادم بقدر ما يتعاظم و يشتد مع تزايد النوستالجيا و الحنين إلى استرجاع الذكريات من خلال تصفح الصورة و استقراء ملامح الإعلام الزمكانية .
تجد كريمة بوزيان في نفسها كمصورة فوتوغرافية محترفة ملاذ العديد من النواعم من بنات جلدتها اللائي يفضلن الجلوس وراء عدستها و الفضفضة إليها بشأن زوايا تسليط ضوء العدسة و إبراز محاسن و تقاسيم للذكرى و حفظ الصورة.
هذه الملكات الابداعية تطبعها الابتسامة العريضة لكريمة واسعة الخاطر و طول البال و بعد الرؤية تلازمها النصيحة في مجال الصورة و تواكبها بمستجدات الساحة تقنيا و فنيا ومع كل لقطة تصوير تجد السياق و الإطار فتعكس الخلفية المناسبة و توثق لحدث جعل صورها الفوتوغرافية ضيوف شرف لمعرض خاص احتفاءا باليوم العالمي للمرأة سنة 2011.
فجسدت بعدستها حقيقة واقع و آمال و آهات المرأة المغربية فكانت غفلة التقاط الصورة نعم المترجم الطبيعي لتقاسيم تحمل من الأماني و الآمال ما شاء الله أن تواري لولا أن عدسات لنواعم تستعير خلسة تلك النظرات و الوجوه لواقع الصورة فيه تسقط من الإسقاط النوستالجي .
بقلم محمد الرايسي