عبر معرضه الذي اختتم في الرياض
الدوسري يواصل نشر وتوثيق فكرة «التصوير المغاير»
اختتم معرض الفنان التشكيلي والفوتوغرافي علي الدوسري «التصوير المغاير» مؤخراً في قاعة لحظ للفنون التشكيـلية بالرياض.
وضم المعرض مجموعة من الصور الفنية يمكن تشبيهها بالتجريد في الفن التشكيلي، بعد أن التقط الدوسري هذه الصور الفنية باستخدام تعريض طويل نسبياً مع تحريك الكاميرا لالتقاط عدد من المواضيع، التي تشكل مجتمعة صورة فنية بعيدة عن الصورة الواقعية.
وتأتي فكرة «التصوير المغاير» لتساهم في حركة التطوير وكسر الحاجز التقليدي لطريقه التصوير الضوئي وخلق ابتكار جديد للعمل الإبداعي، الذي لم تدخل عليه أي عملية مونتاج ولا تركيبات في الصورة (عملية الكولاج مثلاً) لتعطي المصور الحريه لعملية الإبداع الفني والتصرف في خلق التشكيلات والتكنيك من خلال الكاميرا.
وتعطي عملية التقاط الصور بهذه الطريقة رؤية مخالفة عما نراه في الصورة الضوئية، فضبط التصويب في التصوير الفوتوغرافي يجعل المصور مقيدا في الملاحظة البصرية لضبط النسب والتناسق وحيوية الألوان وكذلك التأثيرات الشاعرية للضوء والظلال.
ويأتي إقامة معرض في الرياض تأكيداً لنشر وتوثيق هذه الفكرة ومحاولة إيصالها إلى جميع الفوتوغرافيين والتشكيليين للاستفادة من هذه التقنية والعمل بها، على حد تعبير الدوسري.
وتحدث الفنان علي الدوسري لـ «اليوم» عن بداية اهتمامه بالتصوير وكيف وصل إلى مرحلة إنتاج صور مغايرة، حيث قال: فكرة هذا الاتجاه قديمة بالنسبة لي، ففي بداياتي مع هواية التصوير كانت لي محاولات في تصوير الأشياء غير المألوفة، في محاولة لاكتشاف بعض أسرار الكاميرا، فمثلا تصوير الرمال والحديد والأخشاب وكذلك الأشكال الغريبة من زوايا مختلفة.
وأضاف: بدأت عام 1975 أقرأ بعض المراجع ومعرفة قوانين وأسس فن التصوير وطرح بعض الأسئلة المتعلقة بفن التصوير والأمور المتعلقة بالطبع والتحميض، ومن خلال معرفتي بهذه الأمور طرحت على نفسي سؤالا وهو: عندما تتحرك الكاميرا أمام الحدث المراد تصويره ماذا سينتج وما نتائج هذه اللقطات؟.. طرحت السؤال على عدد كثير من المصورين والمتمكنين في هذا الفن، وكان الجواب عدم الرضا في طرح هذا السؤال حيث اعتبروه مغايرا لقوانين وتعليمات طريقة التصوير السليمة، وهذا الأمر دفعني لمواصلة البحث، حيث كان الأمر في بدايته صعبا من حيث الاستنتاج ومعرفة النتائج في حينها، وكانت عملية التصوير تمر بمراحل عديدة منها التحميض والطبع وكل هذا المراحل تنفذ يدويا، وهذا الأمر يحتاج إلى وقت طويل لمعرفة النتائج، كما أتذكر أن بعض العمليات كانت تنفذ خارج المملكة.
وأوضح الدوسري أنه استمر على البحث في هذا الموضوع خمس سنوات، وكانت النتائج مرضية بالنسبة له. وقال: توقفت عام 1980 عن التصوير لانشغالي في اتجاه آخر بمجال الفن التشكيلي، وهو تطوير عملية الطرق على المعادن وتشكيلها استمر حتى عام 2000، وبعده عاودت محاولتي في التصوير، ولكن هذه المرة بعد تطوير عملية التصوير الفوتوغرافي واستحداث تكنولوجيا التصوير الرقمي الذي ساعدني كثيرا في الاستنتاج حيث كان بالإمكان معرفة نتائج عملية التصوير والصور في حينها، ثم واصلت بحثي وتجاربي وقدمت نتائج رائعة واستكشفت حالات وضع التقاط الصور في كثير من الأوضاع كما استفدت من بعض الأمور المتعلقة بالبصريات وازدواجية الصورة في النظر عند بعض الأشخاص (المصابين بالحول) وكذلك التشويش في عملية الإبصار، وهذا ما شجعني على الاستمرار والمواصلة في البحث، وفي عام 2005 تم عرض هذه الأعمال على مختصين في مجال التصوير الفوتوغرافي وهو د. فاروق إبراهيم الأستاذ في إحدى الجامعات الالمانية، حيث أبدى إعجابه واهتمامه بهذه الفكرة وأمدني بما لديه من خبرة ومعلومات متعلقة بهذا الاتجاه، وبدأ يتابع أعمالي والاتصال بي.
وأضاف: في فبراير 2006 تم عرض بعض هذه الأعمال على الإخوان التشكيليين في مجلس الفنان التشكيلي عبدالرحمن السليمان بحضور مجموعه من الفنانين التشكيليين، حيث أبدو إعجابهم بهذه الفكرة، وفي مارس من العام نفسه عرض علي إقامة معرض لهذه الأعمال في مجمع الظهران، وتم عرض سبعين عملاً كما تم عرض مجموعة أخرى في معرض «إبداعات ضوئية» بجمعية الثقافة والفنون بالإحساء، حيث لاقت الفكرة إعجابا واهتماما كبيرا من الفوتوغرافيين، كما عرضت على مجموعه من الفوتوغرافيين في جمعية التصوير الفوتوغرافي في مملكة البحرين.