مشاركة صورة حدّثني حجرُ الرصيف من قبل Salman AlAhmad.
امتلئت عيوني بالدموع و أنا أرى هذا المشهد المهيب لطقل سوري يسير وحيدا في البادية ليعبر الحدود للاردن فكم من مشاهد أكثر منها قسوة يتعرض لها أبنائنا و إخوتنا بسبب هذه الحرب الظالمة على بلدنا
فهل ستوحدنا هذه المآسي !!!!!!!!!!!!!!!!!
حدّثني حجرُ الرصيف
حدّثني حجر الرصيف حزيناً مقهوراً :
شكراً حبيبتي ؛ لأنك أخذت الرداء الذي كان يقيني برد الطريق بغربتي .. وأرجعتِني عابر طريق في متاهات الحياة ..
كل الذين قابلتهم هناك في ذاك الطريق , تجاوزاً ؛ أقول عنهم أصدقاء ؛ لكنهم رموز عالمٍ متخلف .
من أين جاءني كل هذا القهر وهذا الاحساس بالاختناق ؟
أعرف شيئاً واحداً ؛ أنه من غير المسموح لشوقيَّ الجارف , أن يجعل أحداً يقتل عقلي شفقةً , ولا يحق لأ يِّ أحدٍ , تحت عناوين الإنسانية , وقوافل المساعدات المعنوية , أو الطبيّة ؛ أن يتدخّل بحياتي ؛ وخصوصياتي !.
صرتُ متيقناً أن المشكلة , تكمن في هذه الغربة التي تطاردني , وذلك القهر الذي يحاصرني ,حتى إذا جاء هذا البُعدُ , قتلني هذا العقلُ , و من ثمَّ حَضَنَني باكياً عليَّ ؛ ولأنني لا أبيع صاحبي .. فلن أتخلى عن هذا الجنون !
سترتاحين الآن مني , يا حارسة حديقة هذا الجنون .. أعياني الملل , وأرقني هذا التعب . جعلني ؛ في وسط هذه الموجات من رشقات الرصاص , أشعر أنني ” قرفان ” من حالي , لأن كل هؤلاء الذين يحبونني , كما كانوا يقولون ؛ جعلوني حقلاً لتجاربهم .
الآن بعد كل هذا الدمار , وهذا الخراب , وكسر الخاطر , وتحطيم الفؤاد , لم يعد يعجبني إلا عالمي المجنون , الذي ما فيه شظايا , ولا مفخخّات , ولا أمشاطا من الرصاص ,أكثر من أمشاط شعر البنات .
عالمي المجنون , حيث أصابع كفي هي المشط الإلهي الذي كانت تنام عليه حبيبتي , قبل موجة السفر , في بحر اليونان الحزين !
أيها العالم المتوحش .. لماذا حكمت عليَّ , بكل هذا الانكسار , وكل هذا الاغتراب …وماذا سأفعل هناك في مهجري , غير أن أغمض عيني , وأنا أرى شوارع مدينة الورد التي مشيناها معاً , حين كنا نتسابق لنمسك برشفة القهوة الإلهية , التي كانت تحنو علينا بألق لا يشبهه إلا ضوء الحياة ..
كيف تريدين مني يا سيدة المسافات ؛ أن أردّه من غربته البحرية الجديدة, إلى غربة ما قبل الحداثة المقيتة ,و( الهايكو) !
هل حقا إن دمي صار حبرا , وأنتِ مازلتِ مصرّة على احتضان الفراغ , تقترحين أن تضعي في ذراعيّ أجنحة البعد .كي تدفعيني من شاهق الروح إلى حضيض صداقة الوهم التي ؛ من شدّة تأججّ نار حبها , أحرقت وطني ودمرته .!
فآهٍ يا وطني , آهٍ يا قلبي وأنت ترى شريانك ينزف ياسميناً يُبخّرُ ليل العالم , بينما أنتِ يا صديقتي تقتليني على هامش اجتياح الروح لحلم العودة إلى رشفة القهوة الإلهيّة , على ظهرك يا قاسيون .
وفوق ذلك تعودين لتسأليني ما بك أيها الغريب ؟
ببساطة يا حبيبتي , يا أرصفة ساروجة ؛ أنا تعبان ..ما عدت أطيق روحي في هذا الحَرِّ القارس !.
gfnb