نشر بواسطة سلوى الديب
مجلة فن التصوير
لقاء .. النحات إياد بلال : في النحت تسكب روحك.. فيحن الصلصال
سلوى الديب
«في النحت تستحضر من تحب تشكل مدناً ليست محروقة تجمّل ما بشعه الزمان، وفي النحت تسكب روحك تفيض على الصلصال يحن الصلصال ولا يخذلك يمنحك كل طاقته غير ناقصة إنها اصابعك.. روحك.. حلمك،وفي الصلصال..
تجمل اوطاناً،وتحيي امواتاً ترسم احلاماً وتذهب اليها في الصلصال حين تذوب…..تذوب» بهذه الكلمات اختصر النحات إياد بلال تجربته التي تجاوزت حدود الوطن لتحلق في كافة أنحاء العالم،وهو نموذج فني وأخلاقي إبداعي راق، وبسؤاله عن تجربته وتأثره بالأزمة وتأثيرها في عمله قال:
لقد وقفت في بدايتها مذهولاً مصدوماً ولكن ما دفعني للنهوض إيماني بأن للفنان دوراً اساسياً في تحفيز و رفع الروح المعنوية للناس في مجتمعه، وهو خط الدفاع الحقيقي عن المجتمع عبر تأثيره في الإنسان ومساهمته في صوغ وعي مختلف ورسم آفاق جديدة، فالفنان الحقيقي يقرأ الواقع بدقة من دون الركون إلى الفكر الجامد، مع التركيز على أهمية الإنسان و مركزيته في الفن كموضوع وهدف.
– لقد تميز أسلوبك بالواقعية والواقعية التعبيرية في العمل فهل تغير ؟
— لم يتغير أسلوبي ولكن الأزمة فرضت علينا كفنانين تناولها برؤية تناسبها فقدمت لمدرسة عكرمة المخزومي عملين واقعيين بالحجم الطبيعي للأطفال يمثلان طفلاً وطفلة بحقائبهما المدرسية، وهما حالة تعبيرية مفعمة بالبراءة والتوقد، ليكونا شاهداً على يد الإجرام التي غدرت بهما وتخليداً لأرواح الأطفال الطاهرة التي ارتقت جراء الإرهاب التكفيري.
– أنجزت العديد من التحف لأدباء وشعراء فماهي ؟
— صنعت أول تمثال للشاعر الكبير سليمان العيسى فأهداني قصيدة بعنوان شاعر ونحات 2007 زينت بها جدارمنزلي قال فيها:
أكتب شعرا ريشه من كلام..
يحملني فوق هضاب الغمام..
اشعر اني قد عصرت السما في قبضتي..
يكتبني قصيدة من حجر ما لامست..
قط شفاه الوتر..
لكنها أخلد من كل ما قلت فقد غرد فيها الحجر..
وصنعت عدة أعمال منها مجسم: للروائي حيدر حيدر ولعازف البزق محمد عبد الكريم..
– تناولت الأساطير في أعمالك فما أبرزها؟
— قد تناولت ملحمة جلجامش،وقدمت عملاً بعنوان /فينيق ما قبل القيامة/ وهو عبارة عن مجموعة من الوجوه بكتل متراصة تتجه نحو السماء في رحلة أقرب ما تكون للولادة الجديدة مغمضة العينين خارجة من ركام وأثقال تشدها إلى الأسفل ويأخذ شكل المثلث المفتوح للسماء.
– هل تناولت المرأة في أعمالك ؟
— كانت المرأة حاضرة بقوة في أعمالي تارة متخيلة أو تارة على شكل أسطورة أو بطلة تحمل أفكاري, فكانت دائماً تحمل في طياتها تاريخاً وحضارة، و المرأة هي حامل تعبيري للخصب والولادة والتجدد فمثلتها بملكة تدمر في مجسم على شاطئ اللاذقية من الحجر بارتفاع مترين ونصف..
– سخرت الطبيعة لخدمة عملك الفني فما هي أدواتك؟
— يمكن أن اذهب إلى أي خامة تخدم الفكرة بلا تردد، فأنا اجرّب دوماً للوصول الى نتائج جديد، لكن افضل خامتي الرخام والبرونز فاركز على العمل بهما، ولا اتردد في استخدام الخشب والمعادن الأخرى، واجري اختبار على مواد صناعية مثل البوليستر وغيره لاستخدمها في عملي.
– لك عدة مشاركات محلية ودولية وحصلت على العديد من جوائز؟
— شاركت في العديد من الملتقيات والمعارض الفنيّة، كان أبرزها سيمبوزيوم الشوير الدولي لبنان عام 2012، وتنفيذ نصب تذكاري «الجولان عائد» في مدينة القنيطرة عام 2010 وشاركت بالعديد من الملتقيات في إسبانيا ودبي وسورية واليونان. وحصلت على عدّة جوائز منها: الجائزة الأولى للنحت معرض الشباب الثاني المقام في مدينة دمشق عام 2001 والجائزة الأولى للنحت في مسابقة (المرأة في عيون أبناء الوطن) التابعة لمكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية عام 2003 – الجائزة الأولى في مسابقة النصب التذكاري للمجاهد الشيخ صالح العلي -طرطوس و -الجائزة الأولى في مسابقة النصب التذكاري للشهيد أحمد مريود مدخل القنيطرة….
– هل تواجهون صعوبات لتسويق الأعمال النحتية داخل سورية ؟
— يخضع تسويق الأعمال النحتية لجهتين هما وزارة الثقافة من خلال ما تقتنيه سنوياً من أعمال لمجموعة فنانين، وهو مقدار ضئيل جداً، والقطاع الخاص عبر بيع الأعمال للمهتمين وهذا بدوره يخضع للعرض والطلب وتحكم التاجر في إدارة العملية التسويقية وتسعير العمل الذي يخضع للمزاجية، وهي حالة غير عادلة غالباً بالنسبة إلى النحات. ونتمنى أن يتكامل دور وزارة الثقافة مع الجهات الفنية الخاصة في عملية التسويق لاقتناء مشاريع جماعية أو فردية وتمويلها.
– كلمة اخيرة توجهها؟
— أشعر بالتفاؤل بمستقبل الفن التشكيلي السوري الذي سيقف على قدميه مجدداً ويثبت أنه أقوى من الموت إذ يملك طاقات فنية قوية ومقاومة في سبيل الحياة والحب والجمال، لأن بلداً تعاقبت عليه الحضارات الكبرى لابد أن يورث أبناءه بذور القيامة من الرماد.
اخيراً
الفنان إياد بلال من مواليد حمص – الشعيرات1972 وعضو اتحاد الفنانين التشكيلين في سورية درّس في معهد الفنون التطبيقية قسم النحت بدمشق ودرّس في جامعة البعث كلية العمارة ويدير الآن مركز الفنون التشكيلية في المجمع الثقافي بحمص ونتمنى له ولجميع فناني سورية مزيدا من النجاح.