تصوير: عبدالغني الزهراني
«الاكتئاب الفوتوغرافي».. تشبّع واحباط ومشاغل!
إعداد: سلافة الفريح
يعاني بعض المصورين على اختلاف مستوياتهم في فترات “متقاربة أو متباعدة” من حالة تنتابهم تشبه في أعراضها الاكتئاب؛ في اعتزال الوسط الفوتوغرافي، انعدام الرغبة في التصوير لفترات طويلة، التشبع من الصور وعدم الانبهار بأي أعمال مهما كانت جميلة، وفي الحالات المتقدمة الشعور بعدم جدوى التصوير.. إلخ . وليس كما يظن البعض فتراهم في مرحلة من حياتهم يتألقون ويبدعون ويشتهرون ثم فجأة يختفون! بعضهم يعود مجددا بروح قوية وآخرين لا يعودون! قد تختلف الأسباب بحسب تصنيف المصورين. فالمبتدئ قد يكون بسبب اكتشافه أنه انجرف وراء “موضة التصوير” وأنه غير قادر على المواكبة والمنافسة وكأي موضة لابد وأن تنتهي كما بدأت. والمحترفون قد يصابون بالاكتئاب الفوتوغرافي بسبب أمور اجتماعية أو مشاغل عملية أو إحباطات فنية أو أحوال صحية أحيانا.
عبدالغني الزهراني: ليس هناك مجتمع فوتوغرافي سليم وصحي
وبسبب عدم وجود نقابة تصوير أو جمعية أو رابطة تصوير في السعودية فلا أحد يأبه أو يهتم أو يسأل عن أسباب عزوف المصورين والعلاج! في محاولة منا لتفسير الاكتئاب الفوتوغرافي ومعرفة تداعياته التقينا بعدد من المصورين بمستويات مختلفة وسألناهم عن تلك الحالة فكانت هذه إجاباتهم..
المعارض والنشاطات هي الحل
المصور أ. عبدالغني الزهراني: التصوير حالة نفسية تبدأ بالهوس وتنتهي بالكآبة. أنا أعيش هذه الحالة الآن في عدم الرغبة في مشاهدة الأعمال السابقة، عدم الرغبة في التعامل مع مواقع التصوير إلا نادرا. وأسباب ذلك من وجهة نظري هو قلة المعارض الفوتوغرافية التشجيعية الدائمة، النظرة المادية للمصورين! بمعنى أنه لم يعد هناك فن وهذه البلوى الكبرى – ليس هناك مجتمع فوتوغرافي سليم وصحي. كلها “رباطية” يشوبها الحسد رغم قلة العطاء ” أعمى ويحسدونه على كبر عيونه” . والعلاج من وجهة نظري عمل معارض دائمة في المدن الرئيسية، الاستفادة من المراكز التجارية لتنظيم معارض كما يحدث خارج المملكة ، وضع صور مؤقتة للمصورين في المطارات ليرى العالم فننا الفوتوغرافي. ولو حدث هذا الأمر لأحدث نقلة نوعية لهذا الفن . فكم لدينا نحن المصورون كم هائل من الصور يحتضنها الهارد ديسك إلى أجل غير مسمى. ويوعز الزهراني سبب الاكتئاب الذي يصيب بعض المصورين إلى الفن: يحدث هذا عندما يقطع المصور “الفنان” زمنا في هذا الفن وفي منتصف الطريق يجد نفسه قد أثقل كاهله بمعدات وعدسات ودورات وسفريات وأموال طائلة أنفقها وفي النهاية يكتشف أنه زرع في أرض قليلة العطاء. أما المصورون الذي يكون التصوير مصدر رزقهم كأن يمتلك شركة خاصة أو موظف في شركة، فهؤلاء مستقرون نوعا ما
الأولويات الاجتماعية تطغى على الهواية
حصة سعد: أصبت بالاكتئاب بعد هجر الأغلبية حساباتهم في فليكر
المصور سالم السويداء: تمر هذه الحالة على المصور بين فترة وأخرى؛ كسل .. إهمال للكاميرا مع محاولة التبرير أنها فترة وستنقضي.. وربما يكون السبب أن كاميرته موديلها قديم! وأطول مدة مررت بالكسل الفوتوغرافي استمرت من شهر إلى شهرين تقريبا. لكن طوال تلك الفترة لم أنقطع عن أخبار التصوير والتغذية البصرية ولهذا السبب لم أبتعد كثيرا عن التصوير إضافة إلى تصويري التجاري. ثم يفسر السويداء: أتوقع أن سبب هذا الاكتئاب هو انشغالي بأموري الاجتماعية التي لها الأولوية قبل التصوير. فصرت ما بين تقديم الأولويات على الهواية أو العكس. الذي تربحه الأولويات في نهاية الأمر.
سالم السويداء : الأولويات الاجتماعية تطغى على الهواية
الوحام على التصوير
المصورة منال: تحدث لي هذه الحالة كثيرا، ولكن بحكم أني مصورة أعراس أجبر نفسي على التصوير وبخاصة فترة المواسم. أما أثناء الدراسة فتطول الحالة معي لأسابيع. وتردف مداعبة هي حالة تشبه شعور “الوحام” إذا توحمت الحامل على زوجها. الأعراض أتجاهل الكاميرا وأشعر بالضيق عند ذكر مواضيع التصوير! الحقيقة هذا الأمر يشعرني بأني شريرة على التصوير رغم أني أعشقه؛ ولكنها حالة غريبة تنتابني في فترات متباعدة.
لست وحدي
المصورة بدرية الأحمدي: أصبت بالاكتئاب الفوتوغرافي قبل فترة وحاليا عاد وبقوة. وأفكر الاعتزال نهائيا! برأيي من يتسلط عليه الاكتئاب هو من يتخذ التصوير هواية وليس مهنة. عن نفسي االتصوير هو هواية لا أكثر منذ ثماني سنوات. كنت أظن أني الوحيدة ولكن اكتشفت أن الأغلبية يمرون بهذا.
د. أحمد عواض: أجنح إلى توزيع معداتي الفوتوغرافية على الأصدقاء
أفكر ببيع معدات التصوير
المصورة مشاعل الحديبي: ممكن أن نطلق عليها “فتور التصوير” وتختلف شدتها بحسب تعاطيك معها فإذا تهاونت معها ستطول فترة الفتور ويصعب عليك العودة مرة أخرى. عن نفسي منذ ثلاث سنوات لم أصور شيئا وليس لدي الحماس أو الرغبة لدرجة أني فكرت ببيع معدات الاستديو الخاص بي .
الهدوء الذي يسبق العاصفة
المصور درويش الدرويش: هذا يحدث مع كل مصور تقريبا؛ لكني أسميها الهدوء الذي يسبق العاصفة لأنها فرصة للمصور لمراجعة واستكشاف أخطائه السابقة بعد انتهاء فترة الاكتئاب.
المصور د. أحمد عواض: مرت علي سنة لم ألتفظ صورة، وفي الغالب تتركز الحالة أيام الدوام، أعتزل قروبات التصوير، أتجنب المحادثات الفوتوغرافية، وأجنح إلى توزيع معداتي الفوتوغرافية التي لن أفعلها لو كنت في كامل قواي الفوتوغرافية! الغريب أني كنت أبحث عن كاميرتي قبل مدة لإعارتها أحد الأصدقاء فلم أجدها ثم تذكرت أني قد أعرتها لصديق آخر قبل شهرين ونسيت! ويضيف للأسف لم استطع تجاوزها حتى الآن.
هجر المصورين حساباتهم في فليكر:
المصورة حصة سعد: نعم حصل لي بعد هجر الأغلبية حساباتهم في فليكر؛ لم يبق سوى الأجانب. تركت التصوير والآن أحاول العودة لأنه لدي أعمال كث يرة لم تنشر ولكني فقدت الحماس.
إبراهيم اليحيا: أمرّ بالاكتئاب الفوتوغرافي منذ سنتين تقريبا ويشاركه عادل العمري منذ ثمانية أشهر ويتمنى ألا تستمر أكثر من ذلك.
قضية
تصوير إبراهيم اليحيا
تصوير: عادل العمري
تصوير: بدرية الأحمدي
تصوير: عبدالغني الزهراني
نقلا عن صحيفة الرياض السعودية
«الاكتئاب الفوتوغرافي».. تشبّع واحباط ومشاغل!
تصوير: عبدالغني الزهراني
إعداد: سلافة الفريح
يعاني بعض المصورين على اختلاف مستوياتهم في فترات “متقاربة أو متباعدة” من حالة تنتابهم تشبه في أعراضها الاكتئاب؛ في اعتزال الوسط الفوتوغرافي، انعدام الرغبة في التصوير لفترات طويلة، التشبع من الصور وعدم الانبهار بأي أعمال مهما كانت جميلة، وفي الحالات المتقدمة الشعور بعدم جدوى التصوير.. إلخ . وليس كما يظن البعض فتراهم في مرحلة من حياتهم يتألقون ويبدعون ويشتهرون ثم فجأة يختفون! بعضهم يعود مجددا بروح قوية وآخرين لا يعودون! قد تختلف الأسباب بحسب تصنيف المصورين. فالمبتدئ قد يكون بسبب اكتشافه أنه انجرف وراء “موضة التصوير” وأنه غير قادر على المواكبة والمنافسة وكأي موضة لابد وأن تنتهي كما بدأت. والمحترفون قد يصابون بالاكتئاب الفوتوغرافي بسبب أمور اجتماعية أو مشاغل عملية أو إحباطات فنية أو أحوال صحية أحيانا.
عبدالغني الزهراني: ليس هناك مجتمع فوتوغرافي سليم وصحي
وبسبب عدم وجود نقابة تصوير أو جمعية أو رابطة تصوير في السعودية فلا أحد يأبه أو يهتم أو يسأل عن أسباب عزوف المصورين والعلاج! في محاولة منا لتفسير الاكتئاب الفوتوغرافي ومعرفة تداعياته التقينا بعدد من المصورين بمستويات مختلفة وسألناهم عن تلك الحالة فكانت هذه إجاباتهم..
المعارض والنشاطات هي الحل
المصور أ. عبدالغني الزهراني: التصوير حالة نفسية تبدأ بالهوس وتنتهي بالكآبة. أنا أعيش هذه الحالة الآن في عدم الرغبة في مشاهدة الأعمال السابقة، عدم الرغبة في التعامل مع مواقع التصوير إلا نادرا. وأسباب ذلك من وجهة نظري هو قلة المعارض الفوتوغرافية التشجيعية الدائمة، النظرة المادية للمصورين! بمعنى أنه لم يعد هناك فن وهذه البلوى الكبرى – ليس هناك مجتمع فوتوغرافي سليم وصحي. كلها “رباطية” يشوبها الحسد رغم قلة العطاء ” أعمى ويحسدونه على كبر عيونه” . والعلاج من وجهة نظري عمل معارض دائمة في المدن الرئيسية، الاستفادة من المراكز التجارية لتنظيم معارض كما يحدث خارج المملكة ، وضع صور مؤقتة للمصورين في المطارات ليرى العالم فننا الفوتوغرافي. ولو حدث هذا الأمر لأحدث نقلة نوعية لهذا الفن . فكم لدينا نحن المصورون كم هائل من الصور يحتضنها الهارد ديسك إلى أجل غير مسمى. ويوعز الزهراني سبب الاكتئاب الذي يصيب بعض المصورين إلى الفن: يحدث هذا عندما يقطع المصور “الفنان” زمنا في هذا الفن وفي منتصف الطريق يجد نفسه قد أثقل كاهله بمعدات وعدسات ودورات وسفريات وأموال طائلة أنفقها وفي النهاية يكتشف أنه زرع في أرض قليلة العطاء. أما المصورون الذي يكون التصوير مصدر رزقهم كأن يمتلك شركة خاصة أو موظف في شركة، فهؤلاء مستقرون نوعا ما
الأولويات الاجتماعية تطغى على الهواية
حصة سعد: أصبت بالاكتئاب بعد هجر الأغلبية حساباتهم في فليكر
المصور سالم السويداء: تمر هذه الحالة على المصور بين فترة وأخرى؛ كسل .. إهمال للكاميرا مع محاولة التبرير أنها فترة وستنقضي.. وربما يكون السبب أن كاميرته موديلها قديم! وأطول مدة مررت بالكسل الفوتوغرافي استمرت من شهر إلى شهرين تقريبا. لكن طوال تلك الفترة لم أنقطع عن أخبار التصوير والتغذية البصرية ولهذا السبب لم أبتعد كثيرا عن التصوير إضافة إلى تصويري التجاري. ثم يفسر السويداء: أتوقع أن سبب هذا الاكتئاب هو انشغالي بأموري الاجتماعية التي لها الأولوية قبل التصوير. فصرت ما بين تقديم الأولويات على الهواية أو العكس. الذي تربحه الأولويات في نهاية الأمر.
سالم السويداء : الأولويات الاجتماعية تطغى على الهواية
الوحام على التصوير
المصورة منال: تحدث لي هذه الحالة كثيرا، ولكن بحكم أني مصورة أعراس أجبر نفسي على التصوير وبخاصة فترة المواسم. أما أثناء الدراسة فتطول الحالة معي لأسابيع. وتردف مداعبة هي حالة تشبه شعور “الوحام” إذا توحمت الحامل على زوجها. الأعراض أتجاهل الكاميرا وأشعر بالضيق عند ذكر مواضيع التصوير! الحقيقة هذا الأمر يشعرني بأني شريرة على التصوير رغم أني أعشقه؛ ولكنها حالة غريبة تنتابني في فترات متباعدة.
لست وحدي
المصورة بدرية الأحمدي: أصبت بالاكتئاب الفوتوغرافي قبل فترة وحاليا عاد وبقوة. وأفكر الاعتزال نهائيا! برأيي من يتسلط عليه الاكتئاب هو من يتخذ التصوير هواية وليس مهنة. عن نفسي االتصوير هو هواية لا أكثر منذ ثماني سنوات. كنت أظن أني الوحيدة ولكن اكتشفت أن الأغلبية يمرون بهذا.
د. أحمد عواض: أجنح إلى توزيع معداتي الفوتوغرافية على الأصدقاء
أفكر ببيع معدات التصوير
المصورة مشاعل الحديبي: ممكن أن نطلق عليها “فتور التصوير” وتختلف شدتها بحسب تعاطيك معها فإذا تهاونت معها ستطول فترة الفتور ويصعب عليك العودة مرة أخرى. عن نفسي منذ ثلاث سنوات لم أصور شيئا وليس لدي الحماس أو الرغبة لدرجة أني فكرت ببيع معدات الاستديو الخاص بي .
الهدوء الذي يسبق العاصفة
المصور درويش الدرويش: هذا يحدث مع كل مصور تقريبا؛ لكني أسميها الهدوء الذي يسبق العاصفة لأنها فرصة للمصور لمراجعة واستكشاف أخطائه السابقة بعد انتهاء فترة الاكتئاب.
المصور د. أحمد عواض: مرت علي سنة لم ألتفظ صورة، وفي الغالب تتركز الحالة أيام الدوام، أعتزل قروبات التصوير، أتجنب المحادثات الفوتوغرافية، وأجنح إلى توزيع معداتي الفوتوغرافية التي لن أفعلها لو كنت في كامل قواي الفوتوغرافية! الغريب أني كنت أبحث عن كاميرتي قبل مدة لإعارتها أحد الأصدقاء فلم أجدها ثم تذكرت أني قد أعرتها لصديق آخر قبل شهرين ونسيت! ويضيف للأسف لم استطع تجاوزها حتى الآن.
هجر المصورين حساباتهم في فليكر:
المصورة حصة سعد: نعم حصل لي بعد هجر الأغلبية حساباتهم في فليكر؛ لم يبق سوى الأجانب. تركت التصوير والآن أحاول العودة لأنه لدي أعمال كث يرة لم تنشر ولكني فقدت الحماس.
إبراهيم اليحيا: أمرّ بالاكتئاب الفوتوغرافي منذ سنتين تقريبا ويشاركه عادل العمري منذ ثمانية أشهر ويتمنى ألا تستمر أكثر من ذلك.
قضية
تصوير إبراهيم اليحيا
تصوير: عادل العمري
تصوير: بدرية الأحمدي
تصوير: عبدالغني الزهراني
نقلا عن صحيفة الرياض السعودية
«الاكتئاب الفوتوغرافي».. تشبّع واحباط ومشاغل!
تصوير: عبدالغني الزهراني
إعداد: سلافة الفريح
يعاني بعض المصورين على اختلاف مستوياتهم في فترات “متقاربة أو متباعدة” من حالة تنتابهم تشبه في أعراضها الاكتئاب؛ في اعتزال الوسط الفوتوغرافي، انعدام الرغبة في التصوير لفترات طويلة، التشبع من الصور وعدم الانبهار بأي أعمال مهما كانت جميلة، وفي الحالات المتقدمة الشعور بعدم جدوى التصوير.. إلخ . وليس كما يظن البعض فتراهم في مرحلة من حياتهم يتألقون ويبدعون ويشتهرون ثم فجأة يختفون! بعضهم يعود مجددا بروح قوية وآخرين لا يعودون! قد تختلف الأسباب بحسب تصنيف المصورين. فالمبتدئ قد يكون بسبب اكتشافه أنه انجرف وراء “موضة التصوير” وأنه غير قادر على المواكبة والمنافسة وكأي موضة لابد وأن تنتهي كما بدأت. والمحترفون قد يصابون بالاكتئاب الفوتوغرافي بسبب أمور اجتماعية أو مشاغل عملية أو إحباطات فنية أو أحوال صحية أحيانا.
عبدالغني الزهراني: ليس هناك مجتمع فوتوغرافي سليم وصحي
وبسبب عدم وجود نقابة تصوير أو جمعية أو رابطة تصوير في السعودية فلا أحد يأبه أو يهتم أو يسأل عن أسباب عزوف المصورين والعلاج! في محاولة منا لتفسير الاكتئاب الفوتوغرافي ومعرفة تداعياته التقينا بعدد من المصورين بمستويات مختلفة وسألناهم عن تلك الحالة فكانت هذه إجاباتهم..
المعارض والنشاطات هي الحل
المصور أ. عبدالغني الزهراني: التصوير حالة نفسية تبدأ بالهوس وتنتهي بالكآبة. أنا أعيش هذه الحالة الآن في عدم الرغبة في مشاهدة الأعمال السابقة، عدم الرغبة في التعامل مع مواقع التصوير إلا نادرا. وأسباب ذلك من وجهة نظري هو قلة المعارض الفوتوغرافية التشجيعية الدائمة، النظرة المادية للمصورين! بمعنى أنه لم يعد هناك فن وهذه البلوى الكبرى – ليس هناك مجتمع فوتوغرافي سليم وصحي. كلها “رباطية” يشوبها الحسد رغم قلة العطاء ” أعمى ويحسدونه على كبر عيونه” . والعلاج من وجهة نظري عمل معارض دائمة في المدن الرئيسية، الاستفادة من المراكز التجارية لتنظيم معارض كما يحدث خارج المملكة ، وضع صور مؤقتة للمصورين في المطارات ليرى العالم فننا الفوتوغرافي. ولو حدث هذا الأمر لأحدث نقلة نوعية لهذا الفن . فكم لدينا نحن المصورون كم هائل من الصور يحتضنها الهارد ديسك إلى أجل غير مسمى. ويوعز الزهراني سبب الاكتئاب الذي يصيب بعض المصورين إلى الفن: يحدث هذا عندما يقطع المصور “الفنان” زمنا في هذا الفن وفي منتصف الطريق يجد نفسه قد أثقل كاهله بمعدات وعدسات ودورات وسفريات وأموال طائلة أنفقها وفي النهاية يكتشف أنه زرع في أرض قليلة العطاء. أما المصورون الذي يكون التصوير مصدر رزقهم كأن يمتلك شركة خاصة أو موظف في شركة، فهؤلاء مستقرون نوعا ما
الأولويات الاجتماعية تطغى على الهواية
حصة سعد: أصبت بالاكتئاب بعد هجر الأغلبية حساباتهم في فليكر
المصور سالم السويداء: تمر هذه الحالة على المصور بين فترة وأخرى؛ كسل .. إهمال للكاميرا مع محاولة التبرير أنها فترة وستنقضي.. وربما يكون السبب أن كاميرته موديلها قديم! وأطول مدة مررت بالكسل الفوتوغرافي استمرت من شهر إلى شهرين تقريبا. لكن طوال تلك الفترة لم أنقطع عن أخبار التصوير والتغذية البصرية ولهذا السبب لم أبتعد كثيرا عن التصوير إضافة إلى تصويري التجاري. ثم يفسر السويداء: أتوقع أن سبب هذا الاكتئاب هو انشغالي بأموري الاجتماعية التي لها الأولوية قبل التصوير. فصرت ما بين تقديم الأولويات على الهواية أو العكس. الذي تربحه الأولويات في نهاية الأمر.
سالم السويداء : الأولويات الاجتماعية تطغى على الهواية
الوحام على التصوير
المصورة منال: تحدث لي هذه الحالة كثيرا، ولكن بحكم أني مصورة أعراس أجبر نفسي على التصوير وبخاصة فترة المواسم. أما أثناء الدراسة فتطول الحالة معي لأسابيع. وتردف مداعبة هي حالة تشبه شعور “الوحام” إذا توحمت الحامل على زوجها. الأعراض أتجاهل الكاميرا وأشعر بالضيق عند ذكر مواضيع التصوير! الحقيقة هذا الأمر يشعرني بأني شريرة على التصوير رغم أني أعشقه؛ ولكنها حالة غريبة تنتابني في فترات متباعدة.
لست وحدي
المصورة بدرية الأحمدي: أصبت بالاكتئاب الفوتوغرافي قبل فترة وحاليا عاد وبقوة. وأفكر الاعتزال نهائيا! برأيي من يتسلط عليه الاكتئاب هو من يتخذ التصوير هواية وليس مهنة. عن نفسي االتصوير هو هواية لا أكثر منذ ثماني سنوات. كنت أظن أني الوحيدة ولكن اكتشفت أن الأغلبية يمرون بهذا.
د. أحمد عواض: أجنح إلى توزيع معداتي الفوتوغرافية على الأصدقاء
أفكر ببيع معدات التصوير
المصورة مشاعل الحديبي: ممكن أن نطلق عليها “فتور التصوير” وتختلف شدتها بحسب تعاطيك معها فإذا تهاونت معها ستطول فترة الفتور ويصعب عليك العودة مرة أخرى. عن نفسي منذ ثلاث سنوات لم أصور شيئا وليس لدي الحماس أو الرغبة لدرجة أني فكرت ببيع معدات الاستديو الخاص بي .
الهدوء الذي يسبق العاصفة
المصور درويش الدرويش: هذا يحدث مع كل مصور تقريبا؛ لكني أسميها الهدوء الذي يسبق العاصفة لأنها فرصة للمصور لمراجعة واستكشاف أخطائه السابقة بعد انتهاء فترة الاكتئاب.
المصور د. أحمد عواض: مرت علي سنة لم ألتفظ صورة، وفي الغالب تتركز الحالة أيام الدوام، أعتزل قروبات التصوير، أتجنب المحادثات الفوتوغرافية، وأجنح إلى توزيع معداتي الفوتوغرافية التي لن أفعلها لو كنت في كامل قواي الفوتوغرافية! الغريب أني كنت أبحث عن كاميرتي قبل مدة لإعارتها أحد الأصدقاء فلم أجدها ثم تذكرت أني قد أعرتها لصديق آخر قبل شهرين ونسيت! ويضيف للأسف لم استطع تجاوزها حتى الآن.
هجر المصورين حساباتهم في فليكر:
المصورة حصة سعد: نعم حصل لي بعد هجر الأغلبية حساباتهم في فليكر؛ لم يبق سوى الأجانب. تركت التصوير والآن أحاول العودة لأنه لدي أعمال كث يرة لم تنشر ولكني فقدت الحماس.
إبراهيم اليحيا: أمرّ بالاكتئاب الفوتوغرافي منذ سنتين تقريبا ويشاركه عادل العمري منذ ثمانية أشهر ويتمنى ألا تستمر أكثر من ذلك.
قضية
تصوير إبراهيم اليحيا
تصوير: عادل العمري
تصوير: بدرية الأحمدي
تصوير: عبدالغني الزهراني
نقلا عن صحيفة الرياض السعودية
«الاكتئاب الفوتوغرافي».. تشبّع واحباط ومشاغل!
تصوير: عبدالغني الزهراني
إعداد: سلافة الفريح
يعاني بعض المصورين على اختلاف مستوياتهم في فترات “متقاربة أو متباعدة” من حالة تنتابهم تشبه في أعراضها الاكتئاب؛ في اعتزال الوسط الفوتوغرافي، انعدام الرغبة في التصوير لفترات طويلة، التشبع من الصور وعدم الانبهار بأي أعمال مهما كانت جميلة، وفي الحالات المتقدمة الشعور بعدم جدوى التصوير.. إلخ . وليس كما يظن البعض فتراهم في مرحلة من حياتهم يتألقون ويبدعون ويشتهرون ثم فجأة يختفون! بعضهم يعود مجددا بروح قوية وآخرين لا يعودون! قد تختلف الأسباب بحسب تصنيف المصورين. فالمبتدئ قد يكون بسبب اكتشافه أنه انجرف وراء “موضة التصوير” وأنه غير قادر على المواكبة والمنافسة وكأي موضة لابد وأن تنتهي كما بدأت. والمحترفون قد يصابون بالاكتئاب الفوتوغرافي بسبب أمور اجتماعية أو مشاغل عملية أو إحباطات فنية أو أحوال صحية أحيانا.
عبدالغني الزهراني: ليس هناك مجتمع فوتوغرافي سليم وصحي
وبسبب عدم وجود نقابة تصوير أو جمعية أو رابطة تصوير في السعودية فلا أحد يأبه أو يهتم أو يسأل عن أسباب عزوف المصورين والعلاج! في محاولة منا لتفسير الاكتئاب الفوتوغرافي ومعرفة تداعياته التقينا بعدد من المصورين بمستويات مختلفة وسألناهم عن تلك الحالة فكانت هذه إجاباتهم..
المعارض والنشاطات هي الحل
المصور أ. عبدالغني الزهراني: التصوير حالة نفسية تبدأ بالهوس وتنتهي بالكآبة. أنا أعيش هذه الحالة الآن في عدم الرغبة في مشاهدة الأعمال السابقة، عدم الرغبة في التعامل مع مواقع التصوير إلا نادرا. وأسباب ذلك من وجهة نظري هو قلة المعارض الفوتوغرافية التشجيعية الدائمة، النظرة المادية للمصورين! بمعنى أنه لم يعد هناك فن وهذه البلوى الكبرى – ليس هناك مجتمع فوتوغرافي سليم وصحي. كلها “رباطية” يشوبها الحسد رغم قلة العطاء ” أعمى ويحسدونه على كبر عيونه” . والعلاج من وجهة نظري عمل معارض دائمة في المدن الرئيسية، الاستفادة من المراكز التجارية لتنظيم معارض كما يحدث خارج المملكة ، وضع صور مؤقتة للمصورين في المطارات ليرى العالم فننا الفوتوغرافي. ولو حدث هذا الأمر لأحدث نقلة نوعية لهذا الفن . فكم لدينا نحن المصورون كم هائل من الصور يحتضنها الهارد ديسك إلى أجل غير مسمى. ويوعز الزهراني سبب الاكتئاب الذي يصيب بعض المصورين إلى الفن: يحدث هذا عندما يقطع المصور “الفنان” زمنا في هذا الفن وفي منتصف الطريق يجد نفسه قد أثقل كاهله بمعدات وعدسات ودورات وسفريات وأموال طائلة أنفقها وفي النهاية يكتشف أنه زرع في أرض قليلة العطاء. أما المصورون الذي يكون التصوير مصدر رزقهم كأن يمتلك شركة خاصة أو موظف في شركة، فهؤلاء مستقرون نوعا ما
الأولويات الاجتماعية تطغى على الهواية
حصة سعد: أصبت بالاكتئاب بعد هجر الأغلبية حساباتهم في فليكر
المصور سالم السويداء: تمر هذه الحالة على المصور بين فترة وأخرى؛ كسل .. إهمال للكاميرا مع محاولة التبرير أنها فترة وستنقضي.. وربما يكون السبب أن كاميرته موديلها قديم! وأطول مدة مررت بالكسل الفوتوغرافي استمرت من شهر إلى شهرين تقريبا. لكن طوال تلك الفترة لم أنقطع عن أخبار التصوير والتغذية البصرية ولهذا السبب لم أبتعد كثيرا عن التصوير إضافة إلى تصويري التجاري. ثم يفسر السويداء: أتوقع أن سبب هذا الاكتئاب هو انشغالي بأموري الاجتماعية التي لها الأولوية قبل التصوير. فصرت ما بين تقديم الأولويات على الهواية أو العكس. الذي تربحه الأولويات في نهاية الأمر.
سالم السويداء : الأولويات الاجتماعية تطغى على الهواية
الوحام على التصوير
المصورة منال: تحدث لي هذه الحالة كثيرا، ولكن بحكم أني مصورة أعراس أجبر نفسي على التصوير وبخاصة فترة المواسم. أما أثناء الدراسة فتطول الحالة معي لأسابيع. وتردف مداعبة هي حالة تشبه شعور “الوحام” إذا توحمت الحامل على زوجها. الأعراض أتجاهل الكاميرا وأشعر بالضيق عند ذكر مواضيع التصوير! الحقيقة هذا الأمر يشعرني بأني شريرة على التصوير رغم أني أعشقه؛ ولكنها حالة غريبة تنتابني في فترات متباعدة.
لست وحدي
المصورة بدرية الأحمدي: أصبت بالاكتئاب الفوتوغرافي قبل فترة وحاليا عاد وبقوة. وأفكر الاعتزال نهائيا! برأيي من يتسلط عليه الاكتئاب هو من يتخذ التصوير هواية وليس مهنة. عن نفسي االتصوير هو هواية لا أكثر منذ ثماني سنوات. كنت أظن أني الوحيدة ولكن اكتشفت أن الأغلبية يمرون بهذا.
د. أحمد عواض: أجنح إلى توزيع معداتي الفوتوغرافية على الأصدقاء
أفكر ببيع معدات التصوير
المصورة مشاعل الحديبي: ممكن أن نطلق عليها “فتور التصوير” وتختلف شدتها بحسب تعاطيك معها فإذا تهاونت معها ستطول فترة الفتور ويصعب عليك العودة مرة أخرى. عن نفسي منذ ثلاث سنوات لم أصور شيئا وليس لدي الحماس أو الرغبة لدرجة أني فكرت ببيع معدات الاستديو الخاص بي .
الهدوء الذي يسبق العاصفة
المصور درويش الدرويش: هذا يحدث مع كل مصور تقريبا؛ لكني أسميها الهدوء الذي يسبق العاصفة لأنها فرصة للمصور لمراجعة واستكشاف أخطائه السابقة بعد انتهاء فترة الاكتئاب.
المصور د. أحمد عواض: مرت علي سنة لم ألتفظ صورة، وفي الغالب تتركز الحالة أيام الدوام، أعتزل قروبات التصوير، أتجنب المحادثات الفوتوغرافية، وأجنح إلى توزيع معداتي الفوتوغرافية التي لن أفعلها لو كنت في كامل قواي الفوتوغرافية! الغريب أني كنت أبحث عن كاميرتي قبل مدة لإعارتها أحد الأصدقاء فلم أجدها ثم تذكرت أني قد أعرتها لصديق آخر قبل شهرين ونسيت! ويضيف للأسف لم استطع تجاوزها حتى الآن.
هجر المصورين حساباتهم في فليكر:
المصورة حصة سعد: نعم حصل لي بعد هجر الأغلبية حساباتهم في فليكر؛ لم يبق سوى الأجانب. تركت التصوير والآن أحاول العودة لأنه لدي أعمال كث يرة لم تنشر ولكني فقدت الحماس.
إبراهيم اليحيا: أمرّ بالاكتئاب الفوتوغرافي منذ سنتين تقريبا ويشاركه عادل العمري منذ ثمانية أشهر ويتمنى ألا تستمر أكثر من ذلك.
قضية
تصوير إبراهيم اليحيا
تصوير: عادل العمري
تصوير: بدرية الأحمدي
تصوير: عبدالغني الزهراني
نقلا عن صحيفة الرياض السعودية