بواسطة Youness EL Alaoui
مجلة فن التصوير ترصد الخبر
من صفحة الفوتوغرافي المغربي عادل ازماط / Adil Azemat
التفكيك عند الفوتوغرافي الإيطالي Paolo Pettigiani.
التفصيل و التفكيك من الكل إلى عناصر صغيرة لإخرجها من سياقها العام هو ما سعى إليه المصور الإيطالي الشاب باولو باتيجياني في أعماله الهندسية ( الأعمال المرفوقة نموذجا).
إنها صور لتفاصيل بنايات معمارية شاهقة و معقدة التركيب في محاولة لتقسيم و تفكيك ” وحدة كبرى ” إلى” وحدات صغرى ” هاربة من سياق عام إلى سياقات خاصة فتأخذ دور البطولة بعدما كانت مكملة فقط, إنه كشف لعوالم صغيرة تصبح بعدها عوالم مستقلة لها سياقاتها الداخلية الخاصة بها من ( المدينة إلى البناية إلى النوافذ و الخطوط و الزوايا.,).
لكن تبقى صفة التعقيد هي الصفة اللازمة فالصور هي مركبة من ثلاثية رئيسية و هي : الأشكال, اللون, الظل. تقتسم فيما بينها مساحة الصورة بنسب متفاوتة و تدخل أحيانا عليها السماء بزرقتها الخافتة, و هو إن كان لا يعطيها اهمية كبرى إلى أن المقصود في نظري هو مزج العنصر ” الصناعي ” مع العنصر ” الطبيعي “و هو مزج غير كامل بوجود الخطوط و التي تحيلنا على الحدود الفاصلة بين الكيانات السياسية.., هذه العناصر أيضا تثير فيما بينها حوارات عن الإنسان, التعمير, الخلق, القوة, الغياب, الحضور, المكان, اللامكان, الكل, الجزء, المادة..,
للأشكال الهندسية : خطوط, زوايا حادة, مثلثات,.. ترجتمها الخاصة في اللغة البصرية للصورة, و أثرها النفسي على المتلقي, فقد قسمت الصورة من مساحة واحدة إلى مساحات صغيرة توحي بالإنتظام و الدقة, و الإنكسار, الحدة, الترتيب, العقلانية, الحداثة, الرياضيات.
كذلك هذه الكتل من الألوان المتوزعة قسمت الصورة من كيان واحد منسجم إلى جزر و مساحات لونية متباينة غير منسجمة, فاللونان : الأزرق و الأحمر مثلا هما لونان متباعدان غير متجانسان, الأول بارد باعث على الهدوء و الأخر ساخن مثير باعث على الحركة و الإثارة. و يحضر الأسود كظل مكمل لهما أو كيان مستقل بذاته يطرح سؤال الغموض و الغياب. الرمادي أيضا يحضر ليكسر سطوة الأحمر و الأسود و الازرق كقاعدة لقراءة أبعاد الصورة.
غاب النص و حضرت الكلمات هذا ما فعله باولو, غابت ناطحات السحاب الكبيرة و عظمة أحجامها و حضرت تفاصيل صغيرة حولتها إلى لوحة مسطحة مشكلة من ألوان و أشكال.
بقي أن أشير أن المصور هو إيطالي يعيش بنيويورك الامريكية و بالتالي لا نستغرب اشتغاله على المعمار و الهندسة الحديثة.
هذه إضاءات فقط و ليست قراءة مستوفية.
تحية طيبة
