يجوب البلجيكي يوهان لولوس البالغ 28 عاما العالم منذ ثلاث سنوات بحثا عن مناظر خلابة لإبرازها بعدسة الكاميرا، وهو بات واحدا من المصورين المحترفين “المؤثرين” عبر شبكات التواصل الاجتماعي ممن يتقاضون اموالا من وكالات السفر في مقابل الترويج لوجهاتها السياحية.
ويقول لولوس لوكالة فرانس برس في بروكسل “التأثير العام يقوم على النشاط عبر مواقع التواصل الاجتماعي والعمل مع زبائن يريدون الاستفادة من الانتشار الذي يمكن لي توفيره لهم عبر صور انشرها عبر حسابي على خدمة انستاغرام”.
ويضيف المصور الشاب “اعمل بشكل خاص مع وكالات للسياحة وعلامات تجارية متخصصة في النشاطات في الطبيعة”.
وقد عرض لولوس للمرة الاولى خلال الأسبوع الفائت حوالى ستين صورة التقطها، بعضها بقياس كبير في دار للعروض في بروكسل.
وبعد نيل هذا الشاب شهادة في العلاقات العامة في بروكسل سنة 2013، انتقل الى استراليا حيث قام بالاضافة الى العمل لحساب مجلة متخصصة في السفر، بنشر اولى صوره للمناظر الطبيعية عبر خدمة انستاغرام لتشارك الصور والتسجيلات المصورة.
وتحقق الصور الموقعة من المصور الشاب الذي جعل موضوع اطروحته في ختام مرحلة تعليمه الجامعي عن “استخدام شبكات التواصل الاجتماعي” من جانب الشركات، شهرة متزايدة كما يتم رصدها وإعادة نشرها من جانب وسائل اعلامية معروفة بينها “ناشونال جيوغرافيك” و”باز فيد” و”ديلي مايل”.
ويستذكر المصور الشاب أن “الامر كبر ككرة ثلج وسجل عدد المشتركين تناميا مطردا”.
وفي نهاية 2014، انتقل الى نيوزيلندا. وبعد ثلاثة اشهر جاب خلالها طرقات هذا البلد، استحال يوهان لولوس المصور الرسمي لهيئة السياحة في منطقة واناكا جنوب البلاد. وبفضل هذا الشاب وغيره من المصورين “المؤثرين”، ازداد عدد السياح في هذه المنطقة الخلابة بنسبة 14 % بين كانون الثاني/يناير 2015 وكانون الثاني/يناير 2016 بحسب “انستاغرام”.
ويقول لولوس “من هنا بدأت مسيرتي الاحترافية. وبعد تخطي عتبة 50 الف متابع، بدأت اتلقى اتصالات من الزبائن”. وبات عدد متابعي هذا المصور البلجيكي يقارب 300 الف شخص.
– الشغف بالمهنة –
منذ آذار/مارس 2015، بات المصور الشاب يعتاش حصرا من شغفه. وبدأ يراكم الأنشطة المهنية والرحلات الى بلدان مختلفة بينها النروج وايسلندا وجزر فارو وفنلندا والنمسا وألمانيا وفرنسا.
ويقول “ابحث عن الاضاءة المناسبة. لذا التقط صوري في الصباح والمساء ونادرا خلال النهار”.
ويوضح هذا المصور المولع بالمساحات الكبرى الذي يسافر مع عدة للتصوير يقارب وزنها 12 كيلوغراما “يجب عدم النظر الى هذه الرحلات على انها فترات للاجازة. انها وظيفة حقيقية: تمر اسابيع لا انام خلالها اكثر من اربع ساعات يوميا ولا هم لي سوى التقاط صور جيدة”.
ويضيف “احاول ان اكون بصحبة احدهم في كل رحلة، لأني ارى من المهم ان يكون ثمة شخص ما في الصور كي يتماهى الاشخاص معه”.
ويتابع قائلا “احاول ايضا عدم الانتقال الى وجهات ابقى فيها ليومين او ثلاثة فقط لأن الامر مزعج”.
وينطلق لولوس قريبا في رحلة تستمر شهرين او ثلاثة الى كندا قبل العودة لاستكشاف ايسلندا والنروج “لكن هذه المرة خلال الصيف” من ثم متابعة جولته حول العالم.