هل الفوتوشوب محرم على المصور الفوتوغرافي ؟
خاص وجه الاردن – بقلم محمود المحمود
الريتوش والعصر الحديث التعديل على الصورة قديم قدم بدء التصوير، وان لم يكن بنفس المستوى الحالي، ولكنه موجود وسيبقى وسوف يتطور أكثر فأكثر.
التعديل نوعان:
الأول – تعديل الإضاءة والتي طورها الفوتوغرافي انسل ادامز وتدعى (زون سيستم)، وعادة ما تجري اثناء الطباعة اليدوية، حيث الضوء الساقط من الأعلى من جهاز البروجيتر على ورقة الطباعة، وهنا يمكن التقليل من هذه الإضاءة على بعض أجزاء الصورة بوضع معوقات تعترض الضوء لبضع ثواني بما يطلبه العمل الفني الذي بين أيدينا.
وها هي التكنلوجيا تتطور حتى أصبح بمقدورنا ان نقوم بالعملية وبأدنى جهد وحرفية عالية بواسطة برامج التعديل الكثيرة والمتاحة للغالبية منا.
الثانية – إزالة أشياء غير مرغوب بها داخل الصورة واستبدلها بشيء من المحيط او إضافة مختلفة، كأن نزيل عمود كهرباء ونضع مكانه شجرة، بحيث يقوم بقحط الجزء المراد ازالته من على فيلم السلايد بمشرط صغيرة صنع خصيصاً لهذا الغرض، ومن ثم يقوم هذا الفنان برسم شيء اخر مكمل للصورة ببراعة تامة، وكان يتقاضى على الصورة أكثر من الفوتوغرافي نفسه.
لم يكن مثل هذا العمل مستهجناً او محارب او حتى مرفوض، فقد كان الجميع راضي وممتن لهذا الفنان الذي كان يحل مشاكل كبيرة بالصورة، حيث ان الكاميرة لا تكذب وتعجز عن حذف أشياء والإبقاء على أشياء أخرى كما يمكن للفنان التشكيلي ان يفعل.
في العصر الحالي، أصبح لها الكثير من الإيجابيات والسلبيات، ومن الإيجابيات انه أي شخص أصبح بمقدوره القيام بذلك وبدون خلفية فنية تسمح له بالرسم على الفيلم او على الصورة نفسها، واما من السلبيات، من لا يجيد التصوير يستعين ببرامج التعديل كي يحيي صورته بها باسم فن جديد وتجديد.
تثار هذه الأيام قصة لمصور يدعى ستيف ماكاري وهو مصور لمجلة ناشونال جيوغرافيك سابقاً, بعد ان حذف أشياء لا تخدم الصورة جمالياً ولا تؤثر بمضمونها كصورة توثيقية لذلك المكان, فانسلت الاقام المفلسة تحاربه حتى ارعبته وجعلته يتقهقر ويتراجع عن جرأته, وما كان منه ان يتراجع, فالجميع يقوم بهذا العمل فلما نُحرّمه على هذا الفوتوغرافي والذي لا اراه سوى فوتوغرافي كباقي الفوتوغرافيين في العالم ولا يميزه عنهم غير صورة واحدة للفتاة الأفغانية ولم يعلق بذهني أي صورة له غيرها, خوفها وقلقها هو من احيى الصورة ولا علاقة له بكل هذا, والممنوع يجب ان يكون على الجميع لأننا سواسية ولا يوجد بالتصوير كما في الادب بحيث يحق للشاعر ما لا يحق لغيره.
محمــــود المحمـــود