وليسَ انتهاءً بالتغيّر المتعلّق بالدراسة وامتحاناتها… ولا سيما أن فترة رمضان هي الفترة المُرافقة لقدوم الاختبارات في معظم الدول العربيّة.
فالتغير دائماً ما يحصل ضمن هذه الشهور، تغير في درجات الحرارة… تغير في مواعيد النوم… تغير في عادات الأكل… تغير في أوقات الدراسة… والكثير من التغيرات الأخرى.
أما ما سنتحدث عنه الآن فهو تغير من نوع آخر، نصائح رمضانية ستنتج تغير لم نعتد على القيام به ضمن هذه الفترة!!
بشكل ما حاول أن تدخل الأفكار القادمة إلى قائمة التغيرات التي ستحصل لك في هذه الأيام، لا تكتفِ بتغير مواعيد نومك وعاداتك الدراسيّة بل طبّق هذه الخمسة القادمة أيضاً.
الروايات … 10% فقط !!
رجاءً إن كنت من القرّاء النهمين والمداوميّن على القراءة باستمرار حاول أن تطبّق هذه القاعدة، لا يجب على الروايات أن تتجاوز 10% من حصيلة قراءاتك… هناك مجالات أخرى تنتظرك لاستكشفاها، كالعلوم والأدب والإنسانيّات وغيرها.
أما أن تجعل قراءتك 90% روايات و 10% مواضيع أخرى فهي كارثة حقيقيّة… ستفصلك عن الواقع وقد تشوّهك أحياناً ولا سيما إن كان موضوع الروايات – كمعظم الروايات العربيّة – يدور عن الفقد والضياع وفراق الأحبة… والتي لم يكتبها سوى مجموعة من التُعساء البائسين الذين زادوا من جحيم حياتنا في هذه المنطقة جحيماً آخراً.
قد تجد أن الروايات الأجنبيّة تصلح لأن تكون مرجعاً في التاريخ أو الفن أو الأدب أما الروايات العربيّة – أغلبها – تصلح أن تكون مرجعاً للبؤس والتعاسة، وهذا ما يجب أن تتجنبه.
قراءة الروايات مهمة وممتعة، لكن رجاءً لا تجعلها الشيء الوحيد على رفوف مكتبتك أو داخل مُجلداتك على الحاسوب.
10% فقط !!
انسحب… ثمّ عُد من جديد!
خصوصاً الانسحاب من المحيط البشري الذي تعيش فيه… أحياناً يحتاج الإنسان للعزلة، للبقاء وحيداً مُتفرداً مع نفسه، بعيداً عن كل تطفلات البشر وإزعاجاتهم.
أما عندما يكون ذلك الوسط البشري المحيط بك هو مجموعة من الفاشلين والحاقدين والحمقى والمُقرفين الذين ينتظرون أصغر خطأ منك لكي يوقعوا بك فيصبح الانسحاب واجباً وليس خياراً فحسب!
انسحب من الوسط الذي أنت فيه ثم عد من جديد… الانطوائيّة شيء مفيد، خصوصاً أن معظم عباقرة العالم كانوا انطوائيين لدرجة وصلت لحد المرض أحياناً !
شاهد محاضرة تيد التاليّة عن الانطوائيّة ومدى قوة الأشخاص الانطوائيين الذين يشكّلون 52% من سكان العالم!
انطوِ قليلاً وانسحب .. ثمّ عد من جديد.
قاعدة الـ 33% في التعاملات
قسّم يومك حسب قاعدة الـ 33%… أي قسمه لثلاثة أثلاث، التقسيم ليس في كل شيء. إنما في تعاملاتك مع البشر المحيطين بك… مع الكائنات العاقلة التي تمشي على قدمين!
- تعامل في ثلث يومك الأول – 33% – مع أشخاص يفوقونك بالسن، أشخاص كبار… عجائز دارت عليهم رحى الحياة وأعطتهم الكثير من أسرارها… أجلس بجوارهم، استمع وتعلّم منهم… اخبر ما خبروه وعايش ما عايشوه وأنت بجوارهم وهم يستندون على عصيّهم الخشبيّة التي أكلها الزمن.
التعامل معهم سيفيدك في ألا تقع في نفس الأخطاء التي وقعوا بها، ولو أنه ممل في بعض الأحيان… لكن صدقني، مجالستهم أمر مهم جداً… فتعلّم منهم !
- تعامل في الثلث الثاني – 33% – من يومك مع أشخاص أصغر منك سناً، نعم… لا بأس في أن تجلس بجوارهم وهم يستمتعون بمشاهدة بلاهة سبونج بوب وغباء صديقه بسيط… لا بأس أن تشاركهم بالاستماع لقناة طيور الجنة ولخيارتها الغنيّة بالفيتامين وهي تتحدث عن نفسها.
كُن معهم وحافظ دائماً على نفسيّة الطفل الذي في داخلك، ولا سيما ذلك الطفل الذي يسأل عن كل شيء ويستغرب من كل شيء… ويريد دائماً أن يعرف ماذا ومتى ولماذا؟!
- تعامل في الثلث الأخير من يومك مع أشخاص من نفس سنك، سواءً في العمل أو الكليّة أو المنزل… وغالباً هم الأخطر عليك، ولا سيما أن مهمتهم الوحيدة هي السخرية منك ومن مشاريعك وكل ما تفكر به من خطط مستقبليّة وأحلام قد يصعب تحقيقها.
لكن هذا أمر مهم جداً، فلولا وجودهم لذهب الحافز الذي يدفعك للتحدي والمضي قدماً نحو الأمام… اجعلهم بجوارك لـ 33% من يومك واغلق أذنيك عن كلامهم المثبّط وامضِ نحو الأمام.
مفتاح النجاح الدراسي… الصبر!
ثِق تماماً أن الدراسة – مدرسيّة أو جامعيّة – ما هي إلا كسباق الماراثون صاحب المدى الطويل… المهم لكي تفوز ليسَ أن تكون الأسرع، إنما أن تكون صاحب القدرة الأكبر على التحمل!
الصبر هو المفتاح الأول والأساسي لتحقيق النجاح الدراسي… يجب أن تصبر على كل الظروف المحيطة بك… على المنهاج الفاشل المُعطى لك… على المحاضرين الفاشلين الذين يقومون بتدريسك… على البائسين الذين يحاولون إحباطك بشكل مستمر.
تذكر دائماً… النجاح الدراسي يعتمد على قوى التحمل لديك… الشخص الذي سينجح في تحمل أكبر قدر من كل الظروف القاسيّة المحيطة به ويبقى مُحافظاً على تركيزه هو الذي سينجح… وليس الأسرع.
شاهد محاضرة تيد المتعلّقة بالنجاح وأن مفتاحه هو الصبر!
اِصبر… تحمّل… كُن جملاً!
الذين لم يولدوا بعد!
من مؤلّفات الدكتور أحمد خيري العمري والتي يجب – بشدّة – أن تقرأها قبل أن يدخل شهر رمضان ويَهل هلاله علينا.
توقف قليلاً واسأل نفسك، كم رمضان قد مر عليك؟! لا بد أن الكثير قد مر. لكن فعليّاً كل رمضان كان كالذي قبله… لم تحدث أية تغيرات حقيقيّة داخل شخصيّتك… وأكبر تلك التغيرات لم تتعدى الصوم عن الأكل والشرب نهاراً، التخمة وامتلاء المعدة والتدخين بشراهة ليلاً… مسلسلات وبرامج تافهة بعد الإفطار… وملل وضجر في أوقات الظهر والعصر.
هل هذا الهدف من رمضان ؟!
لا أعتقد أن هذه الشَعيرة – الصوم – التي تقوم بها كل الأديان والمعتقدات حول العالم وعلى مدار التاريخ هدفها هو الامتناع عن الأكل والشرب فقط!
الهدف منها قطعاً هو أن تتغير… 30 يوم عندما تحطّم بها القاعدة الأساسيّة لهرم الاحتياجات البشريّة – الطعام، الشراب والجنس – فإنك حتماً قادر على إحداث أي تغير آخر في حياتك!
قد تفشل في التغير – وارد جداً – لكن الأمر طبيعي، ابدأ بالشيء البسيط ثم الأكبر والأكبر .. اهدم كل شيء وأعد البناء من جديد، تلك المحاولة لوحدها… حياة جديدة!
رجاءً حاول ألا يدخل عليك شهر رمضان إلا وقد قرأت هذا الكتاب الذي لن يأخذ من وقتك سوى ساعتين لإنهائه.