هو ليس مجرد مصور، بل يمكننا القول إنه مؤرخ اللحظة، يعتمد في لوحاته على روحانية المكان بالإضافة للدقة واختيار الزواية واللقطات التي تعبر عن أفكاره الخاصة. عاشق تصوير التراث المعماري والطبيعة في مدينة حمص، شارك في عدة معارض بين “حمص” و”دمشق” بمشاركة مصورين فنانين كبار.
يعتبر “نعمان عيدموني” أحد أهم مؤسسي تصوير الفيديو في مدينة “حمص” عن بداياته تحدث لمدونة وطن eSyria بتاريخ 29/3/2008 قائلاً: «أنا من مواليد “حمص” /1948/ عشقت التصوير عندما كان عمري /14/ سنة، كنت أعمل في الصيف كي أؤمن ثمن كاميرا فأنا من عائلة فقيرة وأول كاميرا اشتريتها كان ثمنها /6/ ليرات عام /1963/، وأول صورة صورتها كانت “عاصي ديك الجن”. وأول استوديو اشتغلت به كان استديو “صباغ” وكان عمري /18/ عاماً».
نمت موهبة “نعمان” ولم يبق التصوير عنده مجرد فضول بل أصبح مهنة وعلى الرغم من التحاقه في الخدمة الإلزامية إلا أنه لم ينقطع عن التصوير فكانت خدمته مصوراً حربياً حتى إنه أصيب بشظايا أثناء إحدى المهمات التي كان يصورها. عام /1972/ جاءت النقلة النوعية الأولى حيث فتح المصور “نعمان” أول استديو خاصاً به عن هذه المرحلة من حياته قال: «بدأت الانطلاقة الخاصة في هذا العام وبدأت أمتهن التصوير وأكسب عيشي كاملاً منه ثم أدخلت أنا وأحد المصورين ويدعى “بسام ضاحي” الكاميرا الفيديو الخاصة إلى مدينة “حمص” واشتريت كاميرا خاصة بي وكان ثمنها عام /1980/ تحديدا /18/ ألف وكانت بدائية لكنها نعمان عيدموني مع زهرة التوليبتفي بالغرض من ناحية الحفلات التجارية والمناسبات الخاصة وأحيانا مناسبات وطنية للتلفزيون السوري».
مع تطور أداوت التصوير انتقل نعمان إلى مرحلة جديدة فقام بتطوير أدواته هو أيضاً حيث اشترى أجهزة مونتاج ومكسر للفيديو ما زاد من تقبل الناس لفكرة تصوير أفراحهم ومناسباتهم لكن بشكل تدريجي. وكانت أول كاميرا متطورة أدخلها نعمان إلى عمله عام /1984/ وكانت ذات ميزات عديدة.
انتقل نعمان إلى فرنسا بهدف العمل في مجاله وأقام في مرسيليا معرضين بالتعاون مع شركة تصوير لكنه لم يتأقلم مع الغربة فعاد إلى مدينته وحيّه وقام بنقلة نوعية ثانية من حيث المكان والأدوات واشترى الاستديو الخاص فيه عام /1993/ بمعاونة قرض مالي من المصرف ومدخراته الخاصة وسّع عمله واشترى مونتورات خاصة ومكسرات بغية التخصص في العمل على كاميرا الفيديو.
عن هذه الحقبة تحدث: «بقيت أرفع من مستوى العمل لأن طموحي دائماً التطوير في عملي أصبح لدي عدة كاميرات وصرت أتحكم أكثر في الصورة من خلال تجهيزات أكثر تطورا بعد ذلك أصبح لابد من إدخال الكمبيوتر في العمل فاشتريت جهازاً لخدمة المهنة واشتريت عدداً من الكاميرات الفائقة التطور وأصبح لدي فريق عمل كامل يشرح عن مجموعته من الكاميراتهنا بالاستديو كل في اختصاص معين».
بعد أن تخمرت يداه وفكره بالتصوير والمخابر ركز “نعمان” على إقامة معارض لأعماله بالاشتراك مع عدد من الفنانين المصورين وحصل على شهادات تقدير عديدة من مختلف الفعاليات الرسمية وغير الرسمية. بالإضافة لذلك يهوى نعمان جمع آلات التصوير القديمة ولديه معرض صغير لهذه الآلات يحتوي على كاميرات عمرها أكثر من /100/ سنة. نعمان يقول إن «الصورة ليست انعكاسا فقط لما تراه العين، الصورة إحساس وإبداع وتواصل لا يستطيع المصور أن يكون مؤرخاً ما لم يكن مبدعاً بالفطرة».
أما عن أجمل صورة صورها نعمان فقد قال: «هي زهرة التوليب الحمراء التي آخذها معي أينما ذهبت وأبدأ فيها معارضي كلها وقد طبعتها كثيراً على البروشورات والاوتغرافات».
الفنانة العراقية “مهين الصرّاف” تحدثت في أحد المعارض التي نظمها الفنان عن رأيها بما يقدمه “عيدموني” من لقطات بالقول: «حرصت على المجيء إلى هذا المعرض لأن فكرته أثارت في نفسي الفضول، وعندما شاهدت المعرض ذهلت لهذه الفكرة لأني لأول مرة أشاهد هذه الكمية الكبيرة من الكاميرات التي تعود إلى سنوات مختلفة، وهذا يدل أن المصور “عيدموني” حريص على تعريف الناس بمقتنياته من الكاميرات الأثرية والصور القديمة.
الصور المعروضة جميلة جداً ساعدتني على التعرف على تاريخ “حمص” لأني بصراحة لم أعرفها إلا منذ سنوات قليلة. الصور المعروضة تعيد الناظر إليها إلى العشرات من السنوات الماضية، وأنا أشجع مثل هذه المبادرات لأنها توثق الحاضر وتحفظ التاريخ».
من الجدير ذكره أن نعمان عيدموني متزوج ولديه ثلاثة أولاد ويمارس مهنة التصوير منذ عام /1962/ وحتى هذه اللحظة.
* تم تحرير المادة بتاريخ 29/3/2008.