فنان من بلدي – المصور الفنان الفوتوغرافي فؤاد حتر
حوار وتصوير: إنعام القرشي :
لم تعد الصورة رفاهية في هذه الايام بقدر ما هي اساسية في الحفاظ على ذكريات العمر مع من نحب، تلتقطها عين فنان في لحظة الاحساس بها وعشقها، من هنا فان الصور الجميلة المختلفة، هي الأقوى فيما تحتضن لنا من زمان ومكان مضى ولن يعود، بل هي التي توثق التغيير الذي طرأ على كل ما دار ويدور في حياتنا وفي من حولنا عبر هذا العالم،
فؤاد حتر
في لقاء قصير مع الفنان والمصور الفوتوغرافي الأردني
“فؤاد حتر” نعيده الى محطات مسيرته “التصويرية” الطويلة ليطلعنا على اهم ما مر به، وكيف بدأت تلك الهواية تترسخ اكثر لتصبح اكثر نضجاً وحرفية، كيف حركت احاسيسه التي اشعلت وهج عينيه بالجمال..
السيد فؤاد: السؤل التقليدي متى بدأت الكاميرا تسحرك؟
الحقيقة كانت البداية منذ الطفولة ، كان عمري يومها اثني عشر عاماً، كنا نحب الذهاب انا واصدقائي في مدينة الزرقاء حيث كنت اقطن، الى سيل الزرقاء وكنا نصيد السمك، ونصور بعضنا البعض في الطبيعة المحيطة به، وكذلك بركة الزرقاء.
واظبنا على هذه الهواية الى ان انتهيت من دراسة الثانوية حيث انتقلت بعدها الى دولة الكويت، اتممت تعليمي وتخرجت من قسم المحاسبة وعملت هناك، كنت خلال هذه الفترة اقوم بالتصوير في الأماكن الداخلية المغلقة للأصدقاء، كنت تقريباً متخصصاً بتصوير “البورتريه” الوجوه ،
اذكر انني حضرت حفل زفاف صديق لي، دخلت وصورت العروس، صديقاتها، والمدعويين، الفتيات الجميلات، خرجت بعدها وجلست مع الضيوف، جاء وقتها والد العروس وطلب مني ان اصور الشباب والحضور من الذكور، قلت له: هذه الكاميره لا تصور الشباب،
نظر اليّ نظرة لا استطيع ان انساها وانسحب من دون ان يرد بكلمة واحدة..و كلما تذكرت هذه الحادثة اغرق بالضحك
س- لنتحدث عن المعارض، كم معرضاً اقمت؟
اشتركت بمعارض مشتركة مع زملاء آخرين في ثمانية عشر معرضاً كانت مواضيعها عن الطبيعة البرية الأردنية.
معرض آخر بعنوان “الوان نبطية” في عام 2011 في منتدى الرواد الكبار في عمان
س- هل لديك كتاب مطبوع خاص بالصور؟
الحقيقة ان كتابي جاهز للنشر متخصص في “الازهار البرية في الاردن” وان شاءالله سيكون قريباً في الأسواق.
س- لنتكلم الآن عن المعرض المقام حالياً وهو بعنوان
“البتراء مدينة الالوان” في المكتبة الوطنية والذي ما زال قائماً؟
الحقيقة انني كنت اصور الأماكن الاثرية في الأردن من الشمال للجنوب والوسط لكن البتراء لها طابع خاص، وفيها الشيء الكثير الكثير، وهي ليست الخزنة والدير والمدرج فقط، ابداً وكما تعلمين فهي من عجائب الدنيا لجمالها والوانها، كلما صورتها اشعر انني غير مكتف لأن قصتها اكثر من دخول السيق الى الخزنه، هي مدينة كاملة فيها غموض وسحر، وقد ذهبنا كثيرا كفريق مع “جمعية التصوير الاردنية ” وكذلك مع الاصدقاء لتصويرها ، كنت الاحظ من خلال تصويري لها ان هنالك مقاطع كثيرة جداً عبارة عن صخور بلوحة ملونة ، وكأنها لوحات تجريدية …
اقول لك شيئاً آخر ، ذهبت قديماً الى مختبر ولم يكون هنالك كاميرات “ديجيتل” ورأيت صوراً غاية غي الروعة، قيل لي ان هذه الصور اخذت في فصل الشتاء ، واكتشفت انها كلها الوان مختلطة بطريقة ساحرة وكثير من المقاطع يظهر فيها التشكيل جلياً..
س- من يقتني من صورك للبتراء ؟
الفنان محمد العامري، السيد خالد خريس في المتحف الوطني حيث عرض صورة لي ايضا في ايطاليا
صورتين في كتاب “70 عام من الفن الأردني”
س- لماذا “الصخور” هي التي سرقت عدستك؟
الحقيقة انني انطلقت اصور الصخور لجمالها ولما تنطق به اكثر بكثير من الكلام…
س- هل نتطرق الى ان جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية تخلوا جدرانها من صور للأماكن الأثرية الجميلة ؟
السياحة في بلدنا فقيرة بأهلها لتقاعسهم في الترويج لها ، والاهتمام في الصورة تأتي في آخر اولوياتهم، وكثيراً ما ترى في الأماكن الخاصة صوراً لمناطق من دول اجنبية تملأ كل الأماكن اين دور وزارة السياحة والقائمين عليها وبرنامجهم التوعوي في طرق التعامل مع الجمال من خلال الصورة…
نقلا عن موقع ذي مجاز