كيف نفهم الإضاءة في التصوير الضوئي؟!
العناصر الأربعة لجودة مصادر الإضاءة
إعداد: أحمد صلاح الدين طه – ديدالوم
إعداد: أحمد صلاح الدين طه – ديدالوم
لاحظت أن معظم من يتصدى لتعلم أو تعليم الإضاءة المستخدمة في أغراض التصوير الضوئي للصور الثابتة و المتحركة يركز بشكلِ مبالغ فيه على توزيع الإضاءة و كيفية استخدام الإضاءة المكتسب عملياً من خلال الخبرة. من وجهة نظري لا يعد ذلك الأسلوب الأمثل لتعلم هذا الفن؛ فالأولى أن يفهم الدارس سلوك الضوء: نفاذه، و انعكاسه، و امتصاصه، و حيوده، و تشتته، و تحلله، و غير ذلك من ظواهر طبيعية يتفاعل بها الضوء مع المرئيات. التفاعل الذي يؤدي لظهورها و تجسدها لعقولنا من خلال الصور.
لذلك سأحاول من خلال عدة دروس قادمة تناول ما يتعلق بسلوك الضوء لمحاولة فهمه.
الحلقة الأولى من حديثنا هذا ستكون عن العناصر الأربعة لجودة مصادر الإضاءة و سنقوم في الحلقات القادمة بشرح كل منها تفصيلياً و تأثيرها على عملنا في تصميم الإضاءة.
العناصر الأربعة لجودة مصادر الإضاءة:
لا تعني كلمة الجودة هنا صلاحية مصدر الإضاءة من عدمه و لكن تعني قياس الانبعاث الضوئي لكل مصدر و الذي يحدد كيف يمكننا توظيفه بصرياً.
تتعدد مصادر الإضاءة المستخدمة في التصوير، منها الطبيعي و الصناعي، منها المستمر مثل الشمس و مصابيح التانجستن، و منها المتردد مثل مصابيح الفلورسنت، و منها الومضي كأجهزة الضوء الخاطف(الفلاشات).
يمكننا من خلال عناصر أربعة الحكم على مصدر الإضاءة الذي نستخدمه. هذه العناصر هي:
1-اللون.
2-التباين.
3-الاتجاه.
4-الخصائص، أو الجودة.
أولاً، اللون:
يعد لون الضوء المنبعث من المصدر أو المصادر الضوئية أول ما يجب علينا التنبه له. فنحن نستخدم اللون عادة في تنشيط مشاعر المشاهد، و هناك شفرات واضحة تحدد استجابة الإنسان للألوان مثل ارتباط كل لون بموضوع طبيعي معين يثير إحساساً ما، جيد أو غير ذلك. يرتبط في أذهاننا اللون الأزرق و السماوي بالسماء و البحر و الاتساع و ضوء القمر، كما يرتبط الأحمر بالدم و البرتقالي و الأصفر بالنار و الغروب، و هكذا عندما نرى لونا ما تسترجع أذهاننا بشكل تلقائي ما ارتبط به من أشياء فتحفز في نفوسنا الشعور المرتبط بها.
من ناحية أخرى يعد الضوء المتوازن أو ما اصطلح على اعتباره ضوءاً أبيض هو الأكثر ألفة للعين، ما يجعلنا نسعى دائماً لإضاءة العناصر الرئيسية في أي صورة به.
أما الألوان الأخرى للضوء فتختلف في خصائصها الفيزيائية و استجابة العين لها فمثلاً الضوء الأزرق أكثر تشتتاً فنستخدمه عادة في تشكيل خلفية الصورة. كما أن الضوء البرتقالي أكثر قدرة على النفاذ و يفرض ظهوره بسخونته فيبرز في التكوين و لو لم يكن استخدامنا له بحرص و لو لم نتحكم في سطوعه و انتشاره في الكادر بانتباه يمكنه أن يصبح أكثر ظهوراً عن الموضوع الأصلي المضاء بضوء متوازن(أبيض).
النظام البصري للإنسان لديه قدرة فائقة على تعديل لون الإضاءة المحيطة للوصول إلى ترجمة أمينة-إلى حد بعيد- للمرئيات. أما الكاميرات بمختلف أنواعها فقدرتها على ذلك محدودة إذا ما قورنت بالعين البشرية. لا يعد ذلك عيباً بل على العكس معظم محترفي التصوير يستخدمون هذا النقص في قدرات الكاميرا لإنتاج مظهر بصري مميز.
نحسب اللون المنبعث من كل مصدر إضاءة بقياسه بدرجة الحرارة اللونية. عندما تكون كل مصادر الإضاءة المستخدمة من نوع واحد يسهل التحكم في الترجمة اللونية للضوء من خلال ضبط(توازن الأبيض)و هو خاصية متاحة في معظم الكاميرات الحديثة. أو باستخدام المرشحات الملونة على عدسة الكاميرا.
عندما تتعدد أنواع مصادر الإضاءة نستطيع بفهمنا لدرجة الحرارة اللونية لكل مصدر و التحكم فيها باستخدام مرشحات ملونة إنتاج صور مميزة. أما لو لم نكن على وعي تام بهذا الموضوع يمكن أن تكون النتائج كارثية.
ثانياً: التباين.
ثانياً: التباين.
عامة يزيد تباين مصدر الإضاءة كلما قل حجمه بالنسبة لحجم الموضوع المصور. يمكن معرفة تباين مصدر الإضاءة من خلال أثره على الصورة. في أي صورة توجد مناطق مضيئة و مناطق معتمة. مناطق الإعتام التام لا توجد بها تفاصيل، أما المضيئة فتنقسم إلى ثلاث مناطق:
The specular Highlights منطقة الإضاءة الإنعكاسية
تمثل هذه المنطقة صورة مصدر الإضاءة و تكون شديدة السطوع حتى إنها تظهر كثيراً كمناطق إنعكاسات غير مرغوب فيها، و نضطر كثيراً لاستخدام الماكياج لتخفيفها ظاهرياً، و إن كان من غير الممكن التخلص منها نهائياً.
رغم ذلك يمكن أن تكون هذه المنطقة مفيدة على سبيل المثال عند تصوير شخص ذي بشرة داكنة جدا لو جعلنا هذه المنطقة عريضة قدر الإمكان تصبح تفاصيل بشرته واضحة دون التأثير على مناطق الصورة الأخرى، و ذلك بزيادة حجم مصدر الإضاءة. لو لم نفعل ذلك لظهر الوجه كنقطة مضيئة دون ملامح.
أيضاً نعتمد عليها في الإضاءة الخاصة مثل إضاءة العين.
رغم ذلك يمكن أن تكون هذه المنطقة مفيدة على سبيل المثال عند تصوير شخص ذي بشرة داكنة جدا لو جعلنا هذه المنطقة عريضة قدر الإمكان تصبح تفاصيل بشرته واضحة دون التأثير على مناطق الصورة الأخرى، و ذلك بزيادة حجم مصدر الإضاءة. لو لم نفعل ذلك لظهر الوجه كنقطة مضيئة دون ملامح.
أيضاً نعتمد عليها في الإضاءة الخاصة مثل إضاءة العين.
The diffused highlights منطقة الإضاءة الناعمة
هي أكثر المناطق التي نعتمد عليها في التصوير.
The transition zone المنطقة الانتقالية
هي المنطقة بين الإضاءة الناعمة و الإعتام التام و التي يتحدد على أساسها التباين فكلما زادت هذه المنطقة اعتبر مصدر الإضاءة أقل تبايناً.ثالثاً: الاتجاه.
اتجاه مصدر الإضاءة من أكثر ما يؤثر في نفس المشاهد، و يحكم هذا الأثر مجموعة من الشفرات البصرية الراسخة في عقول البشر و المبنية على حقائق مثل:
1-هناك مصدر إضاءة واضح واحد: الشمس نهاراً و القمر ليلاً و هو ما يجعل العين لا تقبل بسهولة وجود أكثر من ظل.
2-تبقى الإضاءة طبيعية طالما جاءت من زاوية مرتفعة و في كل تحولاتها و تأثيرها على الملامح تبقى معتادة لأنها تمثل حركة الشمس على مدار اليوم.
3-عندما تأتي الإضاءة من زاوية منخفضة تثير في النفس إحساساً بالغموض أحيانا يكون غموضاً ساحراً و في أحيان أخرى يمثل الغموض المقبض المخيف.رابعاً: الخصائص و الجودة.
1-هناك مصدر إضاءة واضح واحد: الشمس نهاراً و القمر ليلاً و هو ما يجعل العين لا تقبل بسهولة وجود أكثر من ظل.
2-تبقى الإضاءة طبيعية طالما جاءت من زاوية مرتفعة و في كل تحولاتها و تأثيرها على الملامح تبقى معتادة لأنها تمثل حركة الشمس على مدار اليوم.
3-عندما تأتي الإضاءة من زاوية منخفضة تثير في النفس إحساساً بالغموض أحيانا يكون غموضاً ساحراً و في أحيان أخرى يمثل الغموض المقبض المخيف.رابعاً: الخصائص و الجودة.
و هذا العنصر تحدده أدوات التصوير من مصادر و أكسسوارات و يشير إلى كل ما سبق بالإضافة لقوة الخرج فهناك مثلاً مصادر إضاءة تانجستين 650 وات و 800 وات و ألف و ألفين و أكثر. هناك أيضاً مصادر إضاءة تستخدم عدسات لتركيز الضوء و أخرى مفتوحة الوجه و ثالثة تستخدم أدوات تشتيت الضوء أو ألوانه. هناك مصادر إضاءة خاصة بالمؤثرات و غير ذلك مما سنتناوله تفصيلاً في الأجزاء القادمة.