بعد تخطيط دام ثلاثة أشهر –
كتب – سيف الكعبي –
تمكن المصور العماني أيمن بن قاسم البلوشي من تصوير ظاهرة الشفق القطبي في جمهورية آيسلندا في قارة أوروبا، وتعتبر هذه الظاهرة من الظواهر النادرة التي تظهر في أوقات معينة من السنة وفي دول محددة، حيث تحدث ظاهرة الشفق القطبي (الارورا) في مناطق ودوّل قطبية مثل (آيسلندا وكندا والنرويج) وهي مناطق شديدة البرودة، ويظهر الشفق القطبي فيها بين شهر سبتمبر حتى منتصف شهر أبريل، ويظهر في أوقات نادرة بألوانه المختلفة الأخضر والبرتقالي والبنفسجي.
وأقتنى المصور أيمن البلوشي أول كاميرا رقمية في سنة 2005، وكان يعتمد على التصوير العشوائي وتوثيق اللحظات، وكانت بدايته الفعلية في التصوير الفني سنة 2012 حيث اقتنى كاميرا احترافية من نوع نيكون، ومن خلال القراءة والكتيبات والاطلاع تمكن من تعلم أساسيات استخدام الكاميرا بشكل صحيح، وبعدها تعرف على مصورين من داخل السلطنة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وحضر الكثير من المعارض والمحاضرات والورش في جمعية التصوير الضوئي التي بدورها طورت مستواه في التصوير الضوئي، واستمر البلوشي في التعلم والاحتكاك مع المصورين العمانيين والعالميين واكتسب الخبرة منهم من خلال الرحلات العملية التي شارك بها لتصوير المدن والطبيعة العمانية، وواصل التعلم من خلال مشاهدة الفيديوهات في اليوتيوب ليصل إلى مرحلة الأبداع في محور الطبيعة، واستمر البلوشي ووسع دائرة علاقاته بعدد أكبر من المصورين المحترفين من شتى بقاع العالم من خلال متابعة أخبارهم وأعمالهم ودروسهم على اليوتيوب مما أتاح له فرصة تعلم الكثير من أسرار التصوير ولأنه يؤمن بأن هذه الأمور مهمة جدا للتغذية البصرية للمصور كان يتابع أعمال المصورين المحترفين باستمرار ويناقشهم في موضوعات التصوير وكيفية استخدام الكاميرا بشكل صحيح ومناسب، وما زال يتعلم الكثير في فن التصوير الضوئي.
وبدأ المصور أيمن البلوشي في المشاركة في المعارض والمسابقات الدولية والمحلية، وكانت أهم إنجازاته الحصول على المركز الأول في محور اللحظة الحاسمة في المعرض السنوي الثاني والعشرون والتي تنظمها جمعية التصوير الضوئي بشكل سنوي، وتأهل أيضا في المرحلة النهائية في جائزة حمدان بن محـمد الدولية للتصوير الضوئي، ومستمر في المشاركة في المسابقات الدولية والمحلية لتحقيق المزيد من الإنجازات.
وحول تجربته في التصوير بالسفر وتصويره لظاهرة الشفق القطبي يقول البلوشي: التصوير في السفر مشوق جدا وفرصة كبيرة للمصور كونه وصل إلى مكان آخر في العالم يختلف تماما عن الطبيعة و التضاريس التي كانت تحيط به فعلى سبيل المثال أوروبا تزخر بمختلف البيئات والتضاريس والفصول وتعرف بجمال طبيعتها وسحر رونقها مما يتيح للمصور أن يقنص بعدسته صور ساحرة وعميقة ودقية مثل تصوير الشلالات والربوع الخضراء الجبال الشامخة، وكانت رحلة تصوير الشفق القطبي من أولوياتي في السفر.
حيث إنني سافرت إلى آيسلندا في شهر مارس لتصوير هذه الظاهرة حيث كانت الأجواء شديدة البرودة كون المنطقة قريبة من القطب الشمالي للكرة الأرضية وقبل زيارتي للمنطقة بحثت وقرأت كثيرًا عن الدولة، ووضعت خطة للرحلة في مدة ثلاث أشهر تمكنت من خلالها دراسة المنطقة والمكان والزمان المناسب لتصوير الظاهرة وحالة الطقس، وبفضل الله وتوفيقه تمكنت من تصوير ظاهرة الشفق القطبي وتصوير بعض المناظر الجملية في المنطقة.
والظاهرة هي عبارة عن عواصف مغناطيسية منبعثة من الشمس تسبح في الفضاء متجهة إلى الأرض بسرعات عالية جدا تصل إلى 8 ملايين كيلومتر في الساعة. تصل هذه العواصف إلى الأرض خلال 18 ساعة. ويحيط بالأرض غلاف مغناطيسي يحجب هذه العواصف المغناطيسية و يمنع دخولها للأرض، حيث تحدث تفاعلات خارج الغلاف الجوي في القطبين وتظهر إشعاعات مضيئة تبعث البهجة للناظرين و الشفق القطبي، وفي العادة تكون هذه الإشعاعات في الطبقة السفلية ذات لون أخضر وأزرق وتكون فالطبقة العلوية باللون البرتقالي والأحمر والبنفسجي.
ويطمح المصور أيمن البلوشي إلى الوصول إلى أعلى المستويات في التصوير الضوئي وأقامه أول معرض شخصي له، والمشاركة في المعارض والمسابقات المحلية والدولية بشكل أكبر بهدف صقل مهاراته التصويرية، ويهدف إلى تعلم كل ما هو مفيد في هذا المجال ويفيد زملائه بخبرته البسيطة، ويشكر صديق الضوء الأستاذ حسين البحراني على دعمه الدائم والمستمر له في مسيرته الفوتوغرافية ويشكر الجمعية العمانية للتصوير الضوئي على مساندة المصورين لتصوير مستواهم في مجال التصوير من خلال إقامة الورش والمحاضرات التي تنمي مهارات المصورين وأشكر جميع المصورين اللذين ساندوني في مسيرتي وتعلمت منهم الكثير.