عمّان ـ العمانية
تحتضن دارة الفنون بمؤسسة خالد شومان بعمّان معرض “ارتقاءات طولية” الذي أنجزته الفنانة التركية جانسو تشاكار بالتعاون مع عدد من المشاركين في حلقات عمل من نساء ولاجئات وطلبة، إضافة إلى معماريين وفنانين.
تقارب أعمال المعرض التي تتخذ الأشكال التقليديّة للتقنيّات المصغّرة خطّا فنيا لها، فكرة الخرائط وخطوطها التجريدية وفن الزخرفة والمنمنمات؛ إذ رسم المشاركون بإشراف الفنانة خرائط لقصص ووجهات نظر مختلفة، منها: خرائط ترسَم يوميّا في المدينة، وخرائط ترسَم لإيجاد المدينة التي يرغبون بالسّكن فيها، وخرائط محليّة ودوليّة، أو خرائط تم إقصاؤها بسبب قيود سياسيّة أو اجتماعيّة أو دينيّة أو اقتصاديّة.
وأوضحت جانسو التي درست التصميم الجرافيكي في جامعة موهلي (ناجي للفن والتصميم) وحصلت على البكالوريوس في الفنون الجميلة عام 2013، أن منطلق معرضها هذا هو التفكير في الكيفية التي يمكن أن تتفاعل بها الفنون مع المطالب اليوميّة الملحّة للناس، حيث يسائل المشروع ما إذا كان إنسان العصر الحالي قادرا على التفاعل مع الفنون التقليديّة بطريقة عصرية، وكيفية تقديم أشكال جديدة تنسلّ من رحم أشكال تقليدية قارّة ومعروفة.
توضح الفنانة التي تواصل دراساتها العليا في قسم الفنون التقليدية في جامعة دكوز أيلول بتركيا، أنها كانت دائمة التساؤل حول ماهية الحدود؛ كيف كانت وكيف ستكون، مَن صنعها ومن يستطيع تغييرها؟؛ مؤكدة في هذا المضمار: “كانت الحدود أنهارا وجبالا وبحورا، وكان لون الأرض قادرا على التغيّر كما يشتهي، وكانت الصخور تتحرّك متدحرجة”، مضيفة: “لكن ما هي الحدود التي يمكننا اعتبارها حدود الجبال أو الأنهار اليوم؟”، مشيرة إلى أن لا نهائيّة المساحة تفقد قيمتها ومعناها إذا تم تقسيم العالم بين خطوط ودوائر قاسية، حيث ينتفي بها دور الطبيعة، الأساسي والمهم، في تشكيل هذا العالم.
وتضيف الفنانة بكثير من الأمل: “ربّما كان العالم الذي تحطّ فيه الغربان على الحيتان حلما، لكن حتّى الآن، يمكننا فقط الحلم بعالم بلا حدود”.
يضم المعرض الذي يستمر حتى 6 مايو، أعمالا تتنوع بين تصوّر يختزل الخريطة في شكل وردة صغيرة أو وجه بشري حزين، أو سلحفاة تقف على سطح البحر، أو جمل يمشي في الصحراء، مع خرائط تمزج بين التشكيلات المعاصرة وتشكيلات قديمة تحاكي أولى الخرائط التي وضعها علماء جغرافيا قديما.