المصورة السعودية نجلاء عنقاوي: «عين» المرأة أكثر رومانسية
حاورها: عبدالحي يوسف – الرياض – ” وكالة أخبار المرأة ”
تنظر المصورة السعودية، نجلاء محمود عنقاوي، إلى التصوير الضوئي بأنه رسالة وتوثيق وخدمة تجاه وطنها، تنقل من خلاله الموروث الثقافي المحلي إلى العالم من خلال مشاركاتها في المسابقات والمعارض والمؤتمرات العالمية.
نجلاء عنقاوي التي حصلت أخيرا على لقب «فنان عالمي من المنظمة العالمية للتصوير الفوتوغرافي، ترى أن السعوديين أصبحوا يتعاطون مع مختلف أنواع الفنون الجميلة من دون محاذير كما كان في الماضي، وأرجعت ذلك إلى الانفتاح الثقافي والاجتماعي الذي يسود المملكة في السنوات الأخيرة.
بدايات
* العلاقة مع الكاميرا هل بدأت معك مبكرا؟
– نعم بدأت مبكراً منذ الصغر، كان والدي كثير التسفار، فكنت أحب أن أوثق معه ما أراه عن طريق الكاميرا من معالم طبيعية وحياتية.
كان المدخل لعالم التصوير هو الجانب الاجتماعي الشخصي، ليمتد بعد ذلك ويشمل، ليس فقط حياتي الشخصية، ولكن كل ما يحيط بنا من طبيعة وعمران، فاكتشفت في نفسي قدرات جيدة في هذا المجال، ما لبثت أن تطورت لاحقا بالممارسة المبنية على العلم والاحتراف.
* هل يمكن أن نلحظ -بالتدقيق- فروقات معينة للصورة الملتقطة بواسطة امرأة عن تلك الملتقطة بواسطة مصور رجل؟
– أعتقد أن هناك اختلافا في شاعرية الصورة ورومانسيتها، واختلاف الميول والآراء والتوجهات، والصورة في رأيي تبدأ في البداية في العقل والمشاعر، ومن ثم تتحرك اليد لالتقاط وتوثيق اللحظة أو المنظر، ومادام هناك فرق بين عقلية الرجل وعقلية المرأة وما يحرك كل منهما ويلفت انتباه كل منهما، فإنني أزعم أن الصورة التي يلتقطها الرجل تختلف عن تلك التي تصورها المرأة، كما يوجد أيضاً اختلاف ما بين الشخص والآخر بغض النظر عن الجنس.
اجتياح نسائي
* يرى الكثيرون أن ثمة اجتياح نسائي في السعودية لكل أنواع الإبداع، من رواية وشعر وقصة وتشكيل وتصوير.. فهل هناك إصرار لإثبات الذات من قبل مجموعات النساء الموهوبات في المملكة؟
– نعم، الإبداع موجود، وكذلك الموهبة والإصرار في النساء الموهوبات السعوديات منذ السابق، ولكن ظهر ما تقول إنه -اجتياح- بسبب الانفتاح المعرفي وشبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الفرص التي بدأت تجدها المرأة السعودية في الحياة العامة ومشاركتها في جميع المناشط بثقة في النفس وفي القدرات، فانفتحت المرأة على كل المجالات في إصرار لخدمة مجتمعها، وبمساندة أهلها.
* الطريق أمام السعوديات لاحتراف التصوير الضوئي محاط بالكثير من العقبات الاجتماعية.. كيف كانت «معركتك» لإثبات ذاتك كمصورة محترفة؟
– قبل سنوات معدودة كان المجتمع السعودي يتحفظ قليلا تجاه التصوير والمصورين، خاصة في المناطق البعيدة، حيث المجتمع غير مواكب نوعا بالتطور الذي يحدث في المدن الكبرى، ولكن خلال السنوات الأخيرة أصبح التصوير معروفا للجميع كفن محترم، يبحث عن التوثيق والإبداع، فبات هناك تفهم كامل له، وهذا يرجع أيضا للمعارض الكثيرة التي يقيمها المصورون في شتى أنحاء المملكة، حيث كان لها فضل التعريف بهذا الفن واستقطاب التأييد الاجتماعي له.
التعريف بالبيئة
* ما الدور الذي يمكن أن تقوم به فتاة سعودية محترفة للتصوير في التعريف بالتنوع البيئي الطبيعي والموروث الشعبي الثقافي الذي تذخر به المملكة؟
– تعريف العالم الخارجي (غربي أو شرقي) بذلك التنوع البيئي والتراثي المذهل الموجود في السعودية، ففي كل أرجاء المملكة هناك من التراث والطبيعة الجميلة، ما يستحق أن تنقل للعالم، وفي رأيي أن هذا هو واجب الفنان المحترف والواعي تجاه بلده، يجب أن يعرف العالم طبيعة الموروث الثقافي في المملكة، وكيف تكون وتطور هذا الموروث، وفائدة ذلك ليس للعالم الخارجي فحسب، وإنما حتى للأجيال السعودية القادمة التي يجب أن تعرف تاريخها من خلال الصور والتوثيق.
* استطعت أخيرا الفوز بلقب المصورة العالمية أو (فنان عالمي)، وذلك باعتراف دولي، هل كان ثمة دعم داخلي لتصلي لهذا اللقب؟
– مشاركاتي هي التي أوصلتني للعالمية في المسابقات العالمية، وحصولي على عدد كبير من القبول فيها، ففي آخر رحلة لي لحضور المؤتمر (البينالي) «لمنظمة الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي» FIAP في سنغافورة أغسطس 2012 شجعني كل من د. عيسى عنقاوي والشيخة حنان حسن علي آل خليفة من دولة البحرين على تقديم استمارة طلب لقب «فنان عالمي». ومن هنا أدين بالفضل لممثل الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي د. عيسى عنقاوي، الذي قام بفحص أعمالي وتدقيق استيفائها الشروط المطلوبة، وإرسالها للجنة الاتحاد الدولي، التي تم قبولها وحصولي على دبلوم ونوط لقب «فنان عالمي».
تقنيات حديثة
* انتشار كاميرات «الجوال» وما صاحبه من فورة في التصوير بكل مستوياته، هل ترينه شيئا حميدا من ناحية إشاعته لفن التصوير والتوثيق، بغض النظر عن مستوى الصورة الملتقطة؟
– ساعد الهاتف الجوال في التوثيق فقط لا غير، أما جانب الاحترافية فيه، فهذا يختلف بحسب الشخص ملتقط الصورة، ولو أن المحترفين يحرصون على كاميرات معينة تعينهم على الالتقاط بدقة ووضوح، أما من ناحية كونه أشاع فن التصوير كفن، فلا أعتقد ذلك، وليست هناك دلائل على كونه ساعد في نشر فن التصوير المحترف.
* في رأيك كيف يتعاطى المجتمع الثقافي ومجموعات المثقفين السعوديين مع فن التصوير؟ هل ترين أنه مقدر عندهم؟
– بفعل الانفتاح الاجتماعي والثقافي، نلاحظ أن التفهم أصبح كبيرا تجاه الصور والمصورين والمصورات، والنخبة المثقفة السعودية هي أول من آزرتهم، وهذا طبيعي بحكم ثقافتهم التي تجعلهم يتعاطون مع مختلف أنواع الفنون الجميلة.
معرض (سحر الضوء ) المصورة العالمية نجلاء عنقاوي