حمل الفوتوجرافي هادي الشيبة آل قريشة، على عاتقه مهمة توثيق مواقع المنطقة والحياة فيها «ضوئيا»، وإبرازها بشكل جمالي، كي يتعرف عليها الآخرون في بقية مناطق المملكة، بل والعالم.
هذه المهمة دفعت آل قريشة للتفكير في تأسيس رابطة فوتوجرافية قبل أكثر من عام، حملت فيما بعد اسم «إيحاء الضوء».
يقول آل قريشة في حديث لـ«الشرق»: إن في المنطقة عديداً من المواد البصرية الجميلة التي تستحق التصوير، ولكن لم تجد من يهتم بها، مضيفاً أن تأسيس هذه الرابطة تم بمجهود فردي من قبلي شخصياً، بعد ملاحظتي الإهمال الواضح في مجال التصوير الفوتوجرافي الاحترافي في منطقة نجران، لذا أتيت بفكرة إنشائها، وتعليم أعضاء الرابطة ما تعلمته في الولايات المتحدة الأمريكية من فنون تصويرية، لنحاول سوياً توثيق وتثبيت اللحظات والجماليات في نجران للأبد. ويتابع أن من أهداف تأسيس الرابطة أيضاً هو توفير جهة تكون مظلة لمصوري المنطقة لتعلم فنون التصوير باحترافية، ولتوجيههم ودعمهم معنوياً، ومادياً إن وجد الداعمين، وإرشادهم للطرق السليمة للوصول للاحترافية، ومحاولة استغلال طاقاتهم لصالح المنطقة، وملء وقت فراغ الشباب بشيء يعود على المنطقة بالنفع كوسيلة دعائية وإعلامية كبيرة، كذلك لتكون هي طريقهم للعالمية ولتجاوز حدود المنطقة نحو أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، عبر المشاركة باسم الرابطة في المسابقات الدولية، ونشر ثقافة نجران بشكل بصري من خلال الإنترنت.
وتستهدف الرابطة الفئة العمرية من سن 13 حتى 40 سنة، إلا أن مؤسسها يقول إنه يفضل التركيز على صغار السن «فهم من سيطور هذا المجال، وسيقدمه بطريقة جميلة ورائعة في المستقبل، وسيكملون الطريق الذي بدأته». ويوضح آل قريشة أن المجال مفتوح لجميع المصورين والمصورات المقيمين في نجران وخارجها، للانضمام إلى الرابطة، «ولكني حالياً، وكفكرة وليدة أود بناء الأساس من أبناء المنطقة، ومن ثم أتوجه لفتح المجال ليصبح على مستوى المملكة، ومن ثم للعالم العربي، وبعد ذلك للعالمية».
وعن أهم إنجازات الرابطة، يقول هو المساهمة في إنشاء لوحة الفنان هادي آل صليع، المكونة من 3000 صورة لمنطقة نجران، بعد أن قام أعضاء بعمل جولة لمدة يومين في محافظات المنطقة وتصويرها وإعطائه عدداً كبيراً من الصور لتضمينها في اللوحة، إضافة إلى مشروع «نجران بعيون أبنائها»، وهو مشروع بانورمي كان عبارة عن مشاركة 12 مصوراً بسبعين صورة بانورامية لمنطقة نجران بضواحيها، وذلك كنوع تعريفي بنجران للعالم، وكذلك مشروع «رسم ابتسامة يتيم»، وهو عمل تطوعي لصالح جمعية الأيتام في المنطقة، تقوم فكرته على تصويرهم وطباعة صورهم ووضعها في إطار، وتقديمها لهم كهدية، كما قامت الرابطة بعمل تطوعي لصالح جمعية الأمير مشعل بن عبدالله لذوي الاحتياجات الخاصة (شمعة أمل)، وشارك فيه 14 عضواً.
ولم يخل تأسيس الرابطة من عوائق وصعوبات، كان من أبرزها الجهل والثقافة الخاطئة المنتشرة بين الشباب، بحسب آل قريشة، الذي يقول: مع الأسف، لدينا في مجتمع نجران عامل الانتقاد غير البناء، أو بمعنى آخر الهجومي بسبب أو دون سبب، مشيراً إلى أنه واجه عديداً من الانتقادات عبر الرسائل الخاصة في المنتديات، وفي صفحات التواصل الاجتماعي، وعبر البريد الإلكتروني أثناء محاولته البحث عن مصورين، بالإعلان عن رغبته بضم مصورين تحت مظلة هذه الرابطة، لافتاً إلى أن هناك من هاجمه دون أي سبب، وهناك من انتقده بأسلوب السخرية من الفن الفوتوجرافي، وآخر نظر للمسألة من الجانب القبلي، وغيرهم أتوني محملين بجرعات فلسفة استقوها من كتب كبيرة على عقولهم ليقذفوني بكلمات هم أنفسهم يجهلونها ولا يعون معانيها وأبعادها، إلا أن ذلك لم يمنعني من السير في طريق تأسيس الرابطة، «لإيماني ولقناعتي ولثقتي بما أنا مقدم عليه، ولعلمي بفوائد هذه الرابطة، ومدى عطائها للمنطقة مستقبلاً».