يانيس بيهراكيس/ مصور: عندما رأيت هذه الصورة العام الماضي لهذا الرجل الذي يحمل ابنته في المطر اعتقدت أنه الرجل الخارق. لديه هذا الكيس البلاستيكي الذي يغطي ظهره كما يقوم بتقبيل ابنته، هو سوري، وبالنسبة لي فإن الشعور هو شعور أي والد يحمي طفله تحت المطر .. كان يوما خيالياً عند الحدود مع مقدونيا.
المذيعة: سنعرض صورة ثانية يظهر فيها قارب المهاجرين.. هذه الصورة تعرض مدى صغر قوارب هؤلاء الأشخاص عند مقارنتها بقوة الطبيعة.
يانيس بيهراكيس/ مصور: صحيح، هذا كان في أغسطس الماضي بجزيرة كوس، كانت العديد من القوارب تأتي وكان صباحا جميلاً، لم يكن الجو قاسياً ولم تكن هناك رياح، لكن محرك هذا القارب الصغير تضرر، لذا فإن المياه كانت تجرفه بعيدا، اتصلت بخفر السواحل وقالوا إنهم سيأتون قريباً لأنهم كانوا يساعدون أناساً آخرين، أخرجت عدستي والتقطت الصورة حيث تظهر الشمس. الصورة تعكس التراجيديا لكنه تعكس أيضا جمال ذلك اليوم.. الخبر السار هو أن خفر السواحل وصلوا وساعدوا هؤلاء الناس على إعادة تشغيل المحرك.. بعدها بخمس عشرة دقيقة وصل المركب إلى الشاطئ وكان ركابه سعداء ويقفزون فرحا ً .. كان يوماً جميلاً.
هذه الصورة تظهر الواقع، تظهر جمال الطبيعة .. هذا الأب كان يعاني لأن الساحل كان صخرياً وكان هناك خطر أن يصيب أحد نفسه، لذا فأن الأب تشبث بأبنائه رغم أنه كان يسقط، لم يفلت يديه لحماية نفسه وإنما بقي ممسكا بأبنائه، وهذه إشارة أخرى على مدى إرادة الناس بحماية عائلاتهم وهم يقومون بهذه الرحلات إلى أمال ومستقبل جديدين.