عندما اهدتها أسرتها الاميركية من أصل ايطالى آلة تصوير في ذكري ميلادها الثالثة عشرة، كانت لينزي أداريو تعتقد أن التصوير لا يمارسه إلا الأطفال الأغنياء المعتوهون الذين لديهم الوقت الكافي .
غير أن أداريو لم تكن تعلم أن المشيئة الإلهية ستأخذها إلى افغانستان قبل احداث 11 سبتمبر التى قلبت الدنيا رأسا على عقب ثم من منطقة حرب إلى اخرى لتصبح واحدة من افضل محترفات تصوير الحروب في العالم قاطبة.
وفي كتابها بعنوان “هذا ما أفعله” تسرد أداريو (42 عاما) التى تعمل على تغطية الحروب منذ خمس سنوات الظروف التى دفعتها لممارسة واحدة من اخطر المهن في العالم.
وعلى الرغم من مواجهتها للموت عدة مرات وهي توثق للحروب في مناطق تمتد من العراق إلى الكونغو ،إلا أنها تعتقد أن لا أحد قد يقرأ كتابها وتقول،”داهمني احساس عميق بعدم الراحة. ذهب تفكيرى الى أن لا أحد سيهتم بقصة حياتي.”
غير أن المخرج السينمائي ستيفن سبيلبرغ أبدى اهتماما خاصا بالقصة وهو على وشك سردها في فيلم سينمائي ستجسد فيه الممثلة جنيفر لورانس دور أداريو.
وسيركز الفيلم على اختطاف أداريو في ليبيا في شهر مارس 2011 مع اربعة من صحافيي “النيويورك تايمز” على يد جنود العقيد القذافي عندما انتفضت معظم اجزاء البلاد ضده.
وتم إخلاء سبيل أداريو بعد خمسة أيام ذاقت فيها الامرين من ضرب مبرح وتهديد بالقتل وتحرش، بينما تم قتل سائقها محمد رميا بالرصاص على قارعة الطريق.
وكانت عملية قتل محمد ومعه اصدقاؤها وزميلاها المصوران تيم هيزرينغتون وكريس هوندوروس في مصراته معقل القذافي في الشهر التالي هو ما دفع أداريو الى تأليف الكتاب.
وأصبحت أداريو الحائزة على جائزة بوليتزر في عام 2009 مصورة حرب بالصدفة.
فقد بدأ كل شيء عندما أوفدت لأفغانستان في عام 2000 لتصوير حياة النساء في ظل حكم طالبان. وفي العام التالي، اصبحت الدولة التى كان معظم الاميركيين موقعها على الخارطة مصدر اهتمام اميركي كبير عندما انطلقت العملية الكبرى لاصطياد اسامة بن لادن.
وبعد تغطية الحرب في افغانستان،شرعت أداريو في تصوير المعارك العراقية وتمكنت خلالها من الالتقاء بشقيقات زعيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي ، كما سنحت لها الفرص بزيارة العراقيين في بيوتهم حيث اجرت مقابلات مع الرجال والنساء.
وخلصت أداريو إلى القول،”عندما اقوم بتصوير أزمة إنسانية أو انتهاكات لحقوق الانسان أو الحرب فإنني أهدف إلى ان يشاهد الناس الذين يعيشون هناك بعيدا في راحة ودعة في بيوتهم ما يحدث حولهم.”