جرافيتى محمد محمود شاهد على الحدث
تاريخياً، يبدو أن الشارع يستمد قوته من اسم صاحبه محمد محمود باشا المعروف باسم الرجل الحديدي, الذي شكل الوزارة أربع مرات في العهد الملكي, وشغل فيها منصب وزير الداخلية, وكان معروفاً باستخدام القوة.
حاول الجميع التوثيق لأحداث 25 يناير وكل ما اتصل بها من أحداث، ويعتبر شارع محمد محمود من أهم الشوارع التى حظت بنصيب كبير من جميع وسائل التوثيق ويأتى فى مقدمتها فن الجراقيتى أو الجداريات.
وجداريات محمد محمود هي جداريات (جرافيتي) ظهرت عقب اندلاع أحداث محمد محمود (التي اندلعت في الفترة من 19 إلى 24 نوفمبر 2011) في أماكن متنوعة في المنطقة التي شهدت تلك الاحتجاجات ومنها أسوار الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجدران بعض العمارات وأسوار المدارس الملاصقة لها، كما ظهرت جداريات على الحاجز الخرساني الذي وضعته السلطات الأمنية المصرية في شارع محمد محمود لمنع تقدم الثوار إلى وزارة الداخلية.
«مفيش جدران»
كانت مبادرة بعنوان «مفيش جدران» قد أطلقت في منتصف مارس 2012، رسم خلالها الفنانون لوحات جدارية على كتل الخرسانة التي سدت بها السلطات شوارع رئيسية قريبة من وزارة الداخلية ومقر البرلمان، وتحت هذا الشعار رُسمت على الكتل الخرسانية لوحة توحي للناظر إليها أن الشارع لا يزال مفتوحًا وفي وسطها مشهد لقوات الأمن تعتدي على المحتجين.
تضمنت تلك الجداريات العديد من شعارات الثورة المصرية وأهم رموزها سواء كانوا من أبطالها مثل «سامبو» و«مينا دانيال» و«أحمد حرارة» و«الشيخ عماد عفت»، أو ممن اعتبرهم الفنان من أعدائها مثل المشير طنطاوي والملازم محمود الشناوي الشهير بـقناص العيون، وقد أضيفت لاحقًا إلى صور شهداء الثورة ومصابيها وضحاياها في أحداثها المتوالية، صور لوجوه جديدة من شباب ألتراس النادي الأهلي الذين شكلوا معظم ضحايا أحداث استاد بورسعيد، كما ضمت الجدران شعارات تطالب بتسليم السلطة للمدنيين وإسقاط حكم العسكر.
صورت بعض الجداريات المصادمات مع الأقباط أمام مبنى التلفزيون في ماسبيرو في أكتوبر 2011، ومصادمات شارع محمد محمود في نوفمبر 2011، والمواجهات التي دارت بالقرب من مجلس الوزراء في ديسمبر 2011.
ومن تلك الجداريات أيضاً جدارية سجلها فنانو الجرافيتي على سور الجامعة الأمريكية، وتمثل صعود الشهداء إلى الجنة مستلهمين فيها أساليب الرسم المصري القديم والأوضاع التي تتخذها الشخوص في اللوحات المسجلة على جدران المعابد الجنائزية.
حرص المترددون علي الشارع علي التقاط الصور التذكارية بجوار هذه الجداريات، ورغم أن الجامعة الأمريكية أعلنت في مارس 2012 عن مبادرة لحفظ جداريات محمد محمود عن طريق نسخها بالحجم الطبيعي لعرضها في حرم الجامعة بميدان التحرير، إلا أن محافظة القاهرة قامت بإزالة هذه الجداريات عدة مرات، كما حدث في 21 مايو و18 سبتمبر 2012 على سبيل المثال (قيل إن عناصر من الأمن المركزي وعمالًا تابعين لإدارة الجامعة الأمريكية شاركوا في ذلك أيضًا) غير أن الفنانين كانوا يعيدون رسمها بعد طمسها أو تشويهها، كما حرصوا على توثيق ما رسموه فوتوغرافيًا.
جدير بالذكر أن بعض المصورين الفوتوغرافيين اهتموا بتصوير الجداريات التي ظهرت منذ اندلاع ثورة يناير في مصر وبذلك تم توثيق بعضها وأصبحت مادة بحثية ونشر عنها مؤلفات، منها على سبيل المثال الكتاب التوثيقي «أرض أرض.. حكاية ثورة الجرافيتي» للقصاص والمصور الفوتوغرافي شريف عبدالمجيد.