يمكن وصف فن التصوير الضوئي من قبل البعض، بأنه من الفنون السهلة التي لا تتطلب مجهوداً كبيراً أو موهبة، ولكن لا بد من توافر شروط معينة لإنتاج صورة فوتوغرافية جيدة.
فالفوتوغرافيا تتطلب موهبة وحساسية عالية وقدرة على الإلتقاط وصيد فريسة المصور التي تتكون من المكان والزمان والكيفية، فهو فن الرسم بالضوء، حيث يتكون أصل تسمية التصوير الفوتوغرافي إلى الكلمة اليونانية photograph التي تنقسم إلى كلمتين هما: Photo التي تعني الضوء، وGraph التي تعني الرسم أو الكتابة. الفنان القطري خليفة العبيدلي له باع طويلة مع هذا الفن، وإضافة إلى كونه إدارياً مخضرماً يعتمد عليه في عديد من المجالات، وفناناً تشكيلياً، وفيزيائياً درس العلوم، إلا أنه يتميز بحس مرهف يغذيه التصاقه بالأرض والشارع والناس، يحب التاريخ والثقافة المحلية، ويوثق كل هذه الأمور في شكل فني.
العبيدلي الذي اختير أخيراً لترؤس إدارة قسم هواة التصوير في إطار عملية تقوم بها وزارة الشباب القطرية لترتيب المراكز الشبابية، يمتلك قدرة عالية على اتمام العديد من المشاريع الفنية المتنوعة في مجالاتها ورسالاتها في وقت واحد. وهو فنان متعدد يوازن بين مسيرته المهنية وشغفه الفني.
خدمه التصوير خدمة كبيرة من ناحية توثيق ما يراه ويعايشه من تغييرات متلاحقة وسريعة حدثت وتحدث في الدوحة، وبدأ يعبّر عما بداخله وما أراد توصيله من خلال التصوير. حيث قدم أكثر من مشروع، بينها «الموسوم» الذي يظهر مجموعة من العاملين طبعت على وجناتهم «الباركود» أو علامة البيع وقد لاقى صدى كبيراً في قطر وخارجها.
بدايات
بدأت مسيرة العبيدلي بتخصصه في مجال العلوم وتحديداً علوم البحار بجامعة قطر، وبعد تخرجه عمل بالقسم البحري بمتحف قطر الوطني لمدة أربع سنوات من 1994 حتى 1998، وعندما شكل المجلس الوطني للثقافة والفنون اختير للعمل في مشروع متحف الفن الإسلامي، وتحديداً في قسم التصوير وكل ما يتعلق بالمقتنيات والجر. وأقام للمتحف استوديو للتصوير الفوتوغرافي والفيديو لتوثيق المقتنيات الخاصة المختلفة، بعد ذلك ظهرت فكرة متحف التصوير الفوتوغرافي – الذي لم يرَ النور بعد – حيث تم تكليفه بمهمة إنشاء المتحف وتجميع مجموعته الفوتوغرافية، وصيانتها والتنسيق مع مصممي المقتنيات، كما عمل كمساعد شخصي لوزير الثقافة في مكتب المتابعة، وشارك في تأسيس متحف التاريخ الطبيعي – الذي لا يزال العمل جارياً فيه لكنه لم يفتتح بعد.
الأبواب القديمة
أما مشروع الأبواب القديمة فهو أحدث المشاريع التي يعمل عليها حالياً وعنه يقول: «يسير المشروع على نار هادئة وهذا طبعي حيث أحب أن تأخذ المواضيع التي أعمل عليها حقها من البحث والتطوير حتى تصل إلى مرحلة الإنتاج أو التنفيذ، واستلهم في هذا المشروع الأبواب القديمة الحديدية (المصنوعة من الحديد) التي انتشرت في سبعينات القرن الماضي، وتشكل النقوش الاسلامية، وأيضاً النقوش التي تحاكي الثقافات التي تأثرت بها المنطقة، مثل الثقافة الهندية والفارسية، تلك الأبواب التي تحمل ثقافة الحدادين أو مصنعيها الذين يأتون بالتصميم من فطرتهم وخيالهم البحت، وسوف أعرض تلك الأعمال بصورة تجريدية بحتة مع بعض العناصر التي تربطها بالماضي وغالباً هي عناصر روحية».
وعن علاقته بالتصوير الضوئي الذي يعد شغفه الأول يوضح العبيدلي: «تشهد الفترة الحالية زخماً كبيراً في مجال التصوير ساعد عليه كثرة المسابقات المقامة خلال السنة من الجهات المختلفة، سواء الحي الثقافي (كتارا) وأنشتطه المتنوعة من خلال مسابقات تراثية تقليدية مثل مهرجان المحامل، ومهرجان حلال قطر، ودرب الساعي، إضافة إلى مسابقات إدارة المرور والمسابقات الرياضية سواء في كرة اليد أو تلك المقامة من قبل الإتحادات الرياضية الأخرى طوال العام، ما يشجع المصورين على الانخراط والاشتراك بهذه المسابقات».
ويستطرد : «لو عدنا بالذاكرة قليلاً سنجد أنه رغم التطور في مجال الديجيتال والتقنيات الحديثة، هناك أسماء مصورين لا يزالون محافظين على مجالهم في عالم التصوير، فالصورة هي رؤية وفلسفة تعبر عن الشخص خلف الصورة، وعلى رغم كثرة الجوالات ذات الكاميرات عالية الجودة، فإن قلة فقط هم من نعتبرهم فنانين فوتوغرافيين، حيث أن لدينا على سبيل المثال محمد المناعي، عبدالرحم عبيدان، بدر العبيدلي، عبدالحليم البدر، وخالد فكري وكلهم مصورون لهم بصمتهم».
وأشار إلى أنه ليست هناك جهة تدعم الفنان المبتدئ ليبدع وينتج والذي لا يتحصل على الأدوات لتقديم فنونه بسهولة، ولا وجود لورش عمل تدريبية متخصصة والتي إن وجدت تكون أسعارها مبالغاً فيها وتفوق قدرة الشخص الذي لا يزال في بداية طريقه. لذا لا بد من وجود دعم وإقامة برامج من قبل الجهات المتخصصة في الفنون في قطر، مؤكداً أن الفنان القطري لا يزال يشعر بأنه مظلوم لحساب فناني الخارج.