التقطت في أرياف مصر
بالصور.. لقطة عمرها أكثر من 100 عام أعاد المصريون استخدامها للسخرية من واقعهم السياسي
محمود الدسوقي
أخبار متعلقة
يؤكد المؤرخون لعالم الصورة في مصر والعالم، أن أول صورة، ويطلق عليها “منظر من الشباك” تم التقاطها في فرنسا عام 1826م، واستغرق التقاطها عدة أيام، وليس 7 ساعات، بسبب طقس أوروبا الخالية من الشمس، كما دلت الدراسات العلمية الحديثة.
كان على الصورة، التي تم التقاطها منذ أكثر من 100 سنة في عام 1887م لثلاثة من رجال الريف في مصر، أن تعيش في ذاكرة المصريين لتخرج على صفحات التواصل الاجتماعي، وهي تضم مجموعة أشخاص في أحد الاستديوهات بهيئة الصورة لمدخني الأرياف أنفسهم، ولكن بصورة مغايرة وفي زمن مغاير أيضًا.
بينما قام الشباب المصري بوضع عدة وجوه على هذه الصورة، منهم شخصيات سياسية وشخصيات عامة.
يؤكد الباحث فرنسيس أمين لـ”بوابة الأهرام” أن مصر عرفت التصوير الفوتوغرافي بعد شهور من اختراع الكاميرا، لافتًا إلى أن مصر بشمسها ودفئها، ساهمت في توثيق الفوتوغرافيا التي تعني الرسم بالضوء، مضيفًا أن العادة القديمة أن المصريين كانوا ينظرون لصورة الشخص الذي يمسك سيجارة أو “نرجلية” بأنه من علية القوم، لافتًا إلى أن من ساهم في تأسيس هذه الفكرة هي العائلة المالكة المصرية ذاتها.
وأوضح أن تاريخ الصور المصرية يعج بعدة صور لأفراد من الأسرة الحاكمة من الأمراء والأميرات، وهم يمسكون الشيشة أوالسجائر، التي كان يحتكر صناعتها الخديو عباس حلمي الثاني في العالم أجمع، مشيرًا إلى أنه في عام 1839 زار المصور الفرنسي نيسي فور نيبسيه، وأول من التقط صورة فوتوغرافية في العالم مصر مع مجموعة من اصدقائه الفرنسيين مصر وقام بزيارة محمد علي باشا.
وقامت البعثة بالتقاط صورة لقصر محمد علي باشا، وهو قصر كان يضم الحرملك، وهي الصورة التي شاهدها محمد علي باشا وجعلته ينطق بمقولة “هذا رجس من عمل الشيطان”، مشيرًا إلى أن محمد علي باشا أصر على اصطحاب الكاميرا داخل قصره في الحرملك، وأراد التقاط بعض الصور بنفسه، ولكنه لم ينجح، وتحكي الأسطورة أنه قلب المعادلة الكيميائية بين المظهر والمثبت، واضطر أن يدخل أحد أعضاء البعثة داخل الحرملك ليعشق الفرنسي جارية، قامت بإلقاء منديل أحمر على وجهه، ليقوم محمد علي بإهدائها له.
كانت مصر من أولى دول العالم التي أصدرت قرارا بأن يتعلم الضباط في الجيش المصري قواعد التصوير، وهذا مايؤكد الدور الرهيب الذي لعبته مصر في فن الفوتوغرافيا، وسار على نهج محمد علي كل خلفائه في عشقهم، فصارت مدينتا القاهرة والإسكندرية تستقبلان عشرات المصورين الأجانب الذين افتتحوا استديوهاتهم، لافتا إلى أن أول استديو في مصر تم افتتاحه عام 1852م بمنطقة الأزبكية، وتم تسجيله باسم “ديز ديري”، الذي يعني”المرغوب” في اللغة اللاتينية.