6 عادات سيئة في الأعراس
الأعراس وحفلات الزفاف هي مناسبات يجتمع فيها الكثير من الناس يفرحون ويمرحون، لكن في كثير من الحالات تطغى على هذه المناسبات الجميلة عادات سيئة أصبحت مع مرور الوقت جزءًا من العادات والتقاليد. المشكلة في الأمر، أن البشرية تتطوّر لكننا ما زلنا عالقين تحت أنقاض الرجعية.
في هذه التدوينة سأتطرّق لمجموعة من العادات السيئة التي نراها كثيرًا في حفلات الزواج.
1. إطلاق النار
بات حمل السلاح في دول ومناطق كثيرة في العالم العربي “موضة” رائجة. من أهم الأسباب التي تجعل الشباب يلجئون لحمل السلاح:
- الافتقار إلى ثقافة الحوار والتفاهم. هناك فئة كبيرة لا تستخدم لسانها إلا وقت الأكل أما الدماغ فهو معطّل بشكل دائم. هذه الفئة تلجأ لحيازة السلاح لأن السلاح هو “مصدر قوة” وبتهديد السلاح يمكن للشخص أن يحصل على مبتغاه.
- الرجولة. عندما يبدأ الشاب يمر في مرحلة المراهقة يبدأ يهتم بملابسه، يمسح شعره بالكريمات، يشتري سيارة ويركّب فيها مكبرات صوت، يشتري بعض اسطوانات الموسيقى ولا تكتمل “الرجولة” إلا مع حمل السلاح.
- انعدام الثقة بالنفس. بعض الشباب لا يحصلون على التربية الصحيحة في صغرهم ما يجعلهم عند كبرهم يعانون من ضعف في الثقة بالنفس فيشعرون أنهم فئة مهمّشة عديمة التأثير في المجتمع. في هذه الحالة سيكون السلاح بالنسبة لهم مصدر لجذب الانتباه ومجرد نظر الناس إليهم حين يحملون السلاح سوف يعطيهم شعور بالأهمية ويملأ لديهم هذا الفراغ المتسبّب في ضعف الثقة بالنفس.
وبطبيعة الحال، حفلات الزواج تستقطب الكثير من الناس وبالنسبة لبعض الشباب هذه هي “البيئة المثالية” لعرض العضلات المتمثّل في إطلاق النار.
2. التبذير
كلنا نعلم كم هي مرتفعة تكاليف الزواج وبالرغم من ذلك هناك فئة كبيرة من الناس لا تكترث لموضوع التكاليف فنجد كل أنواع البذخ الفاحش والذي يهدف للتباهي لا غير. قد يقول قائل “ما لك دخل هذه فلوسه وهو حر فيها” لكن المشكلة أنّ هذه المبالغ التي تُصرف على الألعاب النارية (التي لا لزوم لها) وعلى أصناف الطعام الكثيرة (يكفي صنف طعام واحد، الناس لن تموت من الجوع) هي مبالغ من الأحق أن يأخذها النجّار مثلًا والذي أنهى تأثيث البيت منذ فترة لكنه حتى الآن لم يأخذ حقه.
من غير المنطقي أن يأكل الحضور أشهى أنواع اللحوم على صوت سماع الموسيقى ومشاهدة المفرقعات النارية وذلك على حساب النجّار المسكين وغيره ممّن لا زالوا ينتظرون حقوقهم من صاحب العرس!
هي ليلة فرح واحدة، بضع ساعات وتنتهي فلماذا هذه “الفخفخة” وهذا الفخر الزائف بدون حق؟
كرم أم تبذير؟
3. “النقوط”
“النقوط” هو عادة موجودة لدى كثير من الناس بحيث يتم تقديم مبلغ من المال للعريس أو العروس أثناء حفل الزواج.
المشكلة في الأمر أنّ هذا النقوط والذي يهدف لمساعدة العريس هو في الواقع عبارة عن قرض ويتوجّب اجتماعيًا على العريس أو والده رد هذا المبلغ لصاحبه في مناسبة مماثلة والسؤال الذي يطرح نفسه “لماذا تعطيني قرض لم أطلبه منك أصلًا؟!” عندما أريد أن أقترض سأذهب إلى البنك! من الأسهل تسديد الدين لبنك 1 بدلًا من “500″ بنك!
بنظري هذه عادة سيئة جدًا والأدهى في الأمر أن بعض الأشخاص لديهم دفتر خاص يدونون به اسم العريس ومبلغ النقوط في كل حفل زواج يشاركون فيه! هذا تصرّف رجعي ومن الأولى أن يعتمد الرجل على عقله ومنطقه السليم بدلًا من الجري وراء العادات والتقاليد البائتة.
النقوط يجب أن يكون مساعدة أو منحة مالية غير إجبارية لا يترتّب عليها أي واجبات مثل إرجاع المبلغ.
منحة مالية أم قرض يتوجب إرجاعه؟
4. إغلاق الشوارع
حفلات الزواج لحظات جميلة لكن هذا لا يعني أنّ العريس وعائلته من حقهم الحصول على امتيازات خاصة في ليلة الزفاف والتعدي على الأملاك العامة وإغلاق الشوارع. هناك قاعات أفراح مخصّصة لمثل هذه المناسبات ولا يجدر بأي شخص أن يستولي على الأملاك العامة حتى يوفّر مبلغًا يسيرًا من المال. إغلاق الشوارع بهذه الطريقة هو تصرف يليق بالعصابات وقطّاع الطرق.
إغلاق الشوارع في حفلات الزفاف
5. دعوات عشوائية
أحيانًا تصلني دعوات لحفلات زفاف من أشخاص لا أعرفهم! أنا لا أعرفك وأنت لا تعرفني، لماذا إذًا تريدني أن أكون حاضرًا في هذه المناسبة الشخصية الخاصة بك؟! ما هو الغرض من هذه الدعوة؟ لزيادة عدد الحاضرين؟ أم لزيادة مبلغ النقوط؟ لماذا لا تكون الدعوات مقتصرة فقط على العائلة والأصدقاء والأشخاص المقربين؟ من قال أن حفل الزواج يجب أن يحضره 1000 شخص؟ أليس من الأفضل التنازل عن الضيوف الذين لا تعرفهم والذين يحضرون من منطلق إسقاط واجب؟
دعوات عشوائية؟
6. صوت الموسيقى المرتفع
هناك مشكلة كبيرة خاصةً في القرى حيث لا تتوفر قاعات مغلقة للمناسبات مما يجعل صوت الموسيقى الصاخب ينتشر في راديوس 1 كيلومتر على الأقل. هل تخفيض الصوت سيقلل من مقدار الفرح؟ هناك الكثير من الناس ينامون قي ساعة مبكرّة خاصةً الأطفال فلماذا يجب تعكير الأجواء الهادئة بهذا الشكل البرباري؟