1 – ما هي المناهل الأساسية الأولى التي اقتبست منها بدايات التصوير الفوتوغرافي والصحافة والإعلام وشكّلت شخصيتك الثقافية الضوئية والفنية والصحافية وطبـعت عوالمك الإبداعية .. حدثنا عن مسيرتك الفنية والضوئية والإعلامية ..
جواب: شكرا لهذه المقدمة اللطيفة .. انا لا اعد نفسي فنانا خاصة اني مقل في انتاج اللوحات الضوئية لاسيما في هذه المرحلة، لكني استطيع أن أتحدث عن تجربتي المتواضعة التي بدأت منذ الثمانينات عندما كنت أدرس في كلية الآداب قسم الإعلام في جامعة دمشق، وكان التصوير الضوئي جزءا من دراستنا، الدراسة النظرية لم تكن كافية لتعلم خفايا هذا الفن الذي أعتقد أنه لم يلق حتى الآن حقه في التقدير، في ذلك الوقت كنت على علاقة صداقة وجيرة في حمص مع الفنان الضوئي فريد ظفور، ومنه اكتسبت ما احتجته من خبرة عملية قبل أن أنطلق إلى عالمي الخاص في اصطياد اللحظات، وهنا أذكر أن للأستاذ فريد عبارة لا تنسى في عالم التصوير عندما عرف التصوير الضوئي بأنه أشبه ما يكون بعملية “تحنيط الزمن ..”
على أية حال رغم اتقاني للتصوير وانجرافي بعمق في عوالم العدسة واللقطة والعين، لكني كنت أكثر التصاقا بمهنتي (الصحافة ) التي أحببتها وكنت، قد تخرجت من الجامعة وبدأت فعلا أمارس المهنة بشغف أخذني إلى عمق الكلمة، فكانت تجذبني قراءة الصحف و ألهث وراء الزاوية والتحقيق، كتبت عددا من التحقيقات والمقالات شكلت لي بداية موفقة استطعت من خلالها تطوير ذاتي ورسم ملامح شخصيتي الخاصة في الوسط المهني.
كنت أدرك بوعي أن التقدم في مجال الإعلام يحتاج أبدا إلى متابعة وقراءات، فكنت انكب على الكتب والصحف والمراجع لا أتركها إن لم تتركني، فقرأت الكثير من كتب التاريخ خاصة في الموضوع السياسي الذي جذبني منذ البداية، وكان لزاويتي الأولى (هرقل العصر) التي نشرت في الكفاح العربي آنذاك كان لها دورا هاما في إضرام رغبتي في الكتابة.
بعيد هذه المرحلة اضطررت للعمل من أجل تأمين الدخل، فعملت في الإعلان مستثمرا خبرتي في التصوير الضوئي وبرامج الجرافك التي أتقنتها، وقدرتي على الكتابة والعمل الصحفي، وقد عملت في هذا المجال فترة لأبأس بها وحققت نجاحا متميزا، لكنها لم تكن ضالتي ولم تشبع طموحي، فتركت العمل في الإعلان وسافرت إلى السعودية حيث عملت في صحيفة الوطن السعودية، هناك كانت تجربتي مفيدة أهم ما فيها أننا نحن السوريين نختلف كثيرا عن غيرنا من الأمم والشعوب، أيقنت أننا متميزون كل التميز ..
عدت إلى سوريا وبدأت عملي في التلفزيون في دمشق وتدرجت من محرر في الأخبار إلى رئيس فترة إخبارية إلى مسئول للبرامج السياسية في فترتها الذهبية (2006 – 2009)، بعدها تسلمت مناصب إدارية في التلفزيون أضافت إلى تجربتي الكثير من الخبرات في العمل الإعلامي، إلى أن كلفت بتأسيس مديرية الإعلام الالكتروني في وزارة الإعلام، وقد حققت نجاحا كبيرا أدى إلى خلق عداوات مع إداريين لم يتمكنوا من تحقيق أي نجاح في حياتهم المهنية غير أنهم تبوءوا مناصبهم “بالواسطة”، فضلت عندها الخروج من هذا الجو الفاسد لا سيما أنني وضعت الأسس للإعلام الالكتروني ولم يكن في ظل الحرب من إمكانية مادية لفعل أكثر مما فعلت، ففضلت ترك المكان لغيري والعودة إلى التلفزيون الذي شكل شغفي المهني، لكن السيد الوزير أصر على بقائي في الإدارة المركزية كمدير مركزي، وكلفني بإدارة الإعلام المحلي المسئول عن جميع وسائل الإعلام الخاصة والعامة.
في هذا الوقت كنت قد بدأت بالعمل كمحاضر في جامعة دمشق كلية الإعلام قسم الإعلام الالكتروني، وقد أسعدني هذا العمل وشعرت أنني بدأت احصد ثمرة تعبي طيلة تلك السنوات، وها أنا أحاول أن أقدم لطلبة الإعلام ما أستطيع من خبرتي.
2 — أستاذ إياد أنت حصلت على جوائز عديدة وأصبحت مسئولاً عن الإعلام الإلكتروني ..ماذا تقول لمن يودون الدخول لهذا العالم …
انا لم أصبح مسئولا عن الإعلام الالكتروني ، أنا أسست الإعلام الالكتروني، عموما كنت ولا أزال أقول لمن يعمل معي من خريجين ووافدين جدد إلى عالم الصحافة، وأقولها لطلابي في كلية الإعلام، أقول لهم جميعا (أحبوا عملكم يحبكم) .. إن لم تعشق العمل في الإعلام لن تحصد إلا الخيبة، الإعلام مهنة شاقة تحتاج إلى عشق وتعلق ليتحمل المرء تبعات العمل الإعلامي، إن لم تصل في حبك للعمل في الإعلام إلى مرحلة العشق و الهيام، فاترك هذا العمل لأنك لن تحصد عندها إلا التعب والإعياء والحسرة ..أقول ذلك بحب وقناعة.
3 — أي أنواع التصوير تستهويك ..تصوير البورترية ..الطبيعة ..الطيور والحيوانات ..الكلوز أب ..التصوير المفاهيمي..الخ..وما هي الأوقات والفصول المفضلة لديك للتصوير ؟
صورت الشجرة الملتفة والشامخة والقزمة، صورت الزهرة الجميلة والمتآكلة والمتيبسة، صورت صخورا بأشكال مختلفة، صورت نوافذ بإطلالات جميلة، صورت المطر والثلج، صورت حشرات وحيوانات، صورت وجوها جميلة وأجسادا .. صورت اناثا وذكورا كبارا وصغارا شيوخا، كل ذلك كان أنا، فقد كنت انظر من عين الكاميرة بطريقتي أيا يكن أمام العدسة، فذاك الإطار يناسب رؤيتي، وهذا المدخل يريحني، أحدد العمق البؤري وفق عيني ووفق ما أراه مناسبا لللقطة .. كل ما يصور المرء يعبر فيه عن ذاته عن نفسه هو.
التصوير قبل كل شيء لحظة، حالة، التقاطه يمكن أن تلتقطها العين خلال ثانية تتكون الفكرة وتذهب اليد تلقائيا لتحنيط اللحظة، التصوير فكرة، التصوير خدعة، التصوير إبداع غير محدود إلا بحدود القدرة على التفكير، لذلك ليس المهم ما نصور، المهم أن يكون ثمة موضوع في أي صورة نلتقطها.
-4ماذا يحتاج إتحاد الصحفيين السوريين..أي ماله و ماعليه.. –
إذا كنت جادا في السؤال، فعليك أن تكون صادقا في نقل جوابي ..!
أولا أنا عضو في اتحاد الصحفيين، وأنا منتخب في المجلس التأسيسي، من هنا من موقع المسؤولية أولا ثم من موقعي كصحفي أقول ليس هناك اتحاد صحفيين بالمعنى الفعلي للكلمة، هناك مؤسسة اسمها اتحاد الصحفيين تقبل أو ترفض طلبات انتساب، لها إدارة ورئيس يقال انه منتخب، يعمل بشكل دؤوب على المشاركة في الاجتماعات والإدلاء بالتصريحات الساخنة أحيانا، يجيد الجلوس في الصف الأول، يجيد الظهور في البرامج الحوارية، لكنه يقف حائرا عند أول حالة يحتاج فيها صحفي من يقف إلى جانبه ويدافع عنه، هل سمعت يوما أن اتحاد الصحفيين احتج أو ندد بتصرفات احد من المسئولين الذين أهانوا صحفيا ؟؟
هل سمعت صوتا لاتحاد الصحفيين يدافع عن أحقية خريجي الإعلام للعمل في الإعلام ؟؟
هل سمعت صوتا لهذا الاتحاد ينبه فيه إلى رداءة العمل في أي من وسائله ؟؟
انه اتحاد يشيد ويشيد وحسب، أنا اعتقد انه ليس لدينا اتحاد صحفيين، بل لدينا مأوى لصحفيي الواسطة للأسف، طبعا لا أقصد شخصا بعينه فرئيس الاتحاد احترمه على الصعيد الشخصي وأقدره لكنني أنتقد أداءه بشدة، كما انتقدت أداء من سبقوه، علما أنه الأفضل من زوايا أخرى.
– 5كيف ترى دور الصحفيات و المصورات وأين وصلن في الساحة الضوئية والصحفية؟
من يعمل في الوسط الإعلامي يرى أن الصحفيات الزميلات كدن يتفوقن في أعدادهن علينا، خاصة خلال السنوات الأربع الأخيرة بسبب احتياجات الحرب، لكن عملهن اقتصر على التحرير والتقديم كمذيعات، بينما لا تزال أعدادهن قليلة جدا في الجوانب التقنية مثل التصوير والمونتاج وحتى في الإخراج.
ربما كان مرد ذلك إلى طبيعة العمل ذاته، فالتصوير يحتاج إلى بنية قوية وقدرة على تحمل المشاق، وجرأة في الإقدام والوصول إلى مواقع بعينها قد تكون خطرة أو بعيدة.
على أية حال أرى أن أعداد الإناث العاملات في هذه المهنة يزداد باضطراد، والملاحظة اللافتة أن الإناث يتفوقن على الذكور بفارق كبير من حيث العدد في كلية الإعلام.
6 – فن التصوير المفاهيمي أو كاريكاتير الصورة أو فن الفكرة ..أو التجريد بالصورة ..كيف تراه كمتابع ومهتم بالفن التشكيلي وأين هو بين فنون التصوير الضوئي الأخرى?
نعم في سؤالك التقاطه مميزة، هذا النوع من التصوير غدا مؤثرا فعلا مع تطور التكنولوجيا، وخاصة في الإعلام الإلكتروني، فاستخدامه في الإعلام الإلكتروني فرض نفسه بشكل غير منتظر، وغدا نوعا خاصا بالإعلام الإلكتروني وفق تقديري ويمكن اعتباره مرادفا للكاريكاتير.
7 – تملكون و لديكم أرشيف وتاريخ طويل من البرامج واللقاءات للكثير من الشخصيات الفنية والفكرية والأدبية والثقافية من المغرب والوطن العربي والعالم ..فما هي أهم اللقاءات التي تعتز بها.. ؟
لا أستطيع حصر اللقاءات التي قمت بها لكني سأذكر بعضها، طبعا من أبرز لقاءاتي كان مع الرئيس اللبناني ايميل لحود، كذلك التقيت بنائب الأمين العام لحزب الله و بمسئولين كثر في الحزب، وأجريت لقاء هاما مع السيد مقتدى الصدر، آخر لقاءاتي كانت مع السيد علي أكبر ولايتي مستشار السيد الخامنئي، والسيد حسين شيخ الإسلام نائب رئيس مجلس الشورى في إيران، لقاءات كثيرة لا استطيع حصرها مع مسئولين وصحفيين ورؤساء وأعضاء أحزاب وجماعات وحركات، إضافة إلى لقاءات كثيرة أيضا مع مثقفين وفنانين كبار وأدباء وشعراء ومفكرين جميعها كانت هامة.
8- عشت وتربيت وسط أخوة وأخوات في عائلة فنية وإعلامية..هلا عرفتنا عنهم ..وعن مواهبهم المتعددة .. –
حقيقة نحن أسرة تميل إلى الفن والأدب والعلوم الإنسانية عموما، فنحن خمسة أشقاء وخمس شقيقات، معظمهم درس في كلية الفنون الجميلة وانا و احدى شقيقاتي درسنا في كلية الإعلام و شقيقتان درستا حقوق وأدب انجليزي ..
معظمنا اتجه إلى العمل في الإعلام، بيننا المحررة والكاتبة والمعدة الأخبار وبيننا المذيع … وهناك من تابع عمله في الفن وتمكن من وضع بصمة مميزة في علم الفن خاصة في النحت بل إن احد إخوتي وصل إلى العالمية من خلال أعماله النحتية وهو شقيقي ربيعة، فيما شقيقي الكميت الذي يعمل مذيعا في قناة روسيا اليوم إضافة إلى اسمه في مجال الإعلام، استطاع تسجيل سابقة في رسم الموتيف وإبداع شخصيات الرسوم المتحركة، كذلك شقيقتي تماضر التي استطاعت تحقيق حضور متميز في مجال الفن التشكيلي في العاصمة السويدية ستوكهولم إضافة إلى عملها في الإعلام وكتابة النصوص الدرامية ..
طبعا يمكن إضافة الكثير في هذا المجال لكن الأمر يحتاج إلى مساحة أوسع من سؤال في هذا اللقاء.
– عرف لنا بعض الكلمات : البحر- الحب – الموسيقى –كاميرا الديجيتال – الانترنت – الفيس بوك – الواتس آب – المبدع – الصحافة – المصور – الكاميرا – المايكرفون – برنامج الفوتوشوب – الإذاعة والتلفزيون السوري..
البحر : منتهى الغموض
الحب : بحر بلا ماء
المبدع : غيمة ماطرة
الصحافة : صناعة العقل
المصور : فنان
الموسيقى : من معادن الروح
كاميرا الديجيتال : إحباط للإبداع
الانترنت : البعد الخامس
الفيس بوك : حائط المجانين
الواتس آب : وسيلة اتصال جيدة
الفوتوشوب : ابتكار جيد ومفيد
المايكروفون : مسرح بلا خشبة
الإذاعة والتلفزيون : صناعة العقل
مع تحيات فريق العمل بــ اللقاءات والتحقيقات في :
– مجلة فن التصوير الضوئي
– مجلة المفتاح
– موقع ومنتديات المفتاح
– عنهم : المفتاح – الدكتورة : سناء فريد إسماعيل – Asia Zaffour – فريد ظفور ..