رابعاً: مشكلة الدراسة :
تفيد المقارنة المباشرة بين المطروح حالياً من صحافة مرئية (وبالتالى الصور الصحافية) بشقيها المطبوع والاليكترونى في السودان ، كماً وكيفاً ، وبين الصحافية المرئية (وبالتالى الصورة الصحافية) الواردة من الخارج خصوصاً من دول غرب أوربا والشرق الأوسط (الخليج ، لبنان ، تركيا ، إيران ) والشرق الأقصى (الصين ، الهند ، اليابان) تكشف بصورة جلية عن بون شاسع بين مستوى الاثنين كيفاً (موضوعياً وتقنياً) وكماً وذلك بتواضع مستوى الصحافة المرئية السودانية قبالة الصحافة الواردة من الخراج.يتبين ذلك البون الشاسع في عدد من الظواهر الموضوعية والتقنية كما يلى:
4-1 موضوعياً:
4-1-1 : تدنى فحوى الصور الصحافية من ناحية خلوها من عنصر إثارة الانتباه ، أهم مقومات االصورة الصحافية ، واقتصارها على صور الشخصيات المرتبطة بالأخبار والأحداث أو أثرها على سلوك تلك الشخصيات مما يشير إلى افتقار الجرأة والضعف في التناول.
4-1-2 : إنعدام مجالات الصور الصحافية الأخرى خلاف الشخصيات من تحقيقات ومقالات وقصص مصورة وصور المراسلين الحربيين والدراسات الفتوغرافية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الشاملة والمتكاملة ، يستثنى من ذلك برنامج “ساحات الفداء” الذي وثق للحرب في الجنوب إلا أن ذلك تم في معظم الأحيان قبل بداية المعرك أو بعد إنتهائها أو من داخل أماكن آمنة خلالها .
4-1-3 : الإنعدام شبه الكامل للصحافة المرئية السودانية المعتمدة أساساً على الصورة المطبوعة والاليكترونية خصوصاً المجلات العامة والمتخصصة الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
4-1-4 : تدنى مستوى الصورة الصحافية في البرامج والتقارير الاخبارية التلفزيونية الممتدة أساسً على الصورة من حيث فحوى التعبير والتفسير ومن حيث الإخراج مقارنة برصيفاتها في القنوات العالمية.
4-1-5 : تقليص المساحات الزمنية والمكانية المخصصة للنصوص الصحافية المرئية مقارنة مع النصوص المحررة حرفاً والمسموعة.
4-1-6 : أدى ما ورد عاليه إلى ضعف واضح في مستوى إخراج الصحف يتمثل في رتابة التصميم لإفتقاده عنصر الإبتكار الذي لا يتأتى إلا في وجود مساحات مرئية مقدرة قبالة مساحات النصوص المحررة حرفاً.
4-1-7 : قصور في فهم المصورين الصحافيين للدور المناط لهم كمحررين صحفيين يستخدمون الكاميرا بدلاً عن القلم لتحرير مواضيعهم حيث تتركز اهتماماتهم في الإلمام وإقتناء التقنيات والمعدات المتقدمة والباهظة الكلفة وإغفال العنصر الأساسي في عملهم وهو الناحية الموضوعية والتناول العميق والإدراك الوافى والتحليل السلبي للمواضيع قيد الطرح .. إن ذلك الاهتمام بالتقنيات يجعل منهم تقنيون أكفاء وليس محررين أكفاء.
4-1-8 : وجود قصور وإذدواجية في فهم إدارات المؤسسات الصحفية لدور الصورة الصحافية وبالتالى الحصور الصحفى وينعكس ذلك القصور وتلك الاذدواجية في تعاملهم مع النص المرئى ومع المصور الصحافى حيث لا تزال تلك المؤسسات تعمل بمبدأ “مندوب الصحيفة” المصحوب بمصور يلتقط له صور شخصياته بدلاً عن إسناد الموضوع قيد الطرح المصور صحافي يحرره وفق رؤى تخصصه . ذلك رغماً عن قناعة جلهم بأهمية الصورة في الصحافة المصورة . إن ما ورد يمكن تسميته بسياسة “قلبى مع الكاميرا ولكن سيفى مع القلم”.
4-2 : تقنياً:
-2-1 : تدنى مستوى طباعة الصور والذي يمكن أن يعزى لأحد أو كلا السببين التاليين :
-1-1 : تدنى مستوى الأصول originals والذي مرده عدم تجويد المصور لتقنيات إنتاج صوره .
-1-2 : عدم كفاءة فنين الطباعة ولعل هجرة المطبوعات إلى الخارج لدليل على ذلك.
-2-2 : انعدام التكامل بين المفردات والظواهر الموضوعية مع تقنية التصوير والمونتاج في برامج التلفزيون ويعود ذلك لعدم الإلمام بالآثار والأسس التقنية والقدرات التعبيرية لتقنيات إنتاج الصورة الفتوغرافية.