الشروط والسمات الواجب توفرها في المصور الصحافي :
1 : شروط عامة : وهي شروط يشترك فيها مع محرر النص المكتوب حرفاً وهي:
1-1 : حتمية إيجاد مواضيع جديدة للطرح أو
1-2 : حتمية إيجاد طرح جديد لموضوع قديم.
1-3 : الإلمام بالجوانب القانونية المرتبطة بعمله والتي تحدد وأجباته وحقوقه وحدوده المهنية.
1-4 : الإلمام بالنواحي الإدارية التي توضح وتحدد تأهيله ومهامه وحقوقه وحدوده الإدارية كمحرر صحافي.
1-5 : الإلمام بقواعد التحرير الصحفي خصوصاً فيما يتعلق بتجاوز الاكليشيات (المكررات) (clichés) والأفكار التقليدية والساذجة فالأفكار المستهلكة بالتكرار مستهجنة وكذلك الساذجة (23).
2 : شروط خاصة :-
2-1 : الجانب الموضوعي:
2-1-1 : القدرة على الإبتكار موضوعياً ولحظياً (آنياً).
2-1-2 : ضرورة أن يكون مستعداً دائماً ذهنياً وعتادياً لإستحالة التنبؤ بمتى وأين يقع الحدث.
2-1-3 : المعرفة بأسس قراءة وتحليل المواضيع المطروحة مسبقاً أو المتاحة آنياً والقدرة على التعبير عنها وتناولها بعمق فكري من خلال مزايا مجاله وتقديم رؤى أغفلها أو أهملها أو غابت عن من سواه.
2-1-4 : الإلمام بقواعد وأسس تحرير النص المرئى وعلاقته بالنصوص الأخرى (الحرفية واللفظية) والعناوين الرئيسية والترويسات(Head lines /Captions)
2-1-5 : الإلمام بأسس التصميم والإخراج الفني خصوصاً فيما يتعلق بتوزيع الصور داخل المساحات رأسياً وأفقياً.
2-1-6 : الإلمام بالجوانب والمجالات الموضوعية المختلفة للتصوير الفتوغرافي الثابت أو المتحرك وما يتعلق بها من مفاهيم اجتماعية وثقافية ومعارف وخبرات في التناول الموضوعي المرئى لضمان نجاح رسالته المرئية ومؤثراتها النفسية(24).
2-2 الجانب التقنى:-
2-2-1 : الإلمام بتقنيات التصور الثابت أو المتحرك (وفق تخصصه) المختلفة التي تمكنه من الإيفاء بمتطلبات إنتاج عمله وتنفيذ رؤاه وأفكاره وفق الأسس والمعايير العالمية المتعارف عليها مما يساعد في توسيع دائرة نقل الرسالة والترويج له ولمؤسسته (25).
2-2-2 : الإلمام بالتقنيات المختلفة للتصوير الفتوغرافي الثابت أو المتحرك التي تمكنه من مطابقة إنتاجه للمواصفات التقنية الخاصة بالنشر طباعياً أو البث اليكترونياً.
ثالثاً: الوضع في السودان Sudan state of the art :
كغيره من العديد من التقنيات بدأ التصوير الفتوغرافي عموماً في السودان مع فترة الاستعمار (فترة الحكم الإنجليزى المصرى) حيث تحتوى سجلات الصور التسجيلية عن السودان بصورة عدة لموقعة كررى وهدم جانب من قبة المهدى بالمدفعية (26) وقد ظهرت أول صورة فتوغرافية صحافية في الصحافة السودانية تاريخياً في غلاف مجلة “النهضة” لصاحبها عباس أبو الريش في عددها الأول يوم الأحد 22 جمادى الأول سنة 1350هـ الموافق 14 أكتوبر 1931 وكانت للسيد على الميرغنى (27). مصحوبة بتعليق : ” نشرنا على غلاف هذا العدد صورة صاحب السيادة الحسيب النسيب على الميرغنى تيمناً بطلعته وتفاؤلاً باسمه الكريم وبداية إستهلال هذه المجلة التي لقيت من سيادته كل عون” (28).
لأسباب مهنية مختلفة إقتصرت الصور الصحافية في تلك الفترة على صور الشخصيات فقط دون تناول للأحداث وقد إقتصر موضعها ، لأسباب فنية على الغلاف فقط (29). رسمياً كان لإنشاء قسم التصوير الفتوغرافي ضمن إنشاء مكتب الإتصال المعروف إختصار P.R.O (Public Relations Office) في عام 1946 دور واضح في رصد وتسجيل أحداث ومناسبات تلك الفترة ولكن لصالح الحكومة آنذاك. كان المصورين في تلك الفترة من البريطانيين والشوام والأقباط إلى أن أنضم إليهم السودان “رشاد الحكيم” الذي يوحى اسمه بغربته عرقياً رغم عن سودانيته . بعد عام 1954م توالى تعيين السودانيين في ذلك القسم . ذلك من ناحية إلا أنه يفيد الاستنتاج المبنى على قراءة وتحليل إرشيف الصور الفتوغرافية بقسم التصوير بالوزارة بأن التدريب الذي تلقاه أولئك النفر داخل وخارج السودان كان تقنياً أساساً حيث تفتقر جل إن لم يكن كل الصور الى مواصفات الصورة الصحافية المعروفة وأن جلها إعلامي موجه (preprogram) خال من أي رسالة ذات الفحوى العميقةتطور ذلك المكتب بعد الاستقلال ليصبح وزارة الاستعلامات ثم وزارة الإرشاد والإعلام ، وقد استمر ذلك القسم في أداء عمله ولكن بتطور ملحوظاً حيث توضح الصور الموجودة فيه توثيق العديد من الظواهر الاقتصادية والثقافية للقبائل السودانية المختلفة (30). ظل ذلك القسم يوفر تلك الخدمة للحكومة والمجتمع وتعريف المجتمع بها كما كان مسئولاً عن مد الصحف بالصور اللازمة وإن ذلك يشير إلى وجود قدر من المركزية وبالتالى قصر قناة المعلومات على قناة واحدة فضلاً عن خضوعها لمقص الرقابة.حالياً وبالرغم من التطور الرأسى والأفقى الذي شهده العالم في مجال الصحافة المرئية عموماً والتصوير الصحافى خصوصاً وبالرغم من توفر جل تقنيات التصوير الفتوغرافي المتقدمة في السودان ، خصوصاً لدى المصورين العاملين الصحافة المرئية بمعناها الشامل ، إلا أن المتتبع لمستوى الصورة الصحافية في السودان لابد وأن يلحظ تواضع ذلك المستوى موضوعياً وتقنياً عند مقارنته مع الوارد من الصحافة الأجنبية ، فمن الناحية الموضوعية ، وهي بيت القصيد ومربط الفرس في التصوير الفتوغرافي عموماً ، نجد أن الصورة الصحافية في السودان قاصرة على صور الشخصيات ذات العلاقة بالأخبار قيد الطرح سواء كانوا سياسيين ، مهنيين ، أو رياضيين وإنعدام شبه كامل لمجالات التصوير الصحافة الأخرى مثل رصد وتصوير
الأحداث آنياً والمقالات المصورة والتحقيقات المصورة والقصص المصورة ، أما صور الأشخاص المذكورة فهى لوجوه وأشخاص جاميدن لا إنفعال فيها ولا تفاعل خاوية من أي معنى أو تعابير أو حركة تتوافق مع الموضوع قيد الطرح (31). (أنظر الصحف السودانية خلال الخمس عقود الماضية). كذلك فإن متوسط عدد الصور الصحافية في الصفحات الأولى لجل الصحف يتراوح بين صورتين إلى ثلاث في أحجام تقارب الحجم البوستال وبين 10-15 صورة في الصفحات الداخلية لمواضيع مختلفة مهنية ، اقتصادية ، أمنية سياسية ، ثقافية ، اجتماعية ، ورياضية ، يربط بينها كلها قاسم مشترك هو أنها كلها إما في أوضاع مفتعلة (Posed) أو من الإرشيف . ذلك فضلاً عن إنعدام المجلات المصورة السودانية (32). (أنظر الصحف السودانية المختلفة).
إن حالة التصوير الصحافي هذه في السودان حالياً (Sudan state of the art) تتطابق مع حالة التصوير الصحفي في الولايات المتحدة وأوربا الغربية في مطلع الأربعينات من القرن الماضى (33) هناك إستثناءان الأول لصحيفة “أخبار اليوم” التي تميزت بافساح مساحات معتبرة للصور الصحافية في الصفحة الأولى من إصداراتها وليس من شك في أن هذا هو أحد الأسباب الرئيسية الذي أهل هذه الصحيفة لتتصدر قائمة توزيع الصحف السودانية (34). ذلك من ناحية إلا أنه من ناحية أخرى يؤخذ على صحيفة أخبار اليوم اعتمادها على الصور الصحافية الواردة من الخارج وليس على المنتجة محلياً (أنظر صحيفة أخبار اليوم للأعوام الثلاث الماضية). أما الاستثناء الثانى فهو للصحافة المتحركة (التلفزيون) فالبرغم من تمتعه بتقنيات عالية إلا أن مستوى الصور المطروحة فيه والمساحات الزمنية المخصصة للجوانب الموضوعية فيه مقارنة بزمن عرض صور شخصيات مقدمى البرامج لا يختلف كثيراً عن الصحافة المطبوعة ذلك فضلاً عن ندرة إدراك المصورين والمخرجين السمات والخصائص النفسية للتعبير بواسطة العدسة والضوء أهم مميزات هذا المجال.يؤكد ما ورد أعلاه عدم ظهور صورة صحافية واحدة تتوافق مع مواصفات صور السبق الصحفي إبان أحداث أغسطس الماضى (أحداث موت جون قرنق) ، حيث حملت الصحافة السودانية صور آثار تلك الأحداث أي بعد وقوعها وليس لحظة وقوعها. كذلك يتساوى كل من الصحافة المطبوعة والاليكترونية في التدنى المريع لمستوى الإعلان المرئى الثابت والمتحرك الذي لا يمكن وصفه إلا بالسذاجة مقارنة مع المستويات الرفيعة للإعلان عالمياً.