صورة ارشيفية
حصل المصور أوسكار متري «1927» الملقب بعميد المصورين العرب، على جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، وقد بدأت رحلة متري مع الكاميرا منذ الطفولة، لتتحول إلى مهنة عام 1952 بعمله مصورًا عام 1952 في دور النشر والطباعة في القاهرة، حافلة بالقصص والمغامرات الأقرب بأحداثها في بعض الأحيان إلى أفلام «الأكشن».
ويعد المصور الكندي ذو الأصول اللبنانية «أوسكار متري» 1927، أول من أدخل الصورة أو الفيلم الملون إلى العالم العربي، بعد حصوله على دبلومٍ تخصّصيّ من معهد باريس للفنون في مجالي الصور والشرائح الملوّنة عام 1956. وكان لفترة التدريب التي قضاها في مجلة ناشيونال جيوغرافيك في واشنطن الأثر الأكبر في اكتسابه خبرةً عاليةً في مجال التصوير الصحفي.
وعن مغامراته أثناء التصوير:
يحكي متري خلال لقائه في دبي، بعضًا من تلك القصص التي تحبس الأنفاس وتلقي الضوء على المخاطر التي يتعرض لها المصورون، مقابل التقاط صورة أو تغطية حدث ما. ويبدأ متري بتمهيد قائلا: «عملي كمصور دفعني للمخاطرة إما بحياتي أو بارتكاب بعض التجاوزات، للحصول على سبق صحفي» ويضحك قبل متابعته «بالطبع لم أكن متزوجًا حينها. سأحكي قصتين تعكسان نوعية هذه المخاطر.
تبدأ القصة الأولى حينما كنت أعمل في القاهرة بالخمسينيات من القرن الماضي، حيث قرأنا في الأخبار عن تعرض ملك الأردن الراحل طلال بن عبدالله 1909-1972 إلى حادثة سيارة خلال توجهه إلى الإسكندرية من القاهرة عبر طريق الصحراء.
وبالطبع وضع الأمن والبوليس مشفى قصر العين تحت الحراسة المشددة، منعًا لأية زيارة مهما كان نوعها.
واستطعت من خلال التعاون مع طبيب صديق لي يعمل في المشفى، إعداد سيناريو تمثّل في تسللي إلى المشفى في الخامسة صباحًا مرتديًا زيّ الطبيب الأبيض وحاملًا ما يشبه حقيبته، وبعد حين دخلت برفقة مجموعة من الأطباء إلى جناحه.
وشجعني ترحيبه ورغبته في الحديث معنا، على اقتراح التقاط صورة تذكارية لزملائي معه، وأخرى له بمفرده. بالطبع حينما تصدرت الصورة خبرنا، شعرت أن المغامرة أتت بثمارها».
بعد ابتسامة وحالة تأمل، تومض عينا متري وهو يقول بحماس: المغامرة الأشد خطورة على حياتي والتي لا أنساها، واجهتها خلال عملي كمصورٍ رئيسيّ في مجلة «العربي» الثقافية التي كانت ذات شعبيةٍ واسعةٍ عام 1960.
تمثل عملي في المجلة آنذاك بالتصوير التوثيقي عبر استطلاعات مصورة والذي أسسنا له في المنطقة العربية، وذلك عبر القيام بزيارة كل شهر لأحد البلدان العربية من شمال أفريقيا إلى بلاد الشام.
أما تلك المغامرة فكانت في بداية الستينات، خلال ما يشبه الحرب الأهلية التي استمرت قرابة سبع سنوات بعد استقلال الجزائر، والتي بدأت خلال سفري وزميلي في سيارة أجرة من الجزائر إلى وهران التي تبعد 480 كم، وفجأة ونحن على طريق السفر ليلًا تحت وابل أمطار غزيرة، رمى السائق نفسه خارج السيارة وهي تسير. وكل ما أذكره عندما صحوت أني في المشفى ليقول لي الأطباء إننا نجونا بأعجوبة، بفضل الشجرة التي حالت دون سقوطنا الكامل من الجسر إلى الهاوية على عمق 40 مترًا، واستغرق علاجي من الإصابات في مشفى وهران شهرين ونصفا».