يفتتح «اللوفر أبوظبي» معرض «نشأة متحف» في الفترة بين 22 أبريل و20 يوليو المقبلين، في المنطقة الثقافية في السعديَّات. وهو المعرض الثاني الذي ينظمه المتحف، إذ سيسلط الضوء على أبرز المقتنيات الفنية المهمة من مجموعته الدائمة، بعضها يعرض أمام الجمهور للمرة الأولى.
وسيضم المعرض، الذي سيقام في «منارة السعديَّات» الواقعة في المنطقة الثقافية في السعديَّات، نحو 130 عملاً فنياً، وستتيح هذه الأعمال الفرصة للزوار للتعرف عن قُرب إلى المفهوم السردي للمتحف ومقتنياته قبيل افتتاحه رسمياً في عام 2015.
وخلال تعليقه على تنظيم المعرض الذي يمثِّل نقلة نوعية في مسيرة تطوير المنطقة الثقافية في السعديَّات، قال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة»، إن المعرض يهدف إلى تعريف الزوار بالأطر الفنية والجمالية للوفر أبوظبي، والرواية السردية لنشأة هذا المتحف. وسيتيح المعرض للزوار من الدولة وخارجها فرصة لمعاينة هذه المجموعة من المُقتنيات الدائمة التي ينفرد بها اللوفر أبوظبي كوجهة للحوار والتبادل الثقافي والفني بين شعوب العالم
وسيعرض «اللوفر أبوظبي»، الذي جاء تتويجاً لاتفاق أبرم بين حكومتي أبوظبي وفرنسا، أعمالاً فنية ومخطوطات وغيرها من الموضوعات ذات الأهمية التاريخية والثقافية والاجتماعية، وتمتلك حكومة أبوظبي المتحف ومجموعة مقتنياته الدائمة. ويضم المتحف معروضات تعود إلى مجتمعات وثقافات العالم المختلفة على امتداد آلاف السنين، مع تسليط الضوء على الموضوعات العالمية والتأثيرات المشتركة لإظهار أوجه القواسم المشتركة للتجربة الإنسانية التي تتجاوز حدود الجغرافيا والعرق والتاريخ.
وعلى خطى «اللوفر أبوظبي»، يحث المعرض الزوار على إعادة قراءة تاريخ الفن، ويتمحور حول عدد من القضايا الفنية الرئيسة التي تستكشف الآفاق الجمالية والإبداعية لهوية المتحف، والمقارنة بين الأعمال الفنية للحضارات العظيمة بدءاً من العصور القديمة وصولاً للمشهد المعاصر، مع التأكيد على النواحي المتعددة للإبداع الفني. كما سيستكشف المعرض أيضاً مكانة الأعمال الفنية في الثقافة الإنسانية من خلال موضوعات عالمية كتطور مفهومي «العمل التشكيلي»، أو «النص المقدس».
ومن أبرز الأعمال الفنية المميزة التي سيشاهدها زوار المعرض نموذجاً فريداً لأميرة باختارية واقفة تعود إلى نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد، وسواراً ذهبياً برأس أسد من منطقة الشرق الأوسط يعود إلى ما قبل 3000 سنة تقريباً، ولوحة «السامري الصالح» للرَّسام والنحَّات جاكوب جوردانس (1593-1678)، أحد أشهر الرَّسامين الفلمنكيين من القرن الـ17، ولوحة «العَالِم» (1878) لعثمان حمدي بيك (1842-1910)، أحد التشكيليين الروَّاد في عصره، ومجموعة منتقاة من المُنمنمات التي جمعها جيمس آيفوري وتشمل قطعاً فريدة تجسد مُثل الفروسية عند أتباع المدرسة الراجبوتية، إضافة إلى حوارية بين الشرق والغرب عبر تسع لوحات للفنان المعاصر ساي تومبلي.
وكما هي الحال في كل المعارض التي تستضيفها المنطقة الثقافية في السعديات استعداداً لافتتاح متاحفها العالمية خلال الأعوام القليلة المقبلة، سيرافق المعرض الثاني الذي ينظمه «اللوفر أبوظبي» برنامج متنوع يشتمل على العديد من اللقاءات الحوارية والجولات والورش الإبداعية، كما سيُنشر كتاب يرصد بشكل تفصيلي اللوحات والمنحوتات التي أضافها المتحف إلى مجموعة مقتنياته الدائمة.
من جانبه، قال رئيس ومدير عام «متحف اللوفر» هنري لوريت: إن «المعرض يمثل إنجازاً مهماً في مسيرة اللوفر أبوظبي حتى اليوم، لأنه يكشف الستار عن مجموعة من الأعمال الفنية التي ستعكس جوهر المجموعة الدائمة للمتحف المرتقب. ويمكن القول إن هذا المعرض يجسِّد روح هذا المتحف العالمي الذي تحتضنه العاصمة الإماراتية أبوظبي. وسينتقل المعرض، في شهر أكتوبر المقبل، من العاصمة الإماراتية إلى العاصمة الفرنسية، حيث سيشاهد قتنياته زوار متحف اللوفر في باريس». إضافة إلى ذلك، يعد تنظيم السلسلة الثانية من «اللوفر أبوظبي.. حوارات الفنون»، التي تقام شهرياً حتى 26 يونيو المقبل، إنجازاً آخر يضاف إلى أجندة البرنامج الثقافي المرافق للمتحف. والسلسلة عبارة عن برنامج حافل بالأنشطة العامة انطلق في أكتوبر 2012 لاستكشاف أهمية الأعمال من الناحيتين الفنية والتاريخية في سياق مرتبط بمجموعة المتحف. يرافق السلسلة برنامج موسَّع موجه لطلاب المدارس والجامعات في جميع أنحاء دولة الإمارات.
يُشار إلى أن «اللوفر أبوظبي» من تصميم المعماري الفرنسي العالمي الحاصل على جائزة «بريتزكر» الدولية المرموقة، جان نوفيل، وتتواصل أعمال التشييد في جزيرة السعديَّات، إذ سيشكِّل المتحف صرحاً متحفياً ومعمارياً في قلب المنطقة الثقافية في السعديات. ويُشيَّد المتحف على مساحة 64.000 متر مربع ويتضمن أروقة وأجنحة، وقاعات وساحات وقنوات مائية، ليشبه مدينة تطفو على سطح البحر. وتظلِّل «اللوفر أبوظبي» قبة مستلهمة من فن العمارة العربية يبلغ قطرها 180 متراً، والقبة مُخَرَّمة لتنفذ أشعة الشمس إلى قاعاته وأروقته.
يذكر أن مهمة التنسيق الفني لمعرض «نشأة متحف» أسندت إلى مديرة التنسيق الفني في وكالة متاحف فرنسا (AFM)، لورانس دي كار، يدعمها في ذلك أعضاء فريق «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة»، ووكالة متاحف فرنسا الذين يمتلكون مجموعة من الخبرات المتنوعة. كما أسندت مهمة التوثيق المتحفي للمعماري جان-فرانسوا بودين.