انطلقت أمس فعاليات الدورة الأولى لمعرض دبي للصورة، في متحف مؤقت أنشئ خصيصاً في «حي دبي للتصميم»، ويضم المعرض أكثر من 800 عمل فني، بينها صور فوتوغرافية من المجموعة الشخصية لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي.
«التحدّي» أكثر صعوبة
أعلن الأمين العام لجائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، علي بن ثالث، العنوان الجديد للدورة السادسة للجائزة، وهو «التحدي»، ما يعني أن المسابقة ستتطلع إلى أعمال تعكس هذا المعنى وفق الرؤية الذاتية للمصور. وأكد أن المحور الجديد شديد الشبه بألق دبي وواقعها، ومكون أساسي أيضاً في أعماق كل قصة نجاح. المصور العالمي أوسكار متري أيضاً أكد أن معنى التحدي أكثر صعوبة من المعاني الأخرى التي استوعبتها الجائزة، لكنه توقع أن يثير هذا المعنى الكثير من الأفكار الخلاقة لدى مبدعي الصورة. توكيد لمكانة مهمة وصف الأمين العام لجائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، علي بن ثالث، حقيقة المشهد العالمي لفن الصورة، مع إقامة المعرض، في أعقاب اختتام الدورة الخامسة لجائزة حمدان بن محمد للتصوير، وانطلاق دورة جديدة، بأنه بمثابة تثبيت وتوكيد للمكانة المهمة التي باتت تتبوؤها «الصورة» ضمن كوكبة الفنون البصرية في المنطقة. وأضاف: «ما يحدث الآن هو تحول حقيقي لهذا الفن، تلعب فيه دبي، وفق توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، راعي الجائزة، دوراً ريادياً، يضع هذا الفن في سياقه الصحيح، وينصف، ليس فقط مبدعيه، بل يقدم فرصاً استثنائية لمتذوقيه، الذين سيبقون على الدوام على موعد مع تجدد المفاجآت السارة، في ما يتعلق بالاهتمام بفن الصورة، من قبل جائزة حمدان بن محمد للتصوير». عناصر تميّز الهوية الفنية قالت رئيس المقيّمين الفنيين، زيلدا شيتل: «يجمع المعرض عدداً من أبرز المقيّمين الفنيين وأكثرهم خبرة في مجال التصوير الضوئي على مستوى العالم. وقد حرص المقيّمون في اختيارهم للأعمال الفنية الفوتوغرافية المشاركة على تقديم عناصر تميز الهوية الفنية وتاريخ التصوير الضوئي لكل بلد، وبذلك تلتقي هذه الأعمال الفنية الفوتوغرافية جميعها ضمن معرض واحد يحتفي بوجهات النظر العالمية المتنوعة حول فن التصوير الضوئي». |
وأتت انطلاقة المعرض الذي يشتمل على أعمال لـ 129 مصوراً من 23 دولة، بالتزامن مع الكشف عن عنوان الدورة السادسة لجائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي، والمحور الرئيس للأعمال المرشح استقطابها وهو «التحدي».
وخصصت إدارة الجائزة وقتاً طويلاً لوسائل الإعلام المحلية والعالمية للاطلاع على موجودات المعرض، قبيل افتتاحه الرسمي، الذي سبقه أيضاً مؤتمر صحافي تحدّث فيه بشكل رئيس كلٌ من الأمين العام للجائزة، علي خليفة بن ثالث، ورئيس المقيّمين الفنيين للمعرض، زيلدا شيتل، والرئيس التنفيذي لمنظمة التصوير العالمية سكوت غراي.
وافتتحت الرئيس التنفيذي لمجموعة تيكوم للاستثمارات، الدكتورة أمينة الرستماني، وعلي بن ثالث، والمصور العربي العالمي أوسكار متري، المعرض الذي توزعت الأعمال فيه على ردهات أخذت مسميات الجهات (جنوبية وشمالية وغربية وشرقية)، واحتوت كل منها على أجنحة دول متعددة، ستظل تستقبل الجمهور حتى بعد غد.
أجنحة
وحظيت الردهة الغربية، تحديداً، باهتمام كبير من عشاق الصورة عموماً، وهي الردهة التي استوعبت 30 عملاً من مقتنيات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بالإضافة إلى أجنحة كل من مصر والمغرب والمكسيك.
وشكلت المقتنيات فرصة لقراءة مشاهد من واقع الحياة الاجتماعية في الإمارات، فضلاً عن مجموعة مختارة من الصور وثقت لمرحلة الاتحاد، وفي مقدمتها، الصورة الأشهر التي التقطت بعدسة المصور المعروف أوسكار متري، للآباء المؤسسين لاتحاد دولة الإمارات.
وبالإضافة إلى الأعمال الفوتوغرافية المتنوعة الملتقطة بعدسة أوسكار متري، ضمت مقتنيات سمو الشيخ حمدان بن محمد، أيضاً، صوراً بعدسة المصور العربي العالمي هنري دلال، وهي صور معظمها مال إلى توثيق الحياة الاجتماعية، وثراء الإرث الفلكلوري المحلي وتنوّعه.
جماليات الصورة وخصوصية التعامل مع هذا الفن الذي تلعب فيه الإمكانات الذاتية للمصور الدور الرئيس، على الرغم من التقدم الكبير في تكنولوجيا وتقنيات التصوير، جذبت رواد المعرض للتوقف عند الإبداعات الإماراتية التي حضرت بأعمال ثمانية فنانين إماراتيين، مالت أعمالهم بشكل ملحوظ إلى فضاء الأبيض والأسود.
الانتقال إلى أجنحة وردهات مختلفة ينقل زائر «دبي للصورة» إلى عوالم متباينة من الإبداع، ليس على صعيد تباين الخلفية الثقافية للفنانين فقط، أو حتى الحقب الزمنية التي تأخذ إلى العام 1840 (تاريخ التقاط أقدم صورة) والتي يحتفظ بها الجناح الفرنسي تحت مسمى «الغريق»، بل أيضاً عقب رؤى ومذاهب مختلفة تتعلق بهذا الفن، الذي أصبح محط شغف الكثيرين إبداعاً وتذوقاً، في المنطقة بشكل أكبر، مع انطلاقة جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي.
ومن صور تحتفي بمصر الفرعونية والفاطمية والمعاصرة، إلى وجوه تلتقطها عدسات فنانين مغاربة برعوا في فن البورتريه خصوصاً، وصولاً إلى سحر الطبيعة في قارة أستراليا، وحضارة الأميركتين، ومعالم أوروبا الحديثة، مروراً بإفريقيا السمراء، وآسيا المترامية الأطراف، لم يغفل المقيّمون الفنيون أن يستحضروا صوراً تنضح بالحميمية والدفء.
رؤية سديدة
وفي تصريح لـ«الإمارات اليوم»، قال الأمين العام لجائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي إن «المشهد يؤكد الرؤية السديدة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في ما يتعلق بالجائزة وقدرتها على أن تشكل نواة لتفجير جماليات الصورة الفوتوغرافية محلقة في سماء الفنون في المنطقة، ليجيء معرض دبي للصورة بعد أيام قليلة من اختتام الدورة الخامسة وإطلاق دورة جديدة واعدة من جائزة حمدان بن محمد للتصوير».
وأضاف: «بهذا الزخم تشارك الجائزة في صياغة (مارس مختلف) تبقى فيه دبي أكثر زخماً بالفنون بشتى ألوانها، وفق بانوراما فنية تبقي الصورة حاضرة في قلب الحدث، من خلال أهم حدث فني في هذا الإطار، وهو معرض دبي للصورة في نسخته الأولى، وهي انطلاقة تبشر بكل تأكيد بأن الحدث تنتظره دورات أخرى أكثر ألقاً في السنوات المقبلة».
ودعا بن ثالث عشاق «الصورة» من مبدعين ومتذوقين، إلى استثمار 72 ساعة استثنائية في مسيرة الصورة، يبقى فيها المعرض مستقبلاً رواده، مضيفاً: «هنا توجد صور صيغت وفق فلسفات ورؤى شديدة التباين، تم إبداعها وفق خلفيات ثقافية متنوعة، قبل أن يوحدها ضوء الكاميرا، لتحجز لنفسها مكاناً ضمن كوكبة (الأبهى) فنياً، وهي نخبة يندر وجودها تحت مظلة واحدة، لذلك فإن قصد المعرض بغرض الاستمتاع بموجوداته، فرصة توفر على رواده معاناة البحث عن كل هذا الجمال في معارض ومتاحف عالمية موجودة في أماكن متباينة من العالم».
وتابع: «لطالما تطلعت جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي لتقديم أفضل الصور الفوتوغرافية في العالم إلى مجتمع الإمارات، ضمـن إطار سعيها لتعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً رائداً لهذا الفن الراقي. ونحن فخورون وسعداء جداً لتقديم المعرض بوصفه أحد عناصر هذه الرؤية الشاملة».
واستطرد بن ثالث: «باعتباره حدثاً غير مسبوق لناحية الحجم ونوعية الأعمال المعروضة؛ نتوقع للمعرض أن يستقطب مختلف أطياف الجمهور الذين يمكنهم أيضاً الاستمتاع بسلسلة من الندوات وحلقات النقاش ضمن منتدى دبي للصورة 2، فضلاً عن المشاركة بالعديد من الأنشطة العائلية المتميزة في شارع التصوير والمرح؛ وكذلك مشاهدة الأعمال الفنية الرائعة في المعرض».