لم تكن الثمانينيات مجرد حقبة تحولات عالمية كبرى؛ انتهاء الحرب الباردة، سقوط الأيديولوجيات الكبرى، لكنها كانت أيضا المرآة التي تجلت فيها وتجسدت خلالها آثار السبعينيات الحاسمة.. تمرد وانطلاق، إحجام وترقب، رغبة عارمة في كسر التابوهات وتجاوز الخطوط الحمراء، أصبحت موضة الفساتين الأنيقة وتسريحات الشعر غير المألوفة واجتراح الجسد “علامات” ثقافية ضمن أنساق تتبدل بسرعة كبيرة.. يكفي أن تسمع مايكل جاكسون ومادونا وتشاهد أفلام هوليوود المبهرة لتعرف أنك في زمن الثمانينيات ذات الإيقاع المجنون.
من بين 80 حدثا فارقا غطتها شبكة الـ CNN واعتبرتها الأهم في تلك الفترة، اختارت «العين» من بينها ثمانية أحداث تجسدت بصريا عبر اللقطة واللون والحركة..

1- حفل أسطوري، شاهده الملايين عبر الشاشات، الأميرة الجميلة ذات الرداء الأبيض، محبوبة البريطانيين، تزف إلى سليل واحدة من أعرق الأسرة الملكية في القارة العجوز.. زفاف الأميرة ديانا، أميرة القلوب، والأمير تشارلز في 29 يوليو عام 1981.

2- في نوفمبر 1979، اقتحم طلبة إيرانيون مقر السفارة الأمريكية بطهران واحتجزوا 52 رهينة أمريكية مطالبين بتسليم الولايات المتحدة الشاه الإيراني السابق محمد رضا بهلوي. تابع الملايين بأنفاس مبهورة وقائع أزمة الرهائن الأمريكيين حتى تم الإفراج عن الرهائن في 20 يناير 1981. يظهر في الصورة ديفيد رودر، أحد المحتجزين الأمريكيين ملوحا بيديه فرحا بانتهاء الأزمة والإفراج عنه.

3- في العام 1981، وبعد صراع دام 4 سنوات مع مرض سرطان الجلد، توفي أسطورة فن الريغي في العالم، الجامايكي روبرت نيستا مارلي، الشهير بـ “بوب مارلي”. كان يملك موهبة كبيرة، يكتب الكلمات بنفسه ويلحنها ثم يغنيها مع فرقة الويلرز. ويكمن سر نجاحه الساحق حول العالم في بساطة كلماته وأهمية الرسالة التي ينشرها: التمرد على الظلم، والعدالة، والحرية، والسلام، ومحاربة الفقر، واستطاع أن يجذب من حوله الملايين من كل الأجناس والأعراق.

4- ساندرا داي أوكونور بعد أن رفضتها الكثير من شركات المحاماة لا لشيء سوى لكونها امرأة، تم تعيينها لتكون أول قاضية في المحكمة العليا في عام 1981، وعرف عنها أنها بارعة في ابتداع التسويات والحلول وأصبحت الصوت “المرجح” لكثير من القرارات التي اتخذتها المحكمة العليا. وقد شكل تعيينها إنجازا للمرأة الأمريكية.

5- ملك البوب، بلا منازع، مايكل جاكسون، الموسيقي والمغني والراقص والشاعر ومنتج الأغاني ورجل الأعمال والناشط الإنساني الأمريكي. صنف كأنجح وأهم نجم في تاريخ الموسيقى على الإطلاق من قبل أرقام غينيس القياسية. تقديمه لمساهمات لا نظير لها في مجالات الموسيقى والرقص والموضة، بالإضافة للحياة تحت الأضواء، جعلت منه شخصية عالمية وجزءا من الثقافة الشعبية العالمية. في الصورة يبرز قفازه الأبيض خلال عرضه الأول في إطار جولته الموسيقية “Victory” في يوم 7 يوليو عام 1984، وأصبحت أيقونته المعروفة في كل مكان وزمان وبيعت قطعتي القفازات في عام 2010 بقيمة 190000 دولار.

6- الصورة التي حازت على جائزة بوليتزر للمصور بيل فولي التي التقطت عدسته هذا المشهد في عام 1982، يوثق فيها صورة لامرأة فلسطينية ترفع بيدها خوذة تعتقد أنها تعود لجنود إسرائيليين قتلوا العديد من الفلسطينيين اللاجئين في مخيمات صبرا وشاتيلا في الحرب الإسرائيلية اللبنانية التي وصفت بالمذبحة الوحشية.

7- تايتانيك هذه السفينة العملاقة التي شهد لها العالم بأسطوريتها حينها وأجزم الكثيرون بأن حتى الله سبحانه وتعالى لا يستطيع إغراقها لحجمها الكبير وتطورها التقني آنذاك. في جولة بحرية من الباحثين الفرنسيين والأمريكيين في يوم 2 سبتمبر عام 1985، اكتشفوا في أعماق المحيط الأطلسي حطام السفينة التي غرقت في15 أبريل عام 1912 لتكون واحدة من أشهر حطام السفن على الإطلاق.

8- أيام فقط بعد فوزه على دوكاكيس في الانتخابات الرئاسية 1988. أخذ الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب باستراحة لصيد السمك في تيار الخليج في ولاية فلوريدا. وكان فوز بوش حينها ساحقا حيث حصل على 426 صوتا انتخابيا، في حين دوكاكيس حصل فقط على 111 صوت.